أسلوب رجال المافيا ٨

 [8]
 [أنا نادمة للغاية ! ، لو امكنني فقط ان اعود بزمن !]

-----------


كانت صوفيا قد عادت في صباح إلى منزل فيكتور بعد نقاش مستمات مع كلاد.


دخلت إلى المنزل  على عجلة ، ثم ذهبت الى غرفتها  بسرعة .


قالت وهي وتغلق  الباب خلفها : “نجوت بصعوبة من كلاود.”


بدأت تضع ادوات رسمها على طاولة بعناية .


وضعتهم بترتيب  حتى جاء دور كراسة رسمها ، كانت صورة دانيال اخر ما رسمته ، تاملت صورته ولاحظت شيء غريبا .


قالت وهي ترفع حاجبيها: "لماذا يبدو هذا مألوفًا؟"


نظرت إلى جدار غرفتها المملوء بالصور، ومشت نحوه وهي تحمل الكراسة في يدها. 


أخذت ترفعها رويدًا وهي تقارنها بالرسم المعلق على الجدار. ازداد تركيزها شيئًا فشيئًا  حتى لاحظت شيئًا عجيبًا !


غطت فمها من الدهشة وقالت: "إنه هو !"


كانت الرسمتان متشابهتين للغاية !، كان  نفس الشخص لكن بعمر أكبر !


بينما  صوفيا مشغولة في غرفتها ، كانت هيلين قد نزلت إلى الأسفل.


اقتربت منها إحدى الخادمات وزفت لها خبر قدوم صوفيا.


قالت: "سيدتي ، لقد جاءت الآنسة صوفيا." أضافت : " أنها في  غرفتها."


أشارت هيلين للخادمة لتبقى مكانها وبدات تصعد السلالم مجددًا. ، صعدت بهدوء حتى وصلت إلى الدرجة الأخيرة ، وهناك بدأت تشعر بألم فضيع في بطنها. تابعت الصعود بصعوبة ثم ارتمت على أرضية الرواق .


نادت بصوت متألم: “صوفيا!”


سمعت صوفيا الصوت جيدا ، وضعت الكراسة من يدها وخرجت من غرفتها ،  لتتفاجأ برؤية هيلين على الأرض. 


قالت بقلق: "عمتي ! " 


أسرعت إليها ودنت لتطمئن عليها. 

قالت : "عمتي، هل أنتِ بخير؟!"


تكلمت هيلين بصعوبة: "اتصلي بالإسعاف حالًا! "


                   ****


في جهة المقابلة.... 


كان لوكاس جالسًا على حاسوبه المحمول في منزله المتواضع ، مضمد الرأس مشتت الذهن.


كان المكان هادئ للغاية ، لايسمع سوى صوت نقرات خفيفة على جهاز ، حتى خرجت ايلا من غرفتها لتجلب الجلبة معها .


قالت وهي تضع الأقراط على عجلة لتكمل طلتها الحسنة  :  " ساذهب لزيارة إحدى رفيقاتي ، و اسمعني جيدا يا لوكاس " 


تابعت بعد أن ثبتت قرطها : "   إياك ان  تخبر جدتك بما حصل ،  أقنعت فيكتور بصعوبة ليتركك ، إياك أن تسبب له المشاكل "


رد لوكاس وعينيه تحدقان بشاشه : " لن أخبرها " ثم سأل بهدوء   : " من اين تعرفين فيكتور ؟  "


تفاجاءة ايلا من سؤاله فلم يخطر ذلك على بالها  .


  قال لوكاس بعد أن أغلق حاسوبه   :" استيقظت البارحة في الفندق ، وانتي بجانبي ، ولم تقولي شيئا سوى انك اقنعتهم بتركي "


أضاف    : " ماذا كنتي تفعلين هناك , وكيف أقنعت ذلك الرجل بتركي  ؟ "


تجمدت إيلا من سؤاله، وبدأت تنظر إلى اليسار بينما تفكر في كذبة متناسقة. قالت بصوت متردد: "أنني أعمل في ذلك الفندق ،وفيكتور زبون لنا ، عندما أخبرته انك ابني تفهم الأمر  "

لوكاس ساخرا   : "تركني من أجل عاملة في فندق ليس له ؟ "


فكرت ايلا سريعا ثم قالت  : " ماذا عنك ؟! ، ماعملك معهم  ؟! "


راوغة قائلة : "  أخبرتني انك تعمل في شركة برمجيات ، بينما تعمل مع رجال عصابات خطيرين ! كيف كدبت عليا هكذا ؟!! ، منظرك وانت مغميا عليك و مجروح الراس كان ثقيلا على روحي !   " 

أخذت أنفاس أيلا تتسارع قليلاً، متمنية أن يشتت هذا الكلام أفكار لوكاس.


