أسلوب رجال المافيا ١٤

[14 ]
 [أخبريني، هيلين، هل كنتِ دائمًا المرأة التي لا تُخدع ؟]

-----


التقى إيثان برفيقه في الحكومة وزفّ إليه أخبارًا لا تسره.  

قال: "لقد جهّزت كل الأوراق، لكن هناك مشكلة واحدة."  

تابع: "وفقًا لإحصاءات الحكومة، عائلة جوليان ليست دون وريث، هناك أحد أفرادها مفقود من بين الوفيات."

إيثان: "ما الذي تعنيه؟ لقد ماتوا جميعهم في مجزرة ذلك اليوم!"  

رد عليه: "يبدو أن هناك ناجية، كلارا، الابنة الوحيدة لجوليان، لم تُسجّل ضمن الوفيات."  

فكّر إيثان سرًا: "كيف يمكن أن تكون حيّة؟ وأين يمكن أن تكون؟"  

ثم سأل: "هل لديك أي معلومات حول مكانها؟"  

رد الموظف: "هناك زواج حديث في سجلها، حتى انها غيّرت كنيتها."  

سكت قليلًا ثم تابع: "كنيتها الجديدة هي آل دريتش، وزوجها كلاود آل دريتش."

اتسعت عينا إيثان وقال باهتمام: "كلاود؟"  

رد الرجل: "أجل، لم يمر على زواجهما الكثير."  

ابتسم إيثان ثم قال: "شكرًا على جهودك، سأعود للاتصال بك لاحقًا."  

أغلق الهاتف وهو يستند بيديه على طاولة مكتبه.  

قال: "إذًا هي عندك يا كلاود."

طرق باب مكتبه فجأة، عاد جالسًا على كرسيه وقال: "تفضّلي."  

دخلت هيلين إليه، تفاجأ بها قليلًا، قال: "لم أتوقّع زيارتك."  

قالت: "ما الذي حصل؟ لماذا لم تحضر جثمان كلامن؟"  

علّقت على وجهه: "وما كل هذه الكدمات؟ ماذا حصل لوجهك؟"  

رد: "لا يهمني كلامن، أما عن وجهي، فزوجكِ العزيز هو من فعل هذا."  

ردّت: "إذا كان فيكتور قد فعل بك هذا، فأنت كنت تستحقها."  

قال إيثان وهو يضع كوبه على الطاولة:  

"أنتِ لا تعرفين شيئًا عن فيكتور يا هيلين، لم تكوني لتدافعي عنه هكذا."  

رفعت حاجبها، نظرت إليه بلا اهتمام.  

"ما الذي تريد قوله، إيثان؟"

وهو يسحب ورقة من درج مكتبه، قال: "أعتقد أنكِ سمعتِ خبر البارحة عن وريث ريبيكا، من ابنها إدورد."  

ردّت: "أجل، سمعت أيضًا أن أيلا من أنجبته."  

ابتسم بسخرية قاتلة، ثم دفع لها الورقة نحوها: "هذا سيغيّر كثيرًا مما تعرفين."  

تقدّمت، أمسكت الورقة بين يديها، كان تقرير حمض نووي، قرأت السطور الأولى، ثم توقف نظرها عند اسم واحد. اسم جعل الدم يتجمّد في عروقها.  

"لوكاس..."  

رفعت عينيها، ولأول مرة منذ زمن، بدا شيء يشبه الذهول على وجهها.  

ضحك إيثان، جلس مستريحًا كأنه يستمتع بالمشهد.  

قال: "هذه إحدى الأوراق التي أخذتها من فيكتور، والتي أصبح وجهي هكذا بسببها."  

لم تكن بحاجة لسماع بقية الجملة. الورقة بين يديها كانت كفيلة بجعل كل شيء ينهار أمامها في لحظة.  

تابع بشماتة:  

"أخبريني، هيلين، هل كنتِ دائمًا المرأة التي لا تُخدع؟"


في لحظة واحدة، انطفأت الصدمة وحلّ محلها شيء آخر ......الغضب.  

تحوّلت نظراتها إلى جمر مشتعل، قبضت على الورقة بيدها حتى كادت تمزقها.


---


كان الليل كثيفًا، والضوء من عمود الإنارة ينعكس باهتًا على سطح سيارة سوداء متوقفة على جانب الطريق، محركها صامت، ونافذتها مفتوحة بالكاد.  

جلس إيثان خلف المقود، كوعه مسنود إلى الباب.

عيناه كانتا مثبتتين على بوابة منزل كلاود، حيث الزرع الطويل يواري ممرًا حجريًا ينتهي عند الدرج الخشبي.

همس إيثان لنفسه، بابتسامة جانبية:  

"لن يستغرق وقتًا طويلًا..."

