أسلوب رجال المافيا ٣

[3]

 [اخبريهم أنها هدية من جوليان ]

---------------


 انزل كلاود  كلارا من السيارة ووضعها على الأرض برفق ،  ثم سكب بعض الماء على وجهها  لتستيقط ، لكن كلارا بدأت بصراخ فجاءة.


فيكتور : "مالذي يجري ؟! ، مالذي فعلته للفتاة ياكلاود  ؟!!! "


بقى كلاود مستغربا لبرهة ثم نظر إلى زجاجة التي بيده ، ليرى أنه زجاجة نبيذ  !


قال : " سحقا ! " 


فيكتور : " ماذا ؟! ماذا هناك ؟!! " 


اجابه كلاود : " أنه نبيذ " تابع بعد أن رأى عمه يستشيط غيضا  : " لقد طننتها زجاجة ماء ! ، لم انظر اليها جيدا !  " 


كانت سيارة جوليان الحمراء قد وصلت بالفعل ، ترجل منها ليرى ابنته كلارا مدميتا ومجروحة بين ذراعي كلاود.


قال بذهول : " ابنتي ! " 


ابتعد كلاود فورا ، بينما ركض جوليان إلى ابنته واخدها بين ذراعيه.


قال : " كلارا ! ، ابنتي ! ، هل انتي بخير ! " 


نطقت كلارا : " ابي ....  " 


حرك كلاود حاجبه واسر قائلا : " تستطيع الكلام إذا ؟   " تابع سرا : " وانا الذي طننتها خرساء ! "  


أكملت كلارا بصوت مرتجف : " أنني اتالم للغاية يا ابي " 


جوليان : " حسنا ، لا تقلقي ياعزيزتي ، أنا هنا ، والدك هنا " 


نظر إلى فيكتور  وقال بنبرة غاضبة  : " كيف تجرءت ايها الوغد " تابع بصوت عالي : " كيف فعلت هذا بابنتي ! " 


شد على ذراع كلارا من شدة الغضب فقالت متالمه  : " ابي ! " 


حول جوليان نظره وتركيزه إلى ابنته ، حينها خاطب فيكتور كلاود قائل : " هيا كلاود  ، لنذهب من هنا بسرعة ! "


توجه كلاهما إلى سيارته بينما اخد جوليان يصرخ خلفهما قائلا : " لن انسى لك هذا يا فيكتور ! ، ستدفع الثمن غاليا ! ، اقسم أنه سيكون غاليا للغاية ! " 


         ******


مرت الايام ، ولكن جوليان لم ينسى انتقامه  ، فبعد مرور زمن ,  انتقم اشد انتقام ........


كانت الفتاتان اليافعتان هما هدف جوليان 


  غادرتا المنزل سويا  ليقضيا بعض الوقت الممتع في نهاية الأسبوع.


استقلت ماريا وصوفيا سيارة أجرة وهما بغاية النشاط و  الحيوية 

قالت ماريا بفضول : " إلى أين سنذهب ؟ " 


ردت صوفيا : " لا ادري ، سنذهب إلى وسط المدينة ثم نقرر " 


قاد صاحب السيارة الأجرة طول الطريق بينما كانت الفتاتان تغرقان في الحديث في الخلف حتى لاحظت صوفيا أنهما وصلتا اخيرا .


قالت : "  سننزل هنا ! ، أحب هذا الكافيه للغاية " 


خاطبت ماريا السائق : " أنزلنا هنا من فضلك " 


انعطف السائق إلى اليسار بسرعة جنونية ، حتى أن الفتاتان ارتطمتا باب السيارة.


صرخت صوفيا : " مالذي يجري ؟! "


ركن السائق السيارة و انفتح كلا بابيها فجاءة ، ليسحب رجلا صوفيا من باب اليمين بينما يسحب اخر ماريا من الباب اليسار  .


صرخت صوفيا : " مالذي يجري ! ، افلتني حالا ! "


بينما قالت ماريا : " اتركني ، افلتني ! "


ترجل سائق السيارة وأخرج سكينا ثم اخد ينظر إليهما جيدا وكأنه يبحث عن وجهه معين .


قال وهو ينظر إلى ماريا : " هذه هي "


قال عبارته تلك ثم غرس السكين في معدت ماريا ، ليجعلها تصرخ من شدة الالم .


لم يرحمها ذلك الرجل بل أخرج السكين وغرزها بعنف مجددا ، وكرر ذلك عدة مرات  حتى سقطت ماريا على الارض.


أخرج الرجل الاخر مشرطا صغيرا واحدث شرخا صغيرا في وجه صوفيا  ثم قال : " اخبريهم أنها هدية من جوليان "


قال عبارته تلك ثم رماها على الأرض وفروا بسيارتهم .


بقت صوفيا مصعوقة لفترة ثم نهضت عن  الأرض واسرعت إلى ماريا.

  

قالت بصوت مرتجف : " ماريا  ، ماريا ، هل تسمعينني ! ، ماريا !!!!! " 


لم تنطق ماريا بكلمة واحده ، و هذا زاد من فزعها اكثر.