قال  : " لم اعد اعمل لديهم  " 


ارتاحت ايلا عندما قال ذلك لكن سرعان ما انتبهت عندما تابع الكلام   : وكذلك انتي ! ، اتركي العمل في ذلك الفندق  " 


عاد لوكاس إلى حاسوبه  و اسر قائلا : " فيكتور ليس شخصا يترك الآخرين وشائنهم بسهولة ، إذا تركني حيا دون أن يجد الفاعل ، فهذا يعني أنه يريد الانتقام بطريقة أخرى "


نظر إلى والدته بعينين قلقتين و اسر  : " امال الا تتادى بسببي " 



               ******


وصلت أيلا إلى المشفى، وأخذت تمشي في رواقاته، باحثة عن غرفة رفيقتها.


  أسرت بصوت خافت: "أين  غرفتها يا ترى؟"


فجأة، سمعت صوتًا من إحدى الغرف ، كان  بابها شبه مفتوح وصوت رضيع يصدر منها. 


اقتربت ايلا من الباب بحذر ، لتجد هيلين فاقدة الوعي على السرير ، تجلس مراهقة بقربها ،  بينما يقف  فيكتور  بجانبها .


كان فيكتور  يحمل رضيعتاً بين يديه، يحاول تهدئتها بلطف ، وينظر إليه نظرة مليئة بالحنان .


تجمدت أيلا في مكانها، غير قادرة على تصديق ما تراه. 

عادت سريعًا إلى الجدار ووضعت يدها على فمها.


قالت : "يالهي ، هيلين أنجبت !  "


شعرت أيلا بانقباض بسيط في قلبها، وكأن شيئا يعبث بمشاعرها ،  لكن سرعان ما تلاشى ذلك و بدا قلبها ينفطر ببطء.


انزلت يدها ثم اسرت   : " كيف يمكنه أن يكون سعيدا هكذا ؟ "


تنهدت ايلا بعمق ثم استدارت لتكمل طريقها .


في لحظة التي غادرت فيها ايلا ، تكلمت صوفيا مع عمها.


قالت : " عمي اريد ان اخبرك بشيء "


انتبه فيكتور لها ، فتابعت قائله : " أتذكر الحادث التي حصلت بعد موت والدي ؟ ، أخبرتك أن شرطي امسك بي قبل أن اسقط من السطح "


قال فيكتور  : " أجل اذكر " 


صوفيا : " حسنا ، اعتقد انني رأيت ذلك الرجل " 


التفت إليها فيكتور وقال بهتمام : " أين رأيته ؟ "


فجاءة دخل طبيبا إلى الغرفة ليقطع حوارهم  ، كان يحمل في  يده بعض الأوراق.


مدها إلى فيكتور قائلا : " هذه الاوراق التي طلبتها  " 


نهضت صوفيا واخدت الطفلة من يدي فيكتور ،  بينما  اخد فيكتور الاوراق من يد الطبيب.


وضح الطبيب  : " النتيجة إيجابية ، العينتان متطبقتان  " 


بدأ السرور على فيكتور  , قال :  " هذا رائع " 


               *****


أقيم حفل بعد اسبوع في فندق إيثان بمناسبة إنجاب هيلين ، ولسوء حظها كالمعتاد ، كانت أيلا من تنطم الحفلة .....


جلست ايلا في إحدى الطاولات تسكب لنفسها كأساً تلو الأخرى بينما تنظر إلى هيلين بغيظ.


كانت هيلين واقفتا مع إيثان ، وبعض من رفيقاتها بينما طفلتها في عربة الا طفال.


أسرت أيلا وهي تاخد دفعة من الكأس : " على الأقل فيكتور ليس معها " 


لم تكمل عبارتها إلا وقد جاء فيكتور ، ليقف بجانب هيلين ويتفقد طفلته الرضيعة.


أسرت : " سحقا ! " ثم شعرت  بذلك الضغظ مجددا في قلبها .


