أسلوب رجال المافيا ١١
[11]
[يا إلهي، أنت تنزف!]
-----
عاد إيثان من أحد أجنحة فندقه بعد استقباله لبعض الضيوف.
أخذ يسير إلى المصعد وبرفقته ايلا التي تحمل بعض الأوراق في يدها.
كان بال إيثان مشغولًا بتفكير في اتفاقيته مع ريبيكا.
فكر: "إذا لم تكن الأوراق مع كلاود، إذًا للأسف إنها بين يدي فيكتور نفسه."
دخلا الاثنان إلى المصعد ووقفا بجانب بعضهما، كان إيثان يتكئ بمرفقه على الجدار وهو غارق في التفكير، بينما تقف ايلا بجانبه.
نظر إليها إيثان للحظات ثم سأل بفضول: "كيف تسير الأمور بينك وبين فيكتور؟"
ابتسمت باستياء ثم قالت: "سيئة جدًا، إنه لا يأتي إلى الفندق أساسًا."
توقف المصعد فجأة لينفتح ويظهر فيكتور أمامهما، فيندهش الاثنان.
كان حاجباه مقطبان، والغضب واضح على وجهه.
قال إيثان وهو يعتدل في وقفته: "وجهك لا يبشر بالخير."
دخل فيكتور وضغط على زر المصعد بعنف.
زمجر: "بدأت تتجاوز حدودك يا إيثان! ما الذي تخطط له؟ ما الذي تريده من أوراق الملكية؟!!"
ضحك إيثان ثم قال: "على رسلك يا فيكتور، كانت مجرد مزحة، لم أعلم أن الأمر سيقلقك إلى هذه الدرجة."
رد فيكتور: "ليس لدي وقت لتفاهتك، إياك أن تعبث مع رجالي مجددًا."
رد إيثان: "صدقني ليس لدي نية للعب معك."
أخذ نظرة خاطفة لأيلا ثم قال: "لدي أمور أهم بكثير لانشغل بها."
ازداد فيكتور غضبًا، ولحسن حظ إيثان توقف المصعد وانفتح الباب.
خاطب إيثان إيلا قائلًا: "هيا بنا إيلا، وصلنا إلى وجهتنا."
خرج إيثان من المصعد وأخذ يمشي متبخترًا في الرواق.
تساءل سرًا: "من الغريب أنه جاء إلى الفندق من أجل أن يهددني فقط."
ثم قال جهرًا: "إن فيكتور صعب المراس حقًا، أم أنه نسي أمركِ يا أيلا ؟"
استغرب إيثان من الصمت خلفه، فالتفت ليجد أن أيلا ليست موجودة.
هز كتفيه بلا مبالاة، ثم تابع طريقه.
كانت أيلا محبوسة في المصعد، فقد سحبها فيكتور بقوة عندما أرادت أن تتبع إيثان وأغلق الباب خلفه.
قال صارخًا: "ما الذي تفعلينه يا أيلا ؟!! لما تعملين مع هذا الوغد؟!!!"
قالت: "فيكتور، أفلت يدي، أنت تؤلمني!"
أرخى يده فاسترجعت يدها، قالت: "وما شأنك أنت؟ لما أنت غاضب هكذا؟"
تابعت بسرور وهي تضع يدها على فمها من الدهشة: "أم أنك تشعر بالغيرة يا فيكتور؟!"
رد بغضب: "عن أي غيرة تتحدثين؟!!"
تابع: "من الواضح أن إيثان يستغلك! أنا أحاول أن أفتح عينيكِ فحسب!"
قالت مبتسمة: "عيناي مفتوحتان جيدًا يا فيكتور، لا تقلق عليّ."
ضغطت على الزر بكل ثقة، وخرجت من المصعد وهي تمشي بسرور، بينما فيكتور مغتاظ هناك.
عندما انعطفت في الرواق، أسرعت الخطى إلى مكتب إيثان.
طرقت الباب ثم دخلت وهي ترتسم ابتسامة على وجهها.
