أسلوب رجال المافيا ٦

 [6]
[انت ترتكب خطاء فادح]

-----------


كان فيكتور جالس في أحد طاولات فندق إيثان مع  زوجته هيلين  و السيدة ربيكا ، مالكة أكبر شركة في البلاد .


ربيكا عجوز في نهايات عمرها ، قصيرة القامة ، دوقها يميل الى الملابس الرسميه ذات الألوان الفاتحه ، ودوما ماتكسو تعابير العبس وجهها . وهي السيدة الكبرى لعائلة أريال .


ناهيك عن ثرائها القانوني تمتلك اعمال غير قانونية و تتجار بيضاعتها لاصحاب العصابات لدى هي مشهورة بين الفاسقين والصالحين على حد سواء .


جاء إيثان إليهم  وقال : " مرحبا بضيوف الاعزاء ! ، اتمنى أنني لم اتاخر عليكم  " 

همس لفيكتور  : " سمعت أن اسلحتك الجديدة دمرت "

أضاف : " لكنني سعيد أن هذا لم يمنعك من حضور المزاد "


نظر إليه فيكتور نظرة ازدراء فهو دوما مايكره اسلوب إيثان الساخر .


تجاهل إيثان النظرة وقال بابتسامه : "  قدوم السيدة ربيكا وفيكتور إلى مزادنا سيزيد من سمعته ! " 


وقعت عين إيثان على أحدهم يدخل من باب الفندق ، قال مستبشرا : " ها ! جاءت جميلتنا ! " 


كانت تلك أيلا مرتديتاً ثياباً في غاية الفخامة و تمشي نحوهم بتزان ، بطبع ايلا خسرت كل أموالها لشراء تلك الملابس الباهضة.


وقفت بجانب إيثان  ليندهش الثلاث الكبار من رؤيتها.


همست هيلين بحنق : " مالذي تفعله هذه هنا ؟ " 


قال وهو يسحب ايلا إليه : " ايلا هي مساعدتي في الإدارة " تابع وهو ينظر اليهم : "  ليس هناك  مشكلة في هذا أليس كذلك ؟ " 


تعمد إيثان استفزازهم بهذا ، فلا أحد من هؤلاء مرتاح بوجود ايلا بينهم ، أشاحت هيلين بوجهها بغيظ ،  بينما تجاهل فيكتور الأمر فحسب ، أما السيدة ربيكا فقد كانت تحدق بايلا بعينين حادقتان.


                *****


أقيم المزاد وكان فخما للغاية ، عرضت فيه السلع النادرة ، وحضره ملايين من التجار ورجال العصابات وأصحاب الأعمال الكبار . كان فندق إيثان الضخم بمثابة مقر اجتماع لكل من له اسم كبير .


خرج فيكتور من منتصف المزاد عندما وصلته رسالة من كلاود : " وجدت الفاعل ، ساضعه في المستودع الاخر  "


رد عليه فيكتور باتصال  : "كلاود ،   أحضره إلى فندق إيثان ، ساتعامل  مع ذلك الوغد الان ! " 


اغلق فيكتور الخط وعاد إلى المزاد بعصاب تالفه ، ليجلس بجانب هيلين مجددا وقبل أن تسأله شيئا جاءت إحدى العاملات مع قائمة طويلة بالاسماء .


قالت : " وقعوا هنا من فضلكم.يا سادة "


كانت ايلا اول من وقع ثم مررت القائمة للآخرين وعندما وصلت القائمة إلى هيلين لمحت اسم أيلا .


قالت هيلين : " لزلتي تحملين كنيتك القديمة "

أضافت بستغراب : " الم تتزوجي بعد ؟ " 


لم تجب ايلا على ذلك السؤال بل ردة بابتسامة مصطنعه.


                  ******


وصل كلاود اخيرا الى الفندق ومعه لوكاس كأسيرا و اتنين من الرجال للحماية ، استقبلهم أحد العمال و أعطاهم غرفة في الفندق .


تكلم لوكاس بعد أن رفعوا عنه غطاء الوجه : " كلاود انت ترتكب خطاء فادح "


رد كلاود وهو يحاول الاتصال بفيكتور : " قبعتك وسلاحك كان موجودان هناك ، وايضا وجدنا السجلات المراقبة في جهازك " 


تابع : " أخبريني كيف لا يكون هذا من فعلك ؟! "


دنى كلاود إليه وقال : " استمع يا لوكاس لا اريد ان  تموت  لدى كلما ما حللت الأمر معي كلما كان فيكتور خارج الموضوع  " 

تابع بهدوء  : " لدى أخبرني الان  من طلب منك فعل هذا ؟ "


قال لوكاس : " لم افعلها ! ،  لم يكن أنا ! " 


في تلك اللحظات تماماً دخل فيكتور إلى غرفة ، حينها نهض كلاود  ، وخاطبه فيكتور مباشرتا.