اخرجت هاتفها بيديها المرتجفتان المليئتان بدماء ،  واتصلت على  اول رقم خطر على بالها ! 


قالت بأنفاس متقطعه : " كلاد  ....النجدة.... ...ماريا.....ماريا "


رد   كلاود : " تكلمي بهدوء ، مالذي حصل لماريا ؟ "


صرخت : " ماريا تعرضت للطعن ! " أضافت وهي تبكي : " أنها تنزف بشدة ! "


                          *****


  أما عن كلارا .....، فقد  تعافت  كليا ، كانت في منزلها ملتصقة على السرير طيلة تلك الأيام ، كلارا لا تخرج من غرفتها كثيرا في العاده ، لكن أن تلتصق بسرير كان شيء سابق لاوانه.


دخلت نيكول إلى الغرفة بهدوء ، وجلست بجانب ابنتها .


قالت  بكل رفق  : " اعلم انك لست نائمة ياكلارا  " أضافت :" إلى متى ستبقين ملتصقة بسرير  ؟"


تابعت وهي تمسح على رأسها  :" اليوم هو عيد ميلادك  ، سنقيم احتفالا كبيرا من اجلك  ،  دعونا جميع أفراد العائلة  ، اعمامك واخوالك ، وجميع من يحمل اسم والتر سيحضر الليلة "  


التفتت كلارا إلى والدتها بدهشة فخاطتها والدتها برفق : " انت تعرفين أن والدك لا يحب هذه الاشياء ، لكنه وافق  من اجلك هذه المرة ،  لذى ارجوك انهضي عن السرير "


اثرت تلك الكلمات على كلارا فجلست  قائلة : " أحقا سنقيم حفلا خاصا بي ؟ " 

هزت نيكول برأسها وقالت : " أجل كلارا ، حفل خاص بك "


                        *****


حل المساء سريعًا وأقيم حفل ميلاد كلارا. 

كانت الأضواء تلمع في كل زاوية، ورائحة العطور تعبق في الإرجاء ، كان حفلا راقيا بعيد عن الصخب والضوضاء ، حضره جميع أفراد والتر من مختلف البلدان والأماكن، كان الحفل ضخمًا وفخمًا لكنه خاص بالعائلة فقط.


جاء اتصالا للسيد جوليان الواقف بجانب  ضيوفه ، استاذنهم بتهذيب ثم رد على المكالمة .


قال بصوت خافت : " كيف سارت الأمور ؟ " 


رد الجاسوس : " لقد توفت الفتاة  "


اخد الجاسوس نظرة إلى عائلة فيكتور ، ليرى هيلين على الأرض منهاره  ، بينما تحاول  وصوفيا تهدئتها.  


قال  : "عائلته منهاره تماما ، لكن لا أثر لفيكتور " 


قال جوليان ساخرا: " يبدوا أنه لم يتحمل الصدمه  " أضاف : " أخبريني باي جديد "


انهاء جوليان المكالمة  وعاد إلى ضيوفه ،  بينما بقىت صوفيا تهدئ هيلين  التي تبكي بحرقة .


كانت هيلين على الأرض تحاول التنفس بصعوبة بينما تذرف الدموع  وهي تنطق اسم ابنتها   " ماريا ، ابنتي ،  ماريا...  "


قالت صوفيا : " عمتي  ستجهيضين طفلك إذا بقيتي هكذا  "


حاولت هيلين أن تهدئ فقالت مكابره : " حسنا ، انا بخير ، أنا بخير  "


أبعدت يدي صوفيا عنها و نهضت عن الارض وهي تحاول أن توازن نفسها ، لكنها سرعان ما فقدت توازنها وبدأت تفقد وعيها .


صرخت صوفيا : " عمتي ! "


كان كلاود قد دخل الى الغرفة في لحظة المناسبة وأمسك بها .


ترك هيلين تنهار بين ذراعيه ثم بدأ ينزلها  الى الأرض رويدا.


خاطب الخدم قائلا : " خدوها إلى الاعلى "


نفد الخدم طلبه فورا بينما نهض كلاود واخد يتصل بيفكتور.


قال    : " سحقا فيكتور  أين اختفيت ؟ " 


                 ********


في تلك الأثناء ،.....


كانت  كلارا  في غرفتها تضع لمسات الأخيرة على ملابسها لتبدوا مثل الاميرات حقا.


كان شعرها البني و فستانها السماوي يبديان جمالها الطبيعي ، كان كل شيء رائع سوى  اثار  الكدمات في جسدها.


جاءت والدتها إلى غرفة واندهلت برؤيتها.


قالت  : " ما هذا الجمال يابنتي ! "


أضافت : " هيا للنزل ، سينبهر الضيوف من مظهرك  " 


اخدت نيكول بيد ابنتها ونزلت معها إلى الحفل ، مشيتا وسط ذلك الازدحم حتى وصلتا إلى السيد جوليان .


قال : " مالذي اخركما هكذا ؟ " 


انبهر من مظهر ابنته فمسح على رأسها ثم قال  : " تبدين في غاية الروعة يا كلارا   " 


ابتسمت كلارا بدفىء ، حتى  لاحظت شيئا احمر على صدر والدها .


سالت : " ماهذا ؟ " 


انتبه جوليان على ذلك اللون  أيضا لكن الاوان كان قد فات ، اخترقت الرصاصة صدرة سريعا و بدأت الدماء تنتشر على قميصه الابيض  ،  وقف جوليان يمسك بصدره لفترة وهو يعتصر من شدة الالم ثم انهار وسقط على الارض.


امسكت  نيكول فمها من الصدمة بينما صرخت كلارا قائلتاً : " ابي !!!!! " 


لم تستمر صدمتهم طويلا ، فقد انفتح باب المنزل  وبدأ رجال فيكتور يتوافدون إلى داخل وهم  يطلقوق النار على الجميع بشكل عشوائي.


اخد الضيوف يهربون بهرع وفزع ، ليتفادوا تلك الرصاصات الطائشة  ، بينما اخدت نيكول بيد ابنتها وهربت بها  .


كانت نيكول تتمسك بيد كلارا وهي تركض بين الحشود كان همها الوحيد أن تنجو مع ابنتها .


اخدتا تصعدان السلالم على عجلة حتى لاحظهم أحد  الرجال ، أشار بسلاحه وأطلق النار   عليهما مباشرتاً ، ليصيب السيدة نيكول في راسها.

  

صرخت كلارا : " امي ! "  


سقطت نيكول على الأرض وبدأت الدماء تسيل بغزارة من رأسها ،  بينما  تجمدت  كلارا في مكانها من هول ما رأته.


لم تفق من صدمتها تلك الا برصاصة تمر من أمامها ، حينها استعادت صوابها وركضت إلى الاعلى .


أغلقت كلارا الغرفة على نفسها وجلست على الأرض وهي تبكي بحرقة.


                 *******


في منزل فيكتور ......


كان كلاود جالس على الكنبة بجانب صوفيا ، يحاول  الاتصال بفكتور  مرارا وتكرارا.


قال بعصاب متوتره : " ماخطبه ؟! " 


قالت صوفيا : " كان يبدوا غاضبا جدا عندما ذهب ، غضب هكذا عندما أخبرته بما قاله الخاطفين " تابعت : " قالوا أنها هدية من جوليان " 


بقى كلاود مذهولا بعد سماعه لذك  ، فقد عرف اخيرا  سبب غياب فيكتور عن عائلته المنهارة ! 


نهض عن الكنبة بهدوء ، واخد يتصل  برقم مختلف.


اجابه لوكاس الجالس على أعلى المبنى وبجانبه حاسوب محمول كبير 

قال : "   ماذا هناك  ياكلاود ؟ " 


سال كلاود : " هل انت في المقر ؟ "


أضاف :"هل طلب الزعيم من الرجال تنفيد اي مهام  ؟ "


استغرب لوكاس من تلك العبارة فقال : " مهام ؟ "   اضاف : "  داهمنا منزل صاحب شركة ميلاني للتو ،  طلب الزعيم أن نقتل جميع من في المنزل " 


كان الأمر كما توقع كلاود تماما ،  فكر  بعمق للحظات  ثم قال   : " أين انت الان ؟ " 


رد لوكاس : " في المبنى المجاور  "


نظر إلى حاسوبه واضاف : "  طلبوا مني أن اخترق سجلات المراقبة " 


قال كلاود : " اسمعني جيدا  "  تابع : " هناك شابة ذات شعر بني ، عينيها ليستا دكنتان كثيرا ، لها بعض الشبه من جوليان " أضاف : " أحضرها لي "


رد لوكاس مستغربا : "  لكن المهمة أن نتخلص من الجميع ؟ " 


رد كلاود : " تجاوز ذلك ، أخرجها دون أن يراك أحد "


                ******


بقت كلارا جالسة عند باب غرفتها تبكي دون حول ولا قوة ، حتى سمعت صوت خطوات على السلالم  ، نهضت من أمام الباب وتراجعت للخلف وهي تترقب .


سمعت أصوات الرجال يقولون : " تخلصوا من الجميع !  ، فتشوا الغرف واقتلوا اي احد يتنفس ! " 


انصعقت كلارا مماسمعته  ، و اخدت تنظر إلى الإرجاء بهلع ، بقت تلتفت يميناً ويساراً حتى لمحت نافدت غرفتها ، كانت نافدتها دوما ماتطل على شجرة كبيرة الحجم ، ففكرت كلارا بأن تنزل على تلك الشجرة .


وضعت كعبها على حافة النافدة وعندما حاولت رفع نفسها تزحلقت قدمها  وسقطت على الأرض بعنف .

  

بقت على الأرض 

للحظات ثم نهضت وهي تتالم من السقطه .


لم تكن كلارا ابدا من النوع الذي يتحمل الالم لذى بادت بنحيب وهي تنهض.


اخدت تمشي وهي تكتم بكاءها حتى امسك بها أحدهم من الخلف واغلق فمها .


قال لوكاس وهو يثبتها : " وجدتك ! "


              *******

تعليقات

المشاركات الشائعة