أسلوب رجال المافيا ٩
[٩]
[هل ساتسبب بموت الشخص الذي انقد حياتي ؟]
----------
كانت صوفيا نائمة في سريرها الواسع وسط تلك الغرفة الداكنة .
كانت الأنوار مطفئة والهدوء يسكن المكان ، لكن الأمر لم يكن كذلك مع صوفيا.
راودها حلم عن وقت وفات والدها .....
كانت آنذاك تعاني من ارق شديد لم تكن تقوى على نوم سوى بالمنومات .
صعدت في إحدى الليالي إلى سطح المنزل ، وجلست على حافة وفي يدها عدت رسوماتها.
اخدت ترسم بهدوء حتى بدأ ينتباها النوم .
قالت وهي تنهض : " اعتقد ان مفعولها بذا ...... "
تزحلقت رجلها و ارتدت من المكان ، تشبتت على الحافة بكلتا يديها بينما رجلها تعومان في السماء ، كلما نظرت إلى الاسفل ترى ذلك الارتفاع الشاهق الذي يفصلها عن الأرض.
أغلقت عينيها قائلة : " يالهي ! "
انتظرت حتى هدأت قليلا ثم بدأت تنادي : "كلاود ! ، ماريا ! عمي ! هيلين ! " أضافت : " ليساعدني احد !"
كان بدأ مفعول الأدوية يسيطر عليها و عينيها تنغلق رويدا.
قالت : " لا ..... " وهي تحاول مقاومة ثاثير الأدوية
لم تكن سوى لحظات حتى بدأت يدها تنزلق من الحافة بسبب ثقل جسمها ، لم يبقى سوى القليل لتسقط ، في تلك اللحظة ، امسك أحدهم بها واخد يرفعها.
اخد يرفعها بصعوبة بينما تشبتت به صوفيا بأحكام .
فتحت عينيها للحظات لتلمح شارة على سترته ، كانت عليها علامة غريبة ذات شكل مميز ، رفعت نظرها لتلمح شيئا يسير من وجهه ثم فقدت وعيها .
استيقظت صوفيا من ذلك الحلم وهي تقول : " يالهي ، يجب أن أتأكد من الأمر "
*****
بعد يوم دراسي طويل، قررت صوفيا أن تجد الحقيقة بنفسها.
تجاوزت سائقها المعتاد، وسارت وحدها حتى وصلت إلى مقر عمل دانيال، و اخدت تراقب المكان من بعيد.
قالت : " عندما أخبرت عمي و كلاود بشأن ذلك اليوم لم يصدقاني في البداية ، لكن عندما رسمت لهما ذلك الشعار قالا أنه شعار للشرطة الخاصة "
تابعت وهي تنظر إلى المبنى : " كيف اتاكد أنه نفس الشخص ؟ "
اختبئت صوفيا خلف إحدى الأشجار و اخدت تراقب المبنى ، انتظرت حتى خرج دانيال مرتديا سترته ومستعدا للمغادرة .
انتظرته حتى يبتعد ثم دخلت إلى المبنى .
تكلمت مع أحد الرجال قائلة: " مرحبا ! "
تابعت : " ايمكنك اعطائي عنوان الرجل الذي خرج للتو ؟ ، ابي يريد أن يعرض عليه عملا خاصا "
استغرب الرجل من طلبها لكن من يشك في مراهقة صغيرة ؟ ، أعطاها العنوان وخرجت صوفيا وهي تقرأ الورقة بعناية.
أسرت : " كيف ادخل إلى منزله ؟ "
فجاءة لمحت قطرة ماء على الورقة استغربت ونظرت إلى السماء لتلاحظ أنها بدأت تمطر.
قالت : " وجدتها ! "
*******
طرقت باب منزل دانيال، ملابسها تقطر بالماء، جسدها يرتعش من البرد. عندما فتح الباب، تظاهرت بالدهشة قائلة: "يا للصدفة! رفيق كلاود!"
دون انتظار إذن، اقتحمت المنزل بذريعة أنها لا تستطيع العودة في هذا الجو العاصف. راقبها دانيال بريبة، لكنه لم يطردها.
أغلق الباب قائلاً : " كيف انتهاء بك المطاف إلى هنا ؟ "
أجابت : " طرقت اول منزل ظهر امامي "
نظر دانيال إلى ملابسها التي تتقطر منها ماء المطر و تلوث أرضية منزله.
قال : " ابقي عندك "
صعد دانيال إلى العلية تاركاً صوفيا في ذلك الرواق .
مشت قليلا حتى وجدت نفسها في غرفة المعيشة كانت هناك غرفتان اخرتان ، أحدهما تبدوا كمطبخ والأخرى مغلقة بإحكام بينما يقع الحمام في اليسار .
اقتربت من الغرفة المغلقة كان فيها مفتاح في فتحت الباب ، وكأنه اُغلق قبل برهة.
تسألت : " ماذا يوجد هنا يارترى ؟ "
ادرارت المفتاح ببطى وفتحت الباب بهدوء .
داخل الغرفة، كانت هناك صور معلقة على الجدران—صور لكلاود، فيكتور، وأفراد العصابة. أما على الطاولة، كانت هناك أوراق رسمية تحمل عنوانًا لافتًا:
"تقرير خمس سنوات"
بدأت عيناها تلتهم الكلمات:
- المشتبه به: فيكتور
- المهمة الأولى: زرع عملاء سريين داخل العصابة
- المهمة الثانية: التقرب من كلاود
لكن ما أوقف أنفاسها كان السطر التالي:
المهمة الرابعة: اغتيال المخترق... لوكاس!
توسعت عيناها، وارتجفت يداها وهي تمسك الورقة. لكن سرعان ما اخد تركيزها صوت خطوات.
اخرجت هاتفها سريعاً والتقطت عدت لقطات للورقة ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها .
لم يسعفها الوقت لتبتعد عن الباب فقد رآها دانيال وهو ينزل من العلية .
راقبها للحظات، ثم تابع النزول حتى وصل اليها.
لم يُظهر أي انفعال، بل أعطى لها منشفة وملابس جافة، . جلست صوفيا على الكرسي بجانب الطاولة واخدت تنشف شعرها وهي تشعر بالتوتر ،
قالت وهي تنظر في الإرجاء : "تصميم منزلك جميلا للغاية ؟ ، هل انت من اختار التصميم ؟ "
نظرت إلى الاسفل وفي عينيها القلق ثم اخدت تنشف شعرها.
فكرت ؛ " ماكان ذلك ؟ ، هل هو عميل سري لذى الشرطة ؟ ، هل عمي وكلاود في خطر ياترى ؟ "
كانت أفكارها تلك تنعكس على تصرفاتها فقد كانت يدها تتخبطان وهي تنشف شعرها وبطبع لاحظ دانيال ذلك عليها.
بعد لحظات، اقترب منها دانيال واخد المنشفة من يدها ، وبدا ينشف شعرها، نظر إليها وقال:
"لماذا أنتِ خائفة؟"
شعرت صوفيا برعشة تسري في جسدها، لم يكن خوفًا بحد ذاته... كان شيئًا أكثر تعقيدًا.
قال بصوت هادئ : _"هل تعتقدين أن هناك خائناً داخل العصابة؟"
تجمدت صوفيا، نظرت إليه في صدمة.
جلس دانيال بالكرسي المجاور و تابع حديثه قائلا : " طلب مني كلاود أن أبحث عن خائن في عصابتنا ، لوكاس اريال أنه نفس الشاب الذي أحرق مستودع فيكتور ، أنه عميل مزدوج لدى الشرطة وهو الذي يرسل التقارير إلى شرطة "
كان دانيال يحاول أن يمسح شكوكها لكنه لم يعلم بشأن الصورة التي التقطتها صوفيا
قال : " اتصلي بكلاود واطلبي منه أن يأتي لياخدك "
******
فطلت صوفيا أن تتصل بفيكتور ، بد وبالفعل ارسل لها سائقا ليوصله.
جلست صوفيا على الكرسي الخلفي بملابس شبه مبللة وفتحت هاتفها لتنظر جيدا للصورة ، كان هاتفها ذا دقة عالية ويظهر الكتابات الموجودة في الورقة بوضوح .
قالت : " يجب أن يرى عمي هذا "
******
وصلت صوفيا إلى المنزل سريعا واخدت تبحث عن عمها.
سالت إحدى الخادمات : " هل جاء عمي ؟ "
أجابت : " أجل ، السيد فيكتور في غرفته مع السيدة هيلين "
أسرعت صوفيا بصعود إلى السلالم وتوجهت إلى غرفة فيكتور ، كان الباب مفتوحا بالفعل ، كانت هيلين جالسة على سرير مع طفلتها الرضيعة ، بينما فيكتور واقفا يتكلم في الهاتف.
اخد يصرخ : " مالذي تعنيه بأنه سرق العينات ! ، تخلص من ذلك الخائن ! ، ادفنه حيا ليكون عبرة لغيره ! "
انصعقت صوفيا عندنا سمعت ذلك
فكرت : " إذا علم عمي بالامر سيقتله بأبشع طريقة ! "
تذكرت كيف انقد دانيال حياتها قبل سنوات وتذكرت كيف شعرت عندما نشف لها شعرها .
قالت : " هل ساتسبب بموت الشخص الذي انقد حياتي ؟ "
لمحها فيكتور في تلك اللحظة، ابعد الهاتف من أذنه ، وتكلم معها قائلا : " صوفيا ، طردت سائقك ذاك ، ساوطف لك سائقا جديدا "
هزت صوفيا برأسها و تابع فيكتور الصراخ في الهاتف.
*****
كان لوكاس على حاسوبه مجددا ، في منزله كالمعتاد ، يدقق النظر الى شاشة .
قال : " قليل بعد ، وساعثر على الشخص الذي اخترق جهازي "
استراح لوكاس على كرسيه عاقدا يديه خلف رأسه ، مستشعر بالبلدة النصر
قال وهو يراقب التحميل : " ثواني لاعرف الفاعل "
فجاءة لاحظ لوكاس ضوء احمر على قميصه ، استغرب للغاية ونظر إلى الأمامة، ليرى نافدة الغرفة مفتوحه
قال : " سحقا ! "
نهض عن كرسيه مسرعاً ، محاولاً أن يتفادى تلك الطلقة، لكن كل ما استطاع فعله هو أن يبعدها عن صدره لتصيب كتفه الأيمن.
سقط تحت الطاولة وهو يمسك بكتفه متالماً.
لم يتوقف الأمر هناك بل أطلق القناص أيضا على حاسوبه ، سقط الحاسوب امام لوكاس مدمرا تماماً
نظر لوكاس في الإرجاء سريعاً ليلمح هاتفه موجودة على الكنبة التي تبعد مسافة منه .
قال : " سحقا ! "
علم لوكاس أنه لا يمكنه التحرك ولو ربع ميل فالقناص لا يزال يراقبه .
ابعد يديه التي كان يضغط بها على جرحه ، ليرى عليها الكثير من الدماء .
شعر لوكاس بالعجز ومنظر الدماء تلك زاده يائساً .
كان دانيال قد ابعد القناص ليتكلم مع رئيسه.
تكلم الرئيس : " هل انهيت العملية ؟ ، هل مات الشاب ؟ "
دانيال : " تحرك قليلا في اخر لحظه ، لكنني اصبته "
رد الرئيس : " رائع ، غادرا حالا ، إياك أن تأثير الشكوك "
اجاب دانيال : " حاضر "
تعليقات
إرسال تعليق