قال : " هل قال من أرسله ؟ " 


تردد كلاود في الإجابة ثم قال : " يقول إنه ليس الفاعل "


ضحك فيكتور ساخرا و اخد زجاجة النبيذ من على طاولة  ، ثم  ضرب بها  رأس لوكاس حتى انكسرت تماماً.


سقط لوكاس على الأرض من شدة الضربة وثناثرت فوقه شطايا الزجاج و النبيذ .


اخد فيكتور يدوس على وجه لوكاس ليجعل شطايا الزجاج تخترق جلده.


قال بصراخ  : " من تظن نفسك لتلمس اسلحتي ايها الوغد !! , ثمنها اغلى من حياتك ايها اللقيط الأرعن !!!! " 


في تلك اللحظة دخل إيثان إلى غرفة قائلا : " مالذي يجري هنا ؟! ، ماكل هذا الصراخ ؟!! "


أنصدم عندما رأى الشاب على الأرض مع كل تلك الدماء ، امسك بفيكتور وسحبه من فوق لوكاس قائلا : " علمت أنك تنوي على مصيبة عندما قال العاملون انك طلبت غرفة خاصة ! " 


استعاد فيكتور يده منه قائلا : " ابعد يدك القذرة عني ! " 


رفع إيثان كلتا يديه قائلا : " حسنا حسنا ، ابتعدت عنك  "

أضاف بهدوء : " فكر بعقلانيه يافكتور ، حوالي مليون شخص موجودين في الفندق من أجل المزاد ،  لن يكون لصالحك أن ترتكب جريمة اليوم ، كما أننا لا نريد أن تتلطخ ملابسك بدماء " 


تابع وهو يهندم ملابس فيكتور : " عد الى المزاد ، انا و كلاود سنتدبر أمر الفتى ، دع هذا الأمر لنا "


ابعد فيكتور إيثان عنه وقال بنبرة أخف حدية   : " حسنا ، اجعلو هذا الأرعن يتكلم "


خرج فيكتور من الغرفة بينما بقى كلاود و إيثان مع لوكاس المصاب.


دنى إيثان إلى لوكاس وقال : " دعنا نبدأ بشكل رسمي ...... " 

سأل : " ما اسمك ايها الشاب ؟ "


                   ****


سأل إيثان : " ما اسمك ايها الشاب ؟ "


نهض لوكاس عن الأرض ونظر إليهم بوجه مجروح ومليء بدماء.


قال إيثان : " اه ياللهي ،  دوما  مايلجئ فيكتور للعنف " سال مجددا : " أخبريني باسمك  " 


اجاب : " لوكاس " 


إيثان باهتمام : " تابع ، ما هي كنيتك يا لوكاس ؟ " 


اجاب لوكاس بعد لحظات من الصمت : " أريال ، اسمي لوكاس أريال"


انصعق كل من كلاود وإيثان عندما سمعا تلك الكنية .


خاطب إيثان كلاود قائلا : " هل جننتم ؟!!!! ، هل تورطتم مع عائلة أريال ؟!! " 


خاطب كلاود لوكاس بقول : " لم تخبرني قط انك من عائلة اريان " 


رد لوكاس : " لست فخورا كثيرا بتلك الكنية ، اسمي ليس مسجلا قانونيا "


بقى كلاود مندهشا بينما اخد إيثان يحاول أن يفكر بحل.


قال وهو يدور في الارجاء : " حسنا حسنا لنفكر مليا , لن نلمس شعرتا من فرد في عائلة أريال ، لا اريد مشاكل مع تلك العجوز " 


توجه إلى الباب قائلا  : "راقبه جيدا يا كلاود ، ساعود فورا  "


                  *****


عاد إيثان إلى المزاد ، وقد أو شك على الانتهاء ، كان الجميع واقفا يصفقون للكلمة الأخيرة .


همس إيثان في اذن فيكتور : " تعال للحظه  لدينا مشكلة في غرفتك الخاصه " 


وزع إيثان الابتسامات لبقية الضيوف ثم خرج مع فيكتور إلى خارج المكان وبطبع تبعتهم هيلين فهي  لم ترتح لما يدور في الإرجاء ، لكن خطواتها كانت ابطئ منهم بما أن حملها في شهوره الأخيرة .


تكلم إيثان  بصوت عال  : " هل جننت يا فكتور ! ، هل كنت ستقتل أحد أفراد عائلة اريال في فندقي ! " 


جاءت هيلين قائلة : " مالذي يجري ؟! ،  من من عائلة اريال !؟! "


قال إيثان : " انظري ماذا فعل زوجك ! ، احضر شابا من عائلة اريال إلى فندقي وقال إنه يريد التخلص منه " 


قال فيكتور : " اذا تلك العجوز الوراء انفجار المستودع "


إيثان : " تبا لمستودعك ! " تمالك أعصابه ورتب ملابسه ثم تابع : " انت لا تعرف ما تجرنا إليه ..."