اخدت رشفة اخرى لتهدئ من روعها، ثم خرجت من الحفل ،  لتجلس على إحدى السلالم الخلفية وحدها.


قالت وهي تبكي   : " سحقا لما هيلين سعيدة هكذا ؟! ، لماذا تحصل على كل شيء جميل ! " 


فجاءة سمعت صوت يقول : " انتي هنا ! " 


التفت لترى إيثان قادماً نحوها 

علق على الكحل الذي سال من وجهها  : " ياللهي ماهذا المنظر  ؟! "


تجاهلت ايلا تعليقه السقيم ، واخدت تمسح الكحل بمالمنديل.


جلس إيثان بجانبها قائلا : " مالذي حصل يا ايلا  , لماتبكين  ؟ "

  

ترددت ايلا في أخباره لكنها أفصحت عن مشاعرها في نهاية .


قالت : " إيثان ، اعتقد انني  لزلت احب فيكتور " 


نظرته إليه ثم تابعت : " يؤلمني بشدة أن ارى هيلين بجانبه "


اندهش إيثان ثم قال  : "مهلا ، مهلا ، مهلا " 

تابع باهتمام : "  سمعت انك انتي من هجرت فيكتور ! "


استاءت ايلا عندما سمعت ذلك واخدت تبكي بحرقة.


واسها إيثان قائلا : "  هدئي من روعك "

تابع : " أخبريني لما انفصلت عنه ؟ "


أيلا : "  كنت فقيرة للغاية آنذاك  ووينز عرض عليا الزواج ، كان وينز أثراء بكثير من فيكتور ، وعائلته ذات سيط اكبر ..... .... " 


قاطعها إيثان : "  اه يا ايلا  ، هل هجرتيه من اجل ذلك ، يالك من ........  "


ايلا : " هل انت هنا لتواسيني ام لتجعلني أشعر بسوء  ! " 


تابعت : " كنت قد تراجعت عن الامر وتكلمت مع فيكتور " ، اسرت لنفسها : " كان ذلك عندما عرفت بحملي "


تابعت   : " لكنه رفض أن نعود إلى بعضنا ! ،  قال إنه تقدم  لهيلين وأنه سيتزوج منها ! ، لم استطع التصديق يا إيثان ،  لم يمر على انفصلنا سوى شهر واحد ! "


اخدت تبكي بحرقة وهي تقول : " أنا نادمة للغاية ! ، لو امكنني فقط ان اعود بزمن ! "


تنهد إيثان من سخف كلامها ووقعت عينه على فيكتور وهيلين يخرجان مع طفلتهما من الحفل.


قال : "ايلا ،  اتريدين استعادة فيكتور ؟ 

"  

سالت ايلا ودموع تملى وجهها  : " و كيف سافعل ذلك ؟ ، أنه لا ينظر إلى وجهي ! " 


ابتسم إيثان ثم وضع يده على خصر ايلا وسحبها إليه برفق 


قالت : " مالذي تفعله ؟ "


قال : " سنجعله ينظر "  ثم قبل شفتيها فجاءة ، و بطبع رأى كلا من هيلين وفيكتور تلك القبلة.


علقت هيلين بنبرة ساخرة  : " كنت اعلم أن إيثان وظفها ليستغلها،  لكني لم أتوقع أن يكون بهذه الطريقة " 


نظر فيكتور إليهما ،ثم اشاح بنظره بهدوء دون أن ينطق بكلمة.


ابتعد إيثان عنها وكأن شيئا لم يكن ، لكنه  تبثت يديها لكي لا تضربه.


قال  : " اهدئي ! ،  فيكتور خلفنا ! " 


لمحت ايلا فيكتور وهدات من روعها.


تابع  : " إنني أعرف فيكتور بقدر كرهي له ، وإذا كان هناك شيء سيعيد مشاعره القديمة فهو أن يراك مع شخص آخر " 


هدأت ايلا تمام عندما فهمت خطته ، وسحبت يدها بهدوء.


سالت : "و لما تساعدني ؟ ، أليست هيلين شقيقتك ؟ " 


ابتسم إيثان ثم قال : " سيسعدني أن تنفصل هيلين عن ذلك الوغد "


اضاف بجدية " كما أنني متأكد انك ستردين لي هذه الخدمة  " 

تعليقات

المشاركات الشائعة