خرج كلاود أخيرًا، يحمل مفاتيح سيارته الصغيرة، ويتحدث عبر هاتفه.  

صعد إلى السيارة، أدار المحرك، ثم انطلق.  

لكن ما إن ضغط على الفرامل عند أول انعطاف، حتى انزلقت العجلات دون مقاومة.  

شدّ على المقود، لكنه شعر بالتحكم ينسلّ من بين يديه.  

حاول الضغط على الكابح، أقدامه تحركت بتوتر فوق الدواسات، وعيناه اتسعتا حين لم تستجب السيارة.  

قال: "اللعنة... الفرامل!"  

انحرفت السيارة نحو السور الحجري القريب.  

ضغط على المقود بقوة، يحاول تعديل مسارها، لكن العجلات انزلقت، وفقد السيطرة تمامًا.

في لحظة خاطفة، فتح الباب ورمى بنفسه خارج السيارة، سقط على كتفه بشدة، ثم تدحرج على الأرض، بينما اصطدمت السيارة بالسور الحجري وانفجر المحرك بأزيز حاد.  

كان صوت الانفجار قويًا، انفتح باب منزل كلاود وخرجت كلارا وهي تنظر إلى الأرجاء، كان شعرها يتطاير وتتلاعب به الرياح.  

لمعت عينا إيثان عندما رآها، وظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيه، همس: "ها أنتِ ذا..."  

فتح باب سيارته واستعد للنزول، لكنه توقّف عندما رأى غريس تخرج من المنزل مرتدية مئزرا قديمًا وتحمل بندقية ضخمة بين يديها.  

قال إيثان: "يا للهول!" ثم انزلق عائدًا إلى داخل السيارة، وأغلق النافذة بهدوء.  

كانت غريس تحمل البندقية بقوة، وجهها أحمر من التأهب والانفعال.  

نظرت في الأرجاء حتى لمحت كلاود مرميًا في طرف الشارع.  

نادت: "سيد كلاود!"  

ركضت نحوه وتلتها كلارا ، كان كلاود يتلوّى على الأرض، وهو يشدّ على كتفه من الألم.  

قال إيثان: "تبًا، من أين جاءت هذه؟"


أدار المحرك بصمت، وتوارى في العتمة.

----------


كان الصباح قد بدأ، والسكون يُخيّم على أرجاء المنزل إلا من خرير المياه في المطبخ.  

جلس كلاود على الكنبة، ذراعه اليمنى مضمدة بإحكام، أصابعه مكشوفة ومرتفعة قليلًا.  

كانت كلارا تجلس إلى جانبه بهدوء، تراقب حركة يده المصابة، قُطع صمتهما بطرقاتٍ على الباب.  

قالت كلارا بهدوء: "سأفتح."  

نهضت نحو الباب، بينما دخلت غريس تحمل كوبًا بخاره يتصاعد، وقالت وهي تضعه على الطاولة:  

"اتصلتُ بالسيد فيكتور الليلة الماضية، وأخبرته بما جرى... قال إنه قادم إلى هنا، ومعه الآنسة صوفيا."


اتسعت عينا كلاود، انتفض، حاول الوقوف وهو يصرخ:  

"كلارا، انتظري!"


لكن الصوت كان متأخرًا. انفتح الباب. أمامها مباشرة، وقف فيكتور بجسده المهيب، وخلفه صوفيا بقميص أسود وبنطال أزرق.  

ثبتت نظرات فيكتور على كلارا. لا كلمة واحدة خرجت من فمه، ولا من أحد في الداخل. لحظة من الصدمة والصمت المشحون.  

هرعت غريس إلى الأمام، أمام كلارا، وضعتها خلف ظهرها كأنها تُخفيها.  

قالت بصوتٍ ثابت:  

"تفضّلا بالدخول، سيد فيكتور، آنسة صوفيا."


دخل فيكتور وفي وجهه شيء مكبوت، بينما كان الاستغراب واضحًا في وجه صوفيا.  

أسرّت: "من هذه؟"  

اقترب فيكتور ببطء ووقف أمام كلاود يرمقه فحسب، أما صوفيا فقد جلست إلى جانبه، نظراتها تنتقل بين شقيقها وغريس التي تسحب كلارا نحو السلم الخشبي.

بعد أن اختفى صوت خطواتهما، مال فيكتور للأمام وقال بصوت خفيض:  

"ما الذي تفعله ابنة جوليان في منزلك، كلاود؟"  

تابع بغيظ وهو يتذكر ابنته ماريا: "ولِمَ هي حيّة؟"  

لم يجب كلاود فورًا. أخذ نفسًا وهو يتكئ بهدوء ويفكر بما يجب أن يقول.  

قال: "طلبت من لوكاس أن يحضرها وقت العملية."  

نظر إلى الأرض للحظات ثم نظر إليه: "آسف... إنها من نوعي المفضل."  

اندهشت صوفيا بخجل، بينما شعر فيكتور بدمٍ بدأ يغلي في عروقه حتى ظهر ذلك على وجهه.  

لكن خطر شيء على باله فجأة، جعله يهدأ...  

فكّر: "إذا كانت ابنة ذلك الوغد حيّة، فلن يحصل ريبيكيا وإيثان أبدًا على الأملاك."  

أدخل يديه في جيوبه وقال بنبرة تهديدية:  

"لا تجرؤ على تكرار هذا أبدًا."

ملأ الاستغراب وجه كلاود، نظرت صوفيا إلى عمها ثم إلى كلاود، ثم قررت أن تتدخل لتغيّر الأجواء.  

قالت: "كلاود"، تابعت بعد أن أخذت انتباهه: "هل تخبرني بما حدث؟ كيف وقعت في الحادث؟"  

نظر كلاود إلى ذراعه ثم قال: "توقفت المكابح فجأة، لم أستطع إيقاف السيارة."  

فيكتور: "ما الذي تعنيه بتوقفت فجأة؟ هل كانت معطلة من قبل؟"  

رد: "استعملت السيارة في الصباح ولم يكن فيها شيء، لكنها تعطلت فجأة في المساء."

قالت صوفيا: "ربما تلاعب أحدهم بالفرامل؟"  

نظرت إلى غريس التي عادت لتوّها.  

سألتها: "غريس، هل لديكم تسجيلات للكاميرا الخارجية؟"  

أجابت: "أجل، التسجيلات محفوظة على هاتفي."

ثم أشارت إلى الهاتف الموضوع بالقرب من الشاشة.  

نهضت صوفيا وأخذت الهاتف، وصلته بالتلفاز، وفتحت مجلد التسجيلات، لكنها دون قصد، لمست إشعارًا في الأعلى.  

ظهر العنوان على الشاشة فورًا، كبيرًا وواضحًا:  

"عاجل: فضيحة DNA تهز المدينة، تحليل يُثبت أن لوكاس أريال هو في الحقيقة ابن فيكتور غير الشرعي."

قال المذيع: "تحليل DNA يثبت أن لوكاس أريال، وريث سيدة الأعمال ريبيكيا، هو في الحقيقة الابن غير الشرعي لزعيم العصابات الشهير فيكتور!"  

أضاف: "تم تسريب التحليل من مصدر مجهول، لكن المستشفى أقرت بأن التقرير حقيقي وصدر منها."  

صوت المذيع كان ثابتًا، دون انفعال، لكنه حمل وقع الزلزال.

كان الجميع في الغرفة مذهولًا، حمحمت غريس من هول ما سمعته، ثم أخذت كوب الشاي الفارغ من الطاولة وهربت إلى المطبخ، بينما بقي كلاود وصوفيا جامدين، لم يرمشا ولو مرة من الصدمة.

عندما استعاد انتباهه، التفت كلاود إلى فيكتور الذي كان يحدّق بالشاشة.  

قال: "هل هذا الخبر صحيح؟"  

لم يجبه، كان فقط يتابع التحديق بالشاشة، بينما عقله مشغول بالتفكير بما يمكن أن يحدث بسبب هذا الخبر.  

فجأة حمل فيكتور نفسه وغادر دون أن ينطق بكلمة. حينها أسرعت صوفيا إلى جانب أخيها.  

قالت: "سحقًا، سحقًا، كلاود، ما اسم والدة لوكاس؟"  

صمت كلاود للحظات وهو يحاول تذكّر اسمها، قال: "أعتقد أنه كان أيلا."  

"رائع"، قالت صوفيا، وتابعت: "بالطبع غريس تعرفها، إنها تخدم عائلتنا منذ زمن، إذا كان هناك شيء بينها وبين عمي فغريس بالطبع ستعرف."

لم تنهِ عبارتها إلا وقد خرجت غريس من المطبخ وهي تمسح يديها المبللتين بالمئزر.  

سأل كلاود: "غريس، هل تعرفين أيلا؟ هل كان هناك شيء بينها وبين عمي؟"  

قالت: "في الواقع، كانت حبيبته، لكنهما انفصلا منذ زمن بعيد. تزوج السيد فيكتور من السيدة هيلين، بينما أيلا ارتبطت  بوينز."  

حمحمت مستنكرة ثم قالت: "لكن لم أتوقع أن السيد فيكتور وصل معها إلى ذلك الحد."  

قالت صوفيا: "يا إلهي، عمتي هيلين! كيف ستكون ردة فعلها عندما تسمع الخبر؟"

في الواقع، كانت هيلين في منزلها، وفي يدها كأس بارد، وتشاهد الأخبار بكل هدوء.  

كان على وجهها بعض الكبرياء، لم يكن الخبر صادمًا لها، فهي من سرّبت ذلك التقرير.  

وضعت الكأس جانبًا وابتسمت، قالت:  

"لنرَى كيف ستخرجين من هذا يا أيلا."


---


كانت أيلا تحزم حقيبة سوداء. يدها ترتجف وتتخبط بعشوائية، كانت تلقي بكثير من الأشياء داخلها: ملابس غير مرتبة، بعض النقود، الأوراق، والمجوهرات.  

بعد أن انتهت من حزم أشيائها، أقفلت حقيبتها وأخذت تركض نحو باب الخروج لتفرّ بجلدها.

لكن عندما فتحت الباب، وجدت سيارة سوداء تقف على الرصيف. تجمّدت في مكانها وهي ترى ريبيكيا تترجل من السيارة ومعها مجموعة من الرجال ببدلات سوداء وأسلحة في أيديهم.  

قالت بفزع: "لا....."

عادت إلى المنزل سريعًا، رمت الحقيبة وأغلقت الباب بالقفل، ثم أخذت تسحب الطاولة بجنون لتضعها أمام الباب.  

ثم ركضت إلى غرفتها، أغلقت الباب على نفسها، وقفت تستند إلى الجدار، تُحاول السيطرة على أنفاسها.  

حاول الرجال في البداية كسر الباب، لكن العجوز ريبيكيا أشارت لهم ليتوقفوا.  

قالت بكل هدوء: "أشعلوا عليها النار، احرقوا المنزل عليها."  

سكب أحد الرجال البنزين على عتبة الباب، بينما أضرم الآخر النار بولاعته.  

وعندما بدأت النار تلتهم باب المنزل، قالت ريبيكيا: "انتهى عملنا هنا، لنبحث عن لوكاس الآن."

كانت ايلا على أرضية غرفتها، تحاصر نفسها في زاوية، خائفة للغاية من قدوم رجال ريبيكيا إليها.  

لكنها بدأت تشمّ رائحة شيء غريب... شيء محروق.  

نهضت ببطء وأدارت القفل، ثم فتحت الباب لتتفاجأ بنيران تملأ غرفة المعيشة والمطبخ.  

اجتاحها الهلع تمامًا، وأخذت تنظر إلى الأرجاء بعشوائية، حتى وقعت عيناها على الحمّام.  

ركضت إليه بسرعة، أغلقت الباب وفتحت صنبور المياه، لكن الماء الذي كان يأتي منه قليل أمام هذا الحريق.  

قالت: "هذا لا يكفي!"  

نظرت إلى خزان المياه، ثم إلى نافذة الحمّام الصغيرة، كانت صغيرة للغاية ليمرّ أحد خلالها، لكن كان لها إطار معدني.  

أخذت تسحب الإطار بقوة حتى انكسر، ثم أخذت طرفه وثقبت به خزان المياه.  

كبرت الثقب شيئًا فشيئًا حتى اندفعت المياه بقوة على أرض الحمّام، وغمرت الأرضية في دقائق.  

جلست على الأرض بين تلك المياه، وظهرها مستند إلى الجدار، وأخذت تنظر إلى الباب لترى وهجًا برتقاليًّا أسفله، ثم شعرت بالحرارة في المياه.  

كانت تلك النيران تنطفئ فور ملامستها للماء، وتجعل البخار يتصاعد بكثافة حتى حجب الرؤية تمامًا.  

بدأت أنفاس ايلا تتقطع، قالت وهي تتمالك أنفاسها: "لا أستطيع التنفس."  

كان الماء الذي يملأ الغرفة يصنع حاجزًا أمام الباب، لكن البخار المتصاعد منه كان حارًا للغاية وكثيفًا.  

لم تكن سوى بضع دقائق حتى بدأت ايلا تفقد الوعي.


---


وصل فيكتور إلى المكان، انعطف بسيارته نحو المنزل على عجل.  

ترجّل بسرعة ما إن رأى الدخان المتصاعد من المنزل.  

أسرع إلى المنزل ودفع الباب بقوة برجله، كان قد تفحّم وانكمش في مكانه، وسرعان ما تهاوى وانهار إلى الداخل.  

دخل فيكتور وهو يغطي وجهه بسترته.  

صرخ: "ايلا!" ولم يأتِه رد.  

نظر في الأرجاء ولمح باب الحمّام، كان البخار يزحف من أسفل الباب، كأنّ الغرفة تتنفّس موتًا.  

توجّه إليه، ركله مرة، مرتين، فانكسر القفل، واندفع الباب إلى الخلف.  

انفجر البخار في وجهه، وبدأ الماء الساخن يتدفّق بين رجليه.  