كانت ايلا قد خرجت من المزاد عندما رأت أن المقاعد من جانبها فارغة ، اقتربت  منهم وسمعت اخر اجزاء محادثهم دون أن يعلموا .


إيثان : " اقول لك أن الشاب حفيد ربيكيا ! ، ستقطع رؤسنا جميعا !!! " 


أسرت ايلا بصدمة  : " لوكاس ! " 


اختبئت خلف اجد الجدران لتتابع الاستماع اليهم.


فيكتور : " لا يهمني من اي عائلة هو  ، ذلك الوغد حرق اسلحتي الثمينة سيدفع ثمن غاليا ، سيدفع ثمنها بحياته ! " 


اخرج فيكتور سلاحا من جيبه الخلفي واخد يشحنه وهو يتجه إلى الغرفة الخاصة .


قال إيثان : " لقد انتهاء امري ! ، لقد انتهاء أمرنا جميعا ! "


دخل إيثان في حالة هلع ، بينما بقت هيلين تنظر إلى زوجها الذي يمشي غاضبا .


بدأ القلق يسيطر على ايلا و قلبها يرتجف خوفا على ابنها ، أسرت  : " مالذي أوقعت به نفسك يا لوكاس ؟! "


نظرت في الإرجاء بسرعة ، لتجد لنفسها طريقا مغايرا ياخدها بعيدا عن هيلين و إيثان ، عبرت الطريق بسرعة لتخرج إلى  ساحة الفندق وتجد فيكتور يمشي وبيدة سلاحٌ مشحون.


ركضت إليه واخدت تمشي بجانبه قائلتا : " فيكتور ، تمهل ، اريد التحدث معك للحظه "


رد عليها وهو يتابع المسير : "  أنا مشغول الان "


اخدت تواكب سرعته بينما تتقدم عليه بي الحين والآخر وهي تقول : " فيكتور لا يمكنك قتل ذلك 

شاب ، ستندم على ذلك  " وقفت أمامه قائلة : " انه ابني يافكتور ! " 


توقف للحظات عند سماعه لذلك ، اخفاء انزعاجه وقال ساخرا : " انجبتي ابنا من عائلة أريال ؟ ، احسنتي الصنع يا ايلا "


تابع فيكتور طريقه تارك ايها في منتصف الساحة .


تنهدت ايلا وعلمت أن ليس لديها خيار آخر ، نادته قائلة  : " أنه ابنك يا فكتور !، لقد انجبته منك ! " 


توقف فيكتور فجأة، وكأن الزمن تجمد للحظة. فقد شعر بصدمة عارمة تجتاحه !

  

اخد يمشي نحو ايلا وهو يضع سلاحه ببطء في جيبه.


قالت ايلا بقلق: " فيكتور ..... " 


سحبها من ذراعها  وهو ينظر في الإرجاء ، راجيا أن لا احد قد سمع ذلك ، و عندما دخل الى احدى الممرات ، حشرها  في جدار وقال  : " من اين ظهر هذا ؟! ، كيف يكون ذلك الشاب ابني ؟!! "


أضاف بنبرة تهديدية : " إذا كنت تستعملين هذه الكدبة لتنقديه يا ايلا ... "


قالت : "  اقسم أنه ابنك ! " 

فصلت :"  ابقيت امره سراً عندما انفصلنا ،  و كنتً قد ارتبطت بهيلين بالفعل حينها  ، لم يكن لدي خيار سوى أن اوافق على الزواج من وينز   "


تابعت وهي تسخر من نفسها : " وبسبب حطي الاسود توفى وينز قبل أيام من زفافنا ، واضررت أن أقول أن لوكاس ابنه "


ضرب فيكتور على جدار صارخا  : " اتمزحين معي ! "


فزعت ايلا من تلك الضربة و ردت بصراخ : " لم يكن لدي خيار آخر ! "


رفع فيكتور  صوته أكثر  : " بل كان لديك ! ، كان يمكنك اخباري فحسب  ! "

ايلا : " كنتَ قد اخترت هيلين يافكتور ! ، بما  اخبرك ؟!! "


ابتعد فيكتور عنها واخد يمسح وجهه محاولا أن يهدى من أعصابه.


قالت ايلا  : " ارجوك لا تخبر أحدا يافكتور ! ، السيدة ربيكا متعلقة به للغاية ! ، ستقتلني إذا علمت أنني كذبت عليها ! "


أمسكت بذراع فيكتور قائلتا : " ارجوك فكتور ! " 


نظر فيكتور إلى عينها ورائها مليئة بالخوف و الرجاء.


تنهد ثم قال : " حسنا ، سنجد حلا لهذا لاحقا "


                   *****


تعليقات

المشاركات الشائعة