أسلوب رجال المافيا ٢
[2]
[انتبه ياكلاود ، إن والدها ذا مشاكل]
-------------
كان فيكتور واقف مع زوجته الحبلى في وسط المنزل ، ينظران إلى الشرطة التي تقلب منزلهم راس على عقب.
علقت هيلين قائلة : " ماخطب جوليان ؟ لما ارسل الشرطة الينا ؟ "
رد فيكتور : " اتريكيه ، لن يجد مايحث عنه على أية حال "
فتشت الشرطة معطم الغرف حتى تبقت غرفتان تقريبا ، إحداهما لصوفيا ابنت اخ فيكتور وشقيقة كلاود الصغرى ، أما الغرفة التانية فهي لماريا ابنت فيكتور وهيلين
كلتا الفتاتان يافعتان ، ولزلتا ترتدان المدرسة الثانوية.
كانت الفتاتان قد عادتا من المدرسة آنذاك ، و استغربتا من الشرطة التي تملى المنزل .
سالت ماريا : ", مالذي يجري ؟ "
أجابتها هيلين : " لا شيء مهم ، أنهم يفتشون المنزل فحسب "
لم تاخد ماريا الأمر على محمل الجدية لكن صوفيا انصعقت .
ركضت إلى الاعلى بسرعة و ووقفت أمام باب غرفتها لتعيق شرطيان عن عملهما.
قال احدهما : " تحركي من أمامي "
صوفيا : " لا يمكنك الدخول إلى غرفة فتاةٍ هكذا ، أليس هناك احترام للخصوصية ؟ "
أبعدها الشرطي من أمامه وفتح باب الغرفة ، حينها صرخت صوفيا : " لا ! "
انذهش الشرطي مما رآها للحظات ، كانت هناك لوحات معلقة في غرفتها ، كان واضح انه رسم يدها ، لكن الغريب في الموضوع أن جميع لوحات كانت لشخص واحد ، كان يبدوا أنها ترسم نفس الوجه مرارا وتكرارا.
دخل الشرطي واخد يتأمل اللوحات بينما غضت صوفيا وجهها من شدة الاحراج .
علق الشرطي ساخرا : " اعتقد ان هذا مايسمى بهوس المراهقات "
صرخت صوفيا : " أخرج من غرفتي حالا ! "
ابتسم الشرطي ساخرا ثم وقعت عينه على دفتر رسم في طاولة كان فيها نفس الوجه مجددا ، اقتطع ورقتا منه ووضعه في جيبه.
صرخت صوفيا : " مالذي تفعله ؟ , من سمح لك أن تلمس أغراضي ! ، باي حق تفعل ذلك ! "
تجاهل الشرطي كلامها تماما وقال لزميله : " لنذهب إلى غرفة الأخرى لا شيء هنا "
وعندما خرجا من الغرفة ، أخرج الشرطي الورقة من جيبه و اراه لزميله.
قال : " الا يبدوا هذا الوجه مألوفا ؟ "
تامل الشرطي الآخر الصورة ثم قال : " لا ، لم اره من قبل "
رد الشرطي : " يبدوا أنني اتوهم إذا "
قال عبارته تلك ثم رمى الورقة على الأرض بعد أن ضيها مثل إحدى القمامات.
وفي نهاية المضاف لم تعثر الشرطة على اي شيء و خرجوا من المنزل خالين الوفاض.
اتجه الضابط إلى جوليان الذي كان ينتظر في الخارج , واخبره بأن ابنته ليست في منزل فيكتور.
اسر جوليان بغيظ : ", أنا متأكد أن ذلك اللعين هو من فعل هذا "
غادرت الشرطة بالفعل ولكن السيد جوليان كان لازال واقفا أمام بيت فيكتور من شدة الغيط.
رآه فيكتور وهو يركل سيارته السوداء ويتتمتم مثل المجنون ، فناداه قائلا : " جوليان ! "
تابع بعد أن اقترب منه : " على رسلك ، ليس لسيارتك ذنب فيما حصل "
جوليان : " اخرس ايها الوغد ، اعلم أن لك يد في هذا "
فيكتور : " اتعلم شيئا ، ربما تجد ابنتك بأمان ، كل ماعليك فعله هو أن توفر لي بضائع من شركتك المحترمه "
أضاف بصوت منخفض : " كلما كنت اسرع في إعطاء الخير كلما وجدت ابنتك اسرع "
كان كلام فيكتور غير مباشر لكن جوليان فهمه تماما ، البضائع التي يريدها فيكتور ماهي الا أسلحة خاصة ، ثقيلة ، وغير قانونية.
الطريقة الوحيده لداخلها إلى البلد هي عن طريق شركة موثقة من قبل الشرطة والبلاد ، التي هي شركة ميلاني ، شركة جوليان ، أكثر شركة بعيدة عن الأفعال غير القانونية.
اغبط جوليان حاجبيها ثم ركب على سيارته وهو يقول : " كنت اعلم أنه الفاعل ! "
اخد فيكتور ينظر إلى سيارة جوليان وهي تبتعد ، ثم اتصل باكلاود .