قال إيثان: "أين اختفيتِ فجأة؟ وما خطب هذه الابتسامة؟"
أغلقت الباب خلفها واقتربت، قائلة: "خطتك نجحت يا إيثان!!! فيكتور يموت من الغيرة! لقد..."
قاطع رنين الهاتف كلامها، أشار إيثان لها لتنتظر، ورد على المكالمة من إحدى موظفات الفندق، لتزف له خبرًا يدهشه.
قالت: "سيدي، جاء السيد فيكتور وأخذ جميع مفاتيح غرفته الاحتياطية، لم أستطع الرفض."
اندهش إيثان، ولكن سرعان ما انتابه السرور، أسرّ قائلًا: "إذًا الأوراق هناك يا فيكتور."
أغلق إيثان الخط ثم نظر إلى أيلا.
قال: "إذًا حان الوقت لرد الدين."
ايلا مستغربة: "رد الدين؟"
فصل إيثان: "لقد رأيتِ شجارنا للتو في المصعد، أليس كذلك؟ في الواقع، فيكتور أخذ ملكيات فندقي بتهديد، وللأسف لم أستطع استعادتها، لكن أنتِ يمكنك أن تستعيديها منه."
تابع: "الأوراق موجودة في غرفة فندقنا التي منحناها لفيكتور، كل ما عليكِ هو أن تدخلي إلى غرفته الليلة وتحضري لي أوراق الملكية، اتفقنا؟"
قالت أيلا: "تمزح، أليس كذلك؟ كيف أذهب إلى غرفته ليلًا؟ فيكتور سيطردني من أمام الباب!"
إيثان: "صدقيني لن يفعل، مستحيل أن يطردك."
أيلا: "إيثان، أنا حقًا أرغب بمساعدتك، لكن..."
إيثان: "لا توجد لكن، أنتِ قادرة على فعلها يا إيلا."
*********
بقي فيكتور في الفندق حتى المساء، دون أن يعلم المفاجأة التي يحيكها له إيثان...
خرج فيكتور وبيده حقيبة متوسطة الحجم. بخطوات ثقيلة توجه إلى سيارته، دخل وألقى الحقيبة بجواره، ثم بدأ بتحريك السيارة.
فجأة، لمح انعكاسًا غريبًا في المرآة الأمامية، لكن قبل أن يدرك ما يحدث، قفز أحدهم من الكرسي الخلفي وانقض عليه بعنف.
شعر فيكتور بذراع تخنقه بقوة، ثم بألم حاد يخترق بطنه عندما غرز المهاجم السكين فيه.
صرخ فيكتور من الألم، ثم ضرب المهاجم بمرفقه، وهو يصرخ بغضب: "أيها اللقيط!"
بدأت السيارة تهتز تحت وطأة الصراع الوحشي بينهما.
أخذ فيكتور يوجه لكمات متتالية بكل قوة، بينما يحاول المهاجم حماية وجهه، حتى تمكن أخيرًا من فتح الباب والفرار.
صرخ فيكتور خلفه، وصوت غضبه يملأ المكان: "سأقتلك أيها اللعين التافه! لن تفلت بفعلتك!"
أخرج سلاحه من جيبه، لكن الألم الحاد في بطنه أوقفه. ضغط على الجرح بيده المرتجفة، وهو يهمس لنفسه: "سحقًا..."
عاد إلى الفندق بخطوات متعثرة، حقيبته في يده، والدماء تتساقط من ملابسه.
دخل غرفته وألقى بنفسه على الكنبة، ضغط على الجرح بمنشفة تركها من قبل عليها، بينما يتصبب عرقًا من شدة الألم.
فجأة، سمع صوت خطوات تقترب من الباب.
وقف بحذر، ويده على السلاح.
انتظر حتى توقفت الخطوات، ثم فتح الباب وهو يوجه فوهة السلاح إلى الأمام، ليتفاجأ برؤية أيلا.
