أسلوب رجال المافيا ٧

 [7]
[ذلك الصندوق مهم جداً لي]

--------


كان كلاود في الغرفة مع لوكاس، كانت الغرفة في حالة من الفوضى، مع بعض الدماء والزجاج المكسور متناثرين على الأرضية.


نظر إلى لوكاس ليراه متعبًا مرهقًا متهالك النفس، والدماء تسيل من على وجهه بشدة. 


سرق هاتفه الذي يهتز انتباهه ، أخرجه من جيبه ليرى رسالة من صوفيا.


كتبت: "كلاود ، لن يأتي السائق اليوم، هل يمكنك إيصالي بعد المدرسة؟ "


نظر كلاود إلى لوكاس ظرفة عين ، ليراه قد سقط على الأرض مغميا عليه.


قال  : "سحقًا !"


اعاد هاتفه إلى جيبه بسرعة ثم ركع بجانب لوكاس ، اخد يفكر  كيف يفيقه حتى سمع صوت خطوات تقترب من الباب .


فُتح الباب ، ودخل فيكتور إلى الغرفة بهدوء ، ليرى لوكاس مرميا على الارض.


نهض كلاود قائلا : " عمي تمهل ، لا يمكنك قتله أنه حفيد عائلة ..... " 


قال فيكتور  : " اعلم ذلك   “ اضاف  "اتصل بالأرعن إيثان ، أخبره أن يحضر طبيبًا إلى هنا ”


اسر كلاود   : " اقتنع بهذه السهولة ؟ "


ثم خرج وهو يحاول الاتصال بإيثان بينما بقي فيكتور وحيدا مع لوكاس.


نظر فيكتور إلى لوكاس المرمي على الأرض ، دنى اليه ، و خلع سترته ليضغط على جرحه.


اخد يضغط وهو يقول : " لماذا ينزف هذا بشدة ؟!!  "


ابعد فيكتور سترته ليتفقد الجرح  ، لكن عينه وقعت على سترته الملوثه بدماء  .

نظر باهتمام مدركا أنه حصل للتو على عينة من دم لوكاس   


               *****


بعد مرور بعض الوقت ، ذهب كلاود لإيصال شقيقته كما طلبت .........


كانت سيارته السوداء تسير على طريق طويل، تبدو صغيرة الحجم من بعيد 

.

خفف من سرعته ثم توقف على جانب الرصيف ، بجانب أشجار عالية تتمايل أوراقها مع النسيم .


كان كلاود على مقعد القيادة، ومن خلفه صوفيا تحمل هاتفها المحمول في كلتا يديها، و عيناها مركزتان بهدوء على الشاشة.


خاطبها كلاود بهدوء  : “سأعود حال ”.


أبعد حزام الأمان وترجل من السيارة ، ثم أخذ يسير على الرصيف حتى وصل إلى مبنى ذو أبواب زجاجية ، كانت أبوابه شفافة حتى يرئ ما في داخله من سيارات وعاملين.


كان دانيال تحت إحدى السيارات، منشغلا بفك براغيها .


ناداه كلاود الواقف عند الباب: “هل لديك بعض الوقت ؟”


خرج دانيال من تحت السيارة لتقع عينه على كلاود .


نهض وهو يمسح يديه بخرقة وسخة ، تاركًا آثار الزيت على أصابعه.


قال وهو يقترب منه: “ما الأمر؟”


تكلم كلاود : “احترقت أسلحة فيكتور ليلة البارحة ، واتضح أن لوكاس هو الفاعل”. 


رفع دانيال حاجبيه بدهشة : “حقًا! ذلك الشاب؟! ”


قال كلاود: “أشعر أن هناك شيئًا غريبًا حيال الأمر قال لوكاس أن أحدهم يحاول إلقاء اللوم عليه”.


أضاف : “أيمكنك التحري عن الأمر؟”


لمح دانيال شخصًا خلف كلاود، كانت فتاة يافعة ترتدي زيًا مدرسيًا وتسير بخطى بطيئة نحوهم.


. أجاب دانيال: “بالطبع”، قالها وعيناه لا تزالان تراقبان تلك الفتاة.


اقتربت الفتاة من كلاود ثم قالت: “هل كل شيء بخير يا كلاود؟” 


التفت إليها كلاود ليرى شقيقته صوفيا.


نظرت إلى دانيال للحظات ثم خاطبت كلاود  ،  : “تأخرت قليلا ، اكل شيء بخير ؟ ”


طمئنها كلاود : " لم يحصل شيء "


تابع :  “ سآتي الآن ”


عادت صوفيا إدراجها بهدوء ، حينها سأل دانيال بفضول : “من هذه؟” 


أجاب كلاود غير مهتما بسؤال : “إنها شقيقتي الصغرى”.


تفاجأ دانيال قليلاً  لكن سرعان ما تحكم بتعابير وجهه ، قال: “سأتحقق من أمر لوكاس، اترك هذا الأمر لي”.


رد كلاود بابتسامة خفيفة  : “أعتمد عليك اذا  ”


                  *****


اوصل كلاود صوفيا إلى المنزل بأمان ثم عاد إلى منزله ليرتاح .


فتحت غريس له الباب قائلتا : " مرحبا بعودتك سيد كلاود " 


اخدت سترته ، بينما اخد كلاود ينزع حذائة واقفا ،  ليشعر  بقدمية على أرضية المنزل الباردة من اسفل جواربه.


نظر إلى الأمام لتقع عينه على كلارا تنزل من السلالم .


كتم ابتسامته عند رؤيتها و تابع طريقة إلى  كنبته ،  وكذلك  وقفت  غريس بجانبه  وهي تحمل السترة بين يديها .


كانت غريس مندهشتا قليلا من رؤية كلارا ، فهذه أول مرة تنزل من غرفتها.


اخد صوت خطوات كلارا الخفيفة يتردد في الصالة وهي تقترب منهما .


  قالت  : " اريد ان اطلب شيء "


عقدت يديها  مترددة  : " هناك صندوق في منزل عائلتي ، ذلك الصندوق مهما جدا لي " 


أضافت : " ايمكنك إحضاره  ؟ "


تفاجاءة غريس من طلبها وكذلك كلاود  

سكب لنفسه كأس ماء من ابريق الطاولة ثم قال بهتمام : "وماذا  يوجد في صندوق ؟" 


ارتسم الامل على عيني كلارا , قالت ': " فيه صور لعائلتي ، أنه موجود في خزنة غرفتي ، اول غرفة في طابق العلوي "


أنصت إليها كلاود جيدا ثم قال بنبرة غير مبالية   : " سافكر في الأمر " 


خاب امل كلارا عندما سمعت تلك النبرة   ، حررت يديها ثم اخدت تصعد السلالم لتعود إلى غرفتها  مثقلتا خطواتها بخيبة أملها.


قالت غريس : " تبدوا الانسة مرتحاتاً أكثر من ذي قبل يا سيد كلاود ، إنها اتحدت معك بعفويه  " 


كان كلاود يستمع إلى كلام غريس متأملاً في طلب كلارا


                   ****** 


حل المساء سريعاً ، وحل الوقت التي انتظرته صوفيا . 

خرجت عنوة من المنزل مع عدت الرسم و  اخدت طريقها  إلى وسط المدينة.

جلست عند استراحات الرصيف المطلة على البحر ،  واخدت ترسم ذلك المنظر ، كان سواد الليل قاتما ، وضوء القمر يقع على البحر ليضفى بريقًا فضيًا على الأمواج المتلاطمة.


ظهر خيال ماريا فجاءة على كراسة صوفيا ،وهي تبتسم بدفئ كالمعتاد .


  شعرت صوفيا بالاستياء و نهضت تراكتاً أدواتها هناك.


مشت قليلا ثم توقفت عند إحدى  الجدارن  ، دنت لترى بعض النكات السخيفة المكتوبة عليه  ، كان ذلك خط ماريا ، فقد جاءت الفتاتان إلى هنا العديد من المرات.


ابتسمت صوفيا بحزن و شعرت فجاءة  بشيء يعبر خلفها ، استدارة لتجد  شابان ثملين قد عبروا من جانبها.


تجاهلت الأمر وتابعت التحديق بجدار لكن سرعان ما تنبهت لشيء ، اخدت تفتش جيوب سترتها ، ولم تجد هاتفها.


نادت الشباب : " مهلا ! " 


استدار  أحدهما ووجه محمرا من السكر ، قال : " ماذا تريدين ؟ " 


تقدمت إليهم صوفيا وقالت : " اعد لي هاتفي " 


رد الشاب : " عما تتحدثين ؟ " 


هددت صوفيا وهي ترفع اصبعها  : " أعده لي قبل أن تتادى ! " 


قال الثمل بغضب : " اترفعين يدك في وجهي ايتها اللعينة ! " 


اقترب منها ليهاجمها لكنها ضربته  بين رجليه  ليسقط على الأرض ويصرخ من الالم .


ضحكت قائلة : " أخبرتك انك ستتادى " 


لمحت صوفيا الشاب الآخر وعلمت أنها لم تحسب حسابه.


أسرت : " يالهي ! " 


أخرج الرجل سكينا من جيب بنطالة واخد يتقدم إليها ، كان ذلك مفجعا بنسبة لها ، فسكينا تشبه هذه قد قتلت ماريا ! 


اتسعت عيناها من الفزع ثم اخدت تركض بأقصى سرعتها  بالاتجاه الذي أتت منه ، كان الشاب بطيء واستطاعت الابتعاد عنه.


اسرت : " لن يلحق بي ، أنه بطيئ جدا ! " 


نظرت إلى الأمام و لمحت ادوات رسمها قالت : " سحقا !  "


توقفت لتلقط كراستها واقلامها حينها بدأ الشاب يلحق بها والمسافة بينهم تقل للغاية .


اخدت تركض مجددا مع يديها مملؤتات بالكراسة والاقلام  ، اخدت تركض وتركض حتى صادفت محلا ودخلت إليه ، أغلقت الباب خلفها واخدت تستند بظهرها عليه لتمنع ذلك الشاب من الدخول .


فتحت عينها لترى انها في مبنى تصليح السيارات ، كان الرجال الموظفين ينظرون إليها بستغراب ، لم تكن تعرف اي منهم لكنها شعرت بالقلق عندما رأت دانيال ينظر اليها.


اسرت وهي تتصنع الابتسامة  : " أنا في مشكلة " 


                ****** 


في النهاية، اتضح أن هاتف صوفيا كان في جيب بنطالها. 


تكلم دانيال مع الشاب وأقنعه بتركها لكونها قاصرة ، و بعد أن حلت المشكلة، أخذ دانيال يتصل بأحدهم، وعرفت صوفيا أنه يتصل بشقيقها.


ترجته قائلة: “أرجوك لا تخبر كلاود، سأعود للمنزل حالًا، لا داعي لـ…”


لم تكمل عبارتها، فقد رد كلاود على المكالمة بالفعل. 


تكلم دانيال وهو ينظر إليها بنظرة تحمل حسًا غريبًا بالمسؤولية: “شقيقتك هنا، سأبقيها عندي حتى تأتي.”


تنهدت صوفيا بيأس عندما سمعت ذلك، لكنها سرعان ما أدخلت يديها في جيوب سترتها وقالت بامتعاض:


“سحقًا، لم يستمع لكلمة مما قلته ”


عاد دانيال إلى عمله بينما جلست صوفيا على إحدى الطاولات، وأخذت كراسة رسمها وبعض الأقلام.


قالت بصوت منخفض: “لا يوجد شيء يمكن رسمه هنا.”


بينما كانت عيناها تطيشان في الأرجاء باحثة عن شيء ملهم، لمحت دانيال يعمل أسفل إحدى السيارات. 


كانت تستطيع رؤيته من زاوية تظهر وجهه وعضلات ذراعيه، كان يعمل بجد ،ووجهه يتصبب عرقًا من الجهد.


قالت بدهشة: “هذا مبهر!”


بدأت صوفيا برسم دانيال على تلك الحال،  رسمته بكل إتقان. كانت تتأمل في وجهه وجسده وهي ترسم ، ركزت وركزت حتى شعرت بوخز في قلبها !


توقفت عن الرسم ووضعت الكراسة جانباً ، ثم لمحت شقيقها يدخل الى المبنى.


أخفت صوفيا رسوماتها ونهضت دون أن تنطق بكلمة. 


ابتسمت له لتخفف عن فعلتها بينما تنهد كلاود بعمق، وكأنما يحاول أن يفرغ جزءًا من الإرهاق الذي يشعر به بسبب تصرفاتها.


                  ****


حصلت صوفيا على توبيخ شديد طيلة الطريق وكذلك في المنزل ، كان كلاود قد أخدها إلى منزله لتبقى تحت ناظريه لفترة .


دخلت خلف كلاود قائلتا : " لا اريد البقاء هنا ! ، اريد العودة إلى منزل عمي ! " 


كلاود : " ستبقين هنا لفترة "


صوفيا : " سحقا لذلك ! ، لا اريد ! " 


لمحت غريس الذي جاءت بسبب صوتهم فأسرعت إليها قائلة : " غريس ارجوك تحدثي معه ! ، أنا حقا لا اطيق البقاء هنا ، منزله كئيب للغاية ! " 


أزعج ذلك التعليق كلاود ، لكنه كتمها في نفسه ، وجلس على كنبته.


تعاملت غريس  مع الأمر بحكمة ، فقالت بصوت منخفض : "يبدوا السيد كلاود منزعجاً الان ، ساتحدث معه في صباح عندما يهدئ " 


ظهرت تعابير الامتنان على وجه صوفيا واعطتها قبلة على خدها ، غريس مربية صوفيا منذ نعومة أظافرها لذى تكن لها المودة والاحترام.


ذهبت صوفيا مع غريس لتجهز لها غرفتةً تقضي بها ليلتها وبقاء كلاود وحيدا هناك.


استرخى كلاود على كنبته بعد ان هدأت الأجواء ، كانت اضواء الصالة خافتة،  مما أضفى جوًا من الحميمية والهدوء ، هذا هو الجو الذي يفضله كلاود. 


نظر إلى طاولته الزجاجيه ليرى الصندوق الذي أحضره لكلارا  .


نهض بعض جلسة من التفكير و حمل الصندوق بين يديه ليصعد به إلى  السلالم ، توجه الى غرفة كلارا. و توقف أمام بابها.


طرق بلطف ثم فتح الباب  حاملاً الصندوق بإحدى  يديه. كانت كلارا جالسة على سريرها تحمل كتابا بين يديها ،  كان كتاب من مجموعة الكتب الموجودة على الرف .

أغلقت الكتاب ببطىء ، و نظرت إليه بقلق.


قال كلاود  : "أحضرت  الصندوق الذي طلبته" 


اتسعت عيناها عندما رأت الصندوق نهضت ببطء، متجهة نحوه. أخذت الصندوق من يديه بحذر، وكأنها تحمل كنزًا ثمينًا.


قالت كلارا بامتنان : " شكرًا لك "


وقعت تلك الكلمة على قلب كلاود لكنه غادر دون أن يرد عليها.


جلست كلارا على حافة السرير بعد أن خرج كلاود وبدأت بفتح الصندوق ببطء. 

كانت صور عائلتها ولحظاتها تملئة و بدات عيناها تلمعان

 بالحنين والذكريات.


كانت تبتسم وتضحك بهدوء في بالبداية لكن سرعان ماتحولت تلك الضحكة إلى صوت أشباه بالبكاء ولم ياخد الأمر كثيرا حتى  بدأت الدموع تهطل من عينبها.


وضعت كلارا الصندوق جانباً وغطت عينها لتغرق بالبكاء 


                        *****


تعليقات

المشاركات الشائعة