رد كلاود : " كيف الأمور عندك ؟ "
اجاب فيكتور : " أخبرتك أن ذلك الوغد سيدخل الشرطة في الموضوع أنه يحب العدالة كثيرا "
تابع : " على كلا اعتقد انه فهم المطلوب جيدا، لدى انتبه على الفتاة ، لا نريد اي مشاكل في وقت التسوية "
كان كلاود ينزل من سلالم منزله وهو يستمع إلى ذلك الكلام ، وقعت عينه على الكلارا التي كانت واقفة في مطبخ المعيشة ، كانت تبدوا شاردة الذهن فحسب حتى لمحته ، حينها اخدت السكين وبدأت تقطع الطعام .
كان الخوف والرعب وضحان عليها كما أنها كانت مطيعة للغاية ! ، فنهايك عن طعام الفطور كانت تعد الغداء أيضا !
قال كلاود متبسما : " لا تخف من تلك الناحية ، لاتبدوا ابنته ذات مشاكل ابدا "
رد فيكتور : " لكن والدها ذا مشاكل ، لدى انتبه ياكلاود "
*****
لم ياخد الأمر كثيراً من الوقت ليوفر جوليان تلك الأسلحة الفتاكه .
عبئ الاسلحة في صناديق تابعت لشركته ميلاني ، ووضع البضاعة في شاحنة خاصه ، وبما أن شركته محل ثقة لدى الدولة ، لم تتعرض الشاحنة لتفتيش الا في نقطة واحدة .
كانت تلك النقطة الاخيره ، طلب ضابط النقطة من الشاحنة أن تتوقف.
قال له أحد أفراد الشرطة : " هذه شاحنة شركة ميلاني ، يمكنها العبور سيدي "
نظر الضابط إلى الشاحنة واخد يلف حولها وهو يتفحصها عن كثب ثم وقف عند باب الشاحنة الاماميه .
اخد نظرة على السائقين ، ليلمح رجل في مقتبل العمر على عجلة القيادة ، وبجانبه شاب يافع يرتدي قبعة تضع طلاً على وجهه.
امعن الضابط النظر إلى الشاب لكي يلمح شيء من وجهه لكن السائق قاطعه قائلا : " هل هناك مشكلة يا حضرة الضابط ؟ "
ابعد الضابط نظره عن الشاب وقال : " لا ، ليس هناك مشكلة " تابع : " فقط انتابني الفضول قليلا ، لستما من موصلي ميلاني المعتادين "
اجابه الرجل : " نحن موطفون جدد ، ستارنا كثيرا بعد اليوم "
اخد نظرة مجددا على شاب ثم هز الضابط برأسه وقال : " حسنا تابعا طريقكما "
عبرت الشاحنة من نقطة التفتيش تلك ، حينها اخد الاتنان نفسا عميقا فعصابهما كادت تنفجر من التوتر .
الرجل في مقتبل العمر هو دانيال ، تربطه علاقة جيدة بكلاود ، على رغم من أنه لا يعمل لصالح العصابة مباشرتا لكنه يقدم بعض الخدمات لرفيقه.
أما الشاب اليافع فهو لوكاس ، فرد حديثا في العصابة ، يعمل لصالح كلاود أكثر مما يعمل لصالح فيكتور ، و لم يمر على عمله سوى بضعة اشهر لدى سجله نطيف للغاية ، وبطبع لا تعلم الشرطة بأمره.
كلا الاتنان يتجه ولائهما إلى كلاود أكثر من فيكتور ، و سجلهما نظيفاً إلى درجة تمكنهما من إيصال الشاحنة من شركة ميلاني إلى مستودع فيكتور دون أن تشك الشرطة بشيء .
ارسل لوكاس رسالة إلى كلاود يقول فيها : " انتهينا من نقاط التفتيش سنتجه إلى المستودع الان "
وصلت الشاحنة إلى المستودع اخيرا ، كان يعج برجال فيكتور ، لكنهما لاحظا كلاود الجالس في زاوية بسهولة.
قال كلاود : " هل واجهتما اي مشاكل في طريق ؟ "
دانيال : " ابدا ، أوقفنا ضابط النقطة الاخيره قليلا ، أما بقية النقاط تركونا نعبر "
سر كلاود من سماع هذا ، لكن سروره لم يدم ، فسرعان ما جائته مكالمة من فيكتور .
تكلم مباشرتا : " هل حصلت على الأسلحة ؟ "
نظر كلاود إلى الرجال يخرجون الأسلحة من صناديق فرد قائلا : " أجل "
فيكتور : " جيد ، احضر ابنت جوليان وتعال إلى العنوان الذي سارسله ، الرجل قتلني بتصالاته "
اغلق كلاود هاتفه ثم قال : " أنا قادمٌ الان "
أخرج بعض المال من جيبه ووضعها في جيب لوكاس وهو يقول : " امسح سجلات المراقبة ، فقط في حالة شكة الشرطة بشيء "
شد لوكاس على قبعته وقال : " حاضر "
نظر إلى دانيال ،فسد عليه قائلا : " لا تحاول "
رد كلاود بابتسامه : " إذا سادعوك للشرب لاحقا "
*******
عاد كلاود إلى منزله ، منزله ليس كبيرا مثل منزل فيكتور لكنه لايقل فخامة عنه أيضا .