"أيلا!" قال بصوت مندهش، بينما كانت إيلا تنظر إليه بصدمة.
قالت: "يا إلهي! لماذا توجه السلاح في وجهي؟ جئت لأتكلم معـ..."
توقفت عندما رأت الدماء على ملابسه. وضعت يدها على فمها وقالت بصوت عالٍ: "يا إلهي، أنت تنزف!"
أشار لها فيكتور لتخفض صوتها، قال: "توقفي عن الصراخ!"
أضاف وهو يحاول كبح ألمه: "اذهبي فورًا!"
ردت أيلا بصوت عالٍ مجددًا: "أنت تنزف أيها المجنون! كيف أتركك وأنت بهذه الحال؟!"
أمسك بذراعها وسحبها إلى الداخل، وأغلق الباب خلفه.
جلس على الكنبة وهو يهمس: "سحقًا، حتى إذا لم يكن يعرف مكاني، سيعرف الآن بسبب صوتها."
تبعته أيلا وأخذت تغرقه بالأسئلة: "ما الذي حصل؟ لماذا تنزف هكذا؟! ولماذا تضغط على الجرح بمنشفة؟ ألا توجد عدة إسعافات؟!! لماذا لا تذهب إلى طبيب فحسب؟!!!!"
صرخ فيكتور: "أيلا!"
تابع بعد أن صمتت: "توقفي عن طرح الأسئلة، واحضري عدة الإسعافات!"
انزعجت أيلا من صراخه ذاك، لكنها ذهبت إلى الخزانة وأحضرت عدة الإسعافات.
أخذ فيكتور الإبرة والخيط، وبدأ يخيط الجرح.
كان الألم لا يُطاق، وكل غرزة تضيف طناً من العذاب.
ناداها بصوتٍ متألم: "أيلا...، أعتقد أنني سأفقد وعيي، إياكِ أن تفتحي الباب لأحد و..."
لم يقدر على إكمال عبارته، بدا يفقد وعيه رويدًا رويدًا، بينما تناديه: "فيكتور! فيكتور!"
كان قد فقد وعيه على الكنبة، تشتت أيلا ، ثم أخذت الإبرة والخيط بتردد وتابعت خياطة الجرح، ثم ضمدته بإحكام.
عندما انتهت، ذهبت إلى الحمام وغسلت يديها، وهي تقول: "لا أصدق أنني خيطت جرحًا للتو."
عادت وهي تنفض الماء من يدها، حتى لمحت حقيبة مرمية على الأرض.
رفعتها لتتساقط الأوراق منها.
قالت: "سحقًا!"
دنت إلى الأرض لتعيد الأوراق إليها، حتى وقع كلام إيثان في ذاكرتها.
قالت: "أوراق الملكيات!"
أخذت تقلب الأوراق باحثةً عن ملكيات فندق إيثان، وعندما احتارت، أخذت الأوراق بعشوائية ووضعتها جانبًا، ثم أغلقت الحقيبة وأعادتها إلى الطاولة.
*****
استيقظ فيكتور عند حلول الصباح، جلس على مهل، ونظر إلى جرحه ليراه مضمّدًا، لكنه لم يجد أيلا.
نادى: "أيلا!"
وعندما لم يسمع جوابًا، نهض ومشى إلى ناحية السرير، لكنها لم تكن موجودة هناك أيضًا.
لكن سرعان ما خرجت من الحمام برداء أبيض وشعر مبلل.
قالت بفزع: "استيقظت!"
نظرت إلى الأوراق التي وضعتها بجانب حقيبتها، فوقفت أمام فيكتور لتغطي عليها.
قالت: "كيف تشعر الآن؟ هل يؤلمك جرحك؟"
نظر إليها فيكتور بريبة، لكنه أخذ سترته وحقيبته من الطاولة.
قال: "أغلقي الباب خلفكِ عندما تخرجين."
هزت أيلا رأسها وقالت: "حاضر." ثم تنفست الصعداء عندما خرج
تعليقات
إرسال تعليق