أسلوب رجال المافيا ١٠

 [10]
 [إياكِ أن تقتربي من هذا الرجل مجدداً]

----------


عادت إيلا إلى المنزل في حلول الساعة التاسعة، كان ذلك بعد نصف ساعة من حادثة لوكاس. أدخلت المفاتيح في قفل الباب.


قائلت محبطه : "لم يأتي فيكتور إلى فندق من ذلك اليوم  "


انفتح الباب سريعا ، ودخلت إيلا.


استغربت من رؤية الأنوار منارة،  لكنها تابعت المسير في غرفة المعيشة حتى لاحظت دماء على الأرض.


همست: "دماء ؟"


نظرت إلى الأمام لترى لوكاس مرميًا تحت الطاولة مع كثير من الدماء حوله.


قالت بذهول : "يا إلهي!"


أسرعت إيلا إليه وأخذت تنادي: "لوكاس! لوكاس!"


حاولت إفاقته لكن دون جدوى.


وقفت إيلا متشتتة دون أن تعرف ماذا تفعل. قالت بهلع : "يا إلهي، ماذا أفعل؟! ماذا أفعل؟!!!"


خطر شيء فجاءة على بالها ، قالت : "فيكتور !"


أخرجت هاتفها سريعًا واتصلت على رقمه القديم ويال حظها ! ، رد فيكتور بنفسه عليها .

  

قالت مستبشره : “فيكتور ! "


أضافت : " لوكاس، إنه مصاب بشدة وينزف ! ”


رد فيكتور بحيره : " ايلا ؟ " تابع : “ ماذا حدث؟ أين أصيب؟”


صرخت إيلا : “لا أدري! إنه ينزف من كتفه، وجدته هكذا عندما دخلت المنزل.”


قال فيكتور : “اهدئي، خذي أي شيء واضغطي على الجرح، سأكون هناك فورًا.”


                     *****


جاء فيكتور إلى المنزل وبرفقته طبيب غير شرعي.

وضعوا لوكاس على الأريكة، وأجرى له الطبيب عملية صغرى. 

بعد أن أنهى الطبيب عمله، ترك لوكاس على الكنبة فاقدًا لوعيه، منزوع القميص ومضمد الجرح . كان على ذراعه أنبوب يسير عليه دم ليعوضه عما فقده.


تكلم الطبيب مع فيكتور وطمئنه أن حالة لوكاس مستقرة ثم غادر  .


صب فيكتور انتباهه على إيلا. سألها بجدية: "من فعل هذا ؟ !"


أجابت: "لا أدري! ، لوكاس لا يخبرني بشيء !"


فجأة سمعت صوتًا من الخلف يقول: "أمي..." 


التفتت إلى الخلف سريعا ، لترى لوكاس يحاول النهوض بيأس.


قالت بدهشة: "لوكاس!"


أسرعت إليه، وأخذت بذراعه لتساعده على الجلوس. قالت: "على مهلك."


لمح فيكتور الواقف هناك، وقال بحدة: "ماذا يفعل هذا هنا؟ "


نظرت إيلا إلى فيكتور بسرعة، ثم أجابت لوكاس وهي تتصنع الابتسامة :

قالت  "سأشرح لك."


  لم ينتظر لوكاس ردها وأخذ ينزع الأنبوب من ذراعه لينهض.


إيلا: "لوكاس، ماذا تفعل؟!!"


نهض لوكاس بصعوبة وهو يمسك بكتفه وأخذ يمشي نحو فيكتور .

  

وقف أمامه و نظر إليه بنظرة حانقة. 

قال: "أنت من فعلت هذا !،  أنت من أرسل القناص ليقتلني ! " أضاف بصوت يملؤه الغضب: "ولم تكتفِ بذلك، بل جئت أيضًا لتؤذيها!"


رد فيكتور : "تماسك أعصابك." تابع: "لم أرسل أحدًا لقتلك، لذا فكر مرتين بالفاعل." 


أضاف وهو ينظر إلى ايلا: "و لا نية لي بإيذاء إيلا."


صرخ لوكاس : "إياك أن تنطق اسمها!" 


تدخلت ايلا : "فيكتور، اذهب من هنا." أضافت نظرة رجاء ليفهم فيكتور مغزاها، حينها أخذ نفسه ومغادر المكان.


التفت لوكاس إلى والدته والغضب لا يزال في عينيه. قالت مترجية: "لوكاس، اهدأ! سأخبرك بكل شيء..." فصلت: "فيكتور رفيق قديم لوالدك لذا اتصلت به ليساعدك..."


قاطعه لوكاس وصرخ قائلًا: "أنا أكره هذا الرجل يا أمي! ، إياك أن تقتربي منه ! "


ذعرت إيلا من نبرة صوته، قالت : " بالطبع ، لن اقترب منه ابدا "


                     *****


في فندق إيثان .....


كان إيثان جالس على أريكة الاستقبال و أمامه العجوز ربيكا .


اخدت العجوز رشفة من قهوتها ، ثم وضعتها جانبا و هي تقول : " اعلم انك رجل ذكي يا إيثان " 


تابعت : " واعلم انك تتفق معي بشان ممتلكات جوليان ، أنها ثروة باهضه ولا يجب أن تبقى بين يدي فيكتور ، لن يقدر على التعامل معها ، أنها مسائلة اكبر منه " 


وضع إيثان قهوته أيضا ثم قال : " افهم كلامكٍ تماما ، لكن لا نية لي للتدخل في امور فيكتور  ،  " 


قالت العجوز : " وماذا إذا أخبرتك انك ستحصل على جزء من تلك الثروة ؟ ، هل سترفض عرضي حينها ؟ " 


ابدا إيثان اهتماما بكلامها ، قال  : " أخبريني بخطتك " 


ردت ربيكا : " ليس بالأمر الكبير  ، لا يوجد احد ليرث تلك الثروة ، كل ماعليا فعله هو أن أصنع وريثا مزيفا و اسجل الثروة باسمه "


عجب إيثان من ذكائها ، و قال  : " ولما تحتاجين لي اذا ؟ " 


قالت : " احتاج لاوراق الممتلكات ، واعلم جيدا أنها بين يدي فيكتور "


أضافت : "اعدك انك ستحصل على نصيب من الثروة  إذا أحضرت لي تلك الأوراق " 


نالت الفكرة استحسان إيثان ، قال  : "  اتركي ذلك الأمر لي " 


انتهى كلامهما ونهضا من مكانهما .


رافق إيثان ضيفته إلى الخارج بينما يفكر كيف يحصل على تلك الأوراق.


       .........


كان كلاود آنذاك يركن سيارته السوداء أمام منزله الهادئ الانيق.


دخل بهدوء ، واستقبلته غريس كالمعتاد . اخدت سترته و توجه إلى اريكيته.

  

شعرت غريس بتوتر طفيف عندما رأت كلاود يسكب لنفسه كأسًا من النبيذ.


تقدمت نحوه وقالت بهدوء : " سيد كلاود ، ألا تعتقد أنه من الأفضل أن تؤجل الشرب إلى بعد العشاء  ؟"


استغرب كلاود من كلامها، وقال بنبرة استنكار خفيفة: "لا."


تابع الشرب بينما شعرت غريس بتوتر طفيف.


لكن سرعان ما تلاشى توترها، وشعرت بشيء من السرور عندما رأت كلارا تنزل من السلالم.


قالت بابتسامة خفيفة: “سيد كلاود.”


نظر كلاود إلى الأمام، ودهش برؤية كلارا. كانت ترتدي فستانًا  بلون هادئ، وشعرها البني يتدلى برفق على كتفيها العاريتين.


اقتربت كلارا بهدوء ووقفت أمامه، نظرت إلى غريس التي أومأت لها لتطمئن.


قالت  : " أيمكننا تناول العشاء في الخارج الليلة ؟"


كانت المفاجأة واضحة على وجه كلاود، لكنه وافق على طلبها ، و اختارت كلارا المطعم بنفسها.


أخدها كلاود بسيارته الراقية ، واتجها نحو المطعم الذي يقع في زاوية هادئة من المدينة. 


كان المطعم يتميز بأجوائه الراقية والهادئة، مع إضاءة خافتة وموسيقى كلاسيكية تعزف في الخلفية.


عند وصولهما، توجه كلاود إلى النادل وقال: "أود حجز طاولة " 


رد النادل بلطف  : " لا يمكن ياسيدي ، لا نقدم حجوزات فوريه ، المطعم ممتلى كما تر...... " 


قاطعه كلاود : " سأدفع ضعف المبلغ ، وسادفعه مقدماً "


اوما النادل برأسه وتركهما  للحظات ، ثم عاد سريع  بابتسامة ودودة، وقادهما إلى طاولتهما .


جلست كلارا بهدوء بينما بقى كلاود واقفا مع النادل .


اخد  يخرج محفطته  وهو يشعر بضغط نفسي ، اسر : "من أين جاء هذا؟!  ، لقد شربت كأسًا من النبيذ وأشعر أن رأسي سينفجر ! , لماذا وافقت؟ , سحقا ماذا لو رآها أحدهم وتعرف عليها ؟! "


جلس كلاود على المائدة وفي رأسه ملايين الأفكار .


وبدأ يتناولان الطعام ، بدأت كلارا مسرورة واخدت تبتسم بخفة.


تأمل كلاود ابتسامتها الهادئة حتى اهتز هاتفه في جيبه .


أخرجه ليرى اتصالا من إيثان ، تغيرت تعابير وجهه إلى الجاده ثم نهض قائلا : " ساعود حالا "


غادر كلاود وبقت كلارا وحيدة هناك ، تابعت اكل طعامها مستمتعه بتلك الأجواء الهادئة.


فجاءة ، سمعت صوت صاخب يعكر صفو هدوئها ، التفتت إلى الخلف لترى رجلا عريض الكتفين و ضخم البينة واقفا عند الباب.

  

كان يصرخ على النادل قائلا : "   مالذي تعنيه بأن المكان ممتلئ ! ، لقد حجزت منذ الصباح ! "


رد الناذل : " اعلم يا سيدي  ، لكنك تاخرت  و اعطينا الطاولة لزبون اخر  "


صرخ الرجل : " مالذي تتفوه به ايه الاحمق ! ، من ذاك الذي اخد طاولتي ! "


كانت كلارا تحدق بانتباه حتى لمحت الناذل ينظر إليها نظرات مترددة ، ثم بدأ الرجل ينظر إليها ايضا.


اخد يمشي نحوها بخطوات اثقل من جسده ، وعندما وصل إليها  ضرب بيده على طاولة .


صرخ : " اين هو رجلك ؟! ، كيف يجرؤ على اخد طاولة شخص آخر ؟! ، أين هو ؟!!!! "


اندهشت كلارا من صوته العالي .


قالت : " لا ادري إلى أين دهب " 


غضب الرجل بشدة ، اخد بذرعها  وشدها من على الكرسي صارخا : " مالذي تعنيه بلا اعرف ! ، هل أبدوا لك كمزحة يا هذه ! " 


  سرعان ما تدخل النادل ، اخد بذراع الرجل قائلا  : " سيدي هذا غير لائق لا يمكنك معاملة السيدة هكذا ، افلت يدها "  


صرخ الرجل : " اخرس أيها النكره ! "


  افلت الرجل ذراع كلارا فجاءة  لترتطم على الطاولة بعنف  .


انكسرت الصحون  وثناثرت الطعام  وعم الضجيج والصخب المكان  حتى صرخ الناس : 

" ما هذا ؟ "

" ماكل هذا اللزعاج ؟ " 

، " مالذي يجري هناك ؟ " 


اخد النادلين يركضون إلى المكان بينما الجميع يتذمر باللئم والرجل يرد عليهم بصراخ .


كان كل ذلك ثقيل على كلارا ، لم تتمالك نفسها ، نهضت وركضت إلى الخارج دون أن تلتفت إلى وجه احد.


  


                   *****


كان كلاود في تلك الأثناء خارجاً ، يرد على اتصال إيثان المفاجئ.


بادر إيثان بالكلام قائلا : " عزيزي كلاود ! ، كان فيكتور يبحث عنك بغضب في الإرجاء  قال أنه يحتاج إلى اوراق ملكية جوليان حالا "


رد كلاود باستغراب : " مالذي تتحدث عنه ؟ ، الاوراق معه بالفعل "


رد إيثان : " يبدوا أنني فهمت الأمر خطاء اذا ، اسف على ازعاجك "


اغلق كلاود الهاتف  وهو مستغرب من كلامه ثم عاد إلى الداخل ليستغرب أكثر من رؤية الفوضى تعم المكان .


توجه إلى طاولة ليرها مقلوبة ، وطعام والصحون متناثرتين على الأرض.


سأل النادل قائلا : " مالذي جرى  ؟ ، اين الشابة التي كانت هنا ؟ " 


قال : " لقد حصل حادث بسيط واظن أن السيدة هربت " 


كلاود : " هربت ! " 


خرج كلاود مسرعا إلى الخارج واخد ينظر يمنة ويسرى.


قال : " سحقا  ، إلى أين ذهبت ؟!!!!   " 

فجاءة ،  لمح طلً خلف سيارته .


اخرج سلاحه من جيبه الخلفي واخد يمشي بخطوات خفيفة  نحوها ، حتى سمع صوت نحيب ، تابع المشي ليرى كلارا جالسة تبكي أسفل السيارة.


قال بذهول : " كلارا ! "


عندما رأته كلارا نهضت بسرعة وحضنته بقوة وهي تبكي ، في تلك اللحظة شعر كلاود لأول مرة بنبضات قلبه تتسارع .

تعليقات

المشاركات الشائعة