كلاود في اوائل الثلاثينات من عمره ، يحب الملابس الرسمية و الالوان الغامة ، لدى جدران منزله مطلية باللون الغامق و كذلك الستائر كانت ذات طابع غامق قليلا .
دخل إلى المنزل ونظر في الإرجاء ، ليرى كلارا تمسح الطاولة بمنشفة مبللة ، كانت تبدوا مثل سندريلا تماما
أصدر ضحكة ساخره ، أفزع بها كلارا حتى سقطت المنشفة من يدها.
مسح كلاود الكنبة بصبعه ولم يجد ولو ذرة غبار.
قال ساخرا : " حتى غريس لا تنظف المنزل هكذا "
تابع وهو يتقدم إليها : " ، كنت اريد الاحتفاظ بك حتى تعود ، لكن يبدوا أنه ستغادرين اسرع مما طننت "
كانت خطواته بطيئة بعض الشيء و كلارا تزداد رعب مع كل خطوة يخطوها ، فصوت الرصاصات التي كانت تعبر من جانب قدميها لايزال عالقاً في رأسها !
اقترب منها كلاود ، فحاولتا أن تفلت بجلدها ، لكنه امسك بمعصمها ، وسحبها بعنف قائلا : " تعالي إلى هنا !!! "
اخد يسحبها قصرا وهي تحاول الإفلات منه ، لكن دون جدوى ، فمستوى القوة بينهما مختلف ، حتى أن كلارا أهزل من قريناتها !
سحبها إلى الخارج وهي تبكي بحرقة و اركبها في سيارة قائلا : " سحقا اصمتي ! ، من يسمعك سيقول انني افعل بك شيئا "
عضت كلارا على يده , فسترجعها قائلا : " سحقا ! "
فتحت باب السيارة المقابل واخدت تركض في الشارع ، كانت حافية تماما وتركض بكل سرعتها
اخد كلاود ينادي من خلفها قائلا : " توقفي ! ، توقفي عندك ! "
لكنها لم تستمع ، واخدت تركض بكل سرعتها ، حتى سمعت طلاقات من الرصاص خلفها ، في تلك اللحظه انتباه الرعب ، فقدت توازنها وتخبطت أرجلها ، حتى وقعت على الأرض بشدة .
كان الشارع مرتفع قليلا لدى استمرت بتدحرج على الشارع ، كانت كل حجرة وكل زجاجة و كل شيء حاد على الأرض يخترق جسدها ، بقت على تلك الحال حتى ارتطمت بإحدى أعمدة الانارة .
علق كلاود : " سحقا .... "
اسرع كلاود إليها ، وحاول رفعها عن الأرض لكنه توقف لحظه عندما رأى وجهها .
كان قد تقطع من جانبيه بشدة ، وبدات الدماء تسيل منه بغزارة ، مع منظر الجلد المتقشر يتدلى من وجهها ، ناهيك عن يديها وقدميها المديتان ، لقد كانت سقطت سيئة للغاية لكلارا.
رفعها كلاود عن الأرض بسهولة ، ثم وضعها على كرسي السيارة الخلفي.
******
كان فيكتور ينتظر في العنوان الذي أرسله إلى كلا من كلاود و جوليان ، طال انتظاره بعض الشيء حتى انزعج عندما رأى سيارة كلاود .
انتظره حتى اترجل من سيارته ثم قال بغضب : " مالذي اخرك هكذا ؟!!! "
تابع : " هل أحضرت الفتاة ؟ ، سيصل جوليان قريبا "
كلاود : " احضرتها " أضاف : " لكن توجد مشكلة صغيرة "
لم يحب فيكتور تلك النظرة التي تعلو وجه كلاود ، أنها النظرة التي تخبره أن ابن اخيه ارتكب مصيبة !
ابعد فيكتور كلاود من أمامه ، وتقدم إلى السيارة ليرى كلارا مغميا عليها مع كل تلك الشروخ والجروح في جسدها
بقى فيكتور يحدق باستغراب للحظات ثم نظر الى كلاود وقال مستغربا : " هل فعلت بها هذا ؟ "
كلاود : " ولما قد افعل شيء مثل هذا للفتاة ؟! , هل انا مجنون ؟! ، لقد سقطت على الأرض وهي تحاول الهرب "
انفجر فيكتور قائلا : " ايها الـ........ "
تمالك أعصابه بصعوبة ثم تابع دون شتم : " ايقطها حالا ! ، أيقطها قبل أن يأتي جوليان ! "
تعليقات
إرسال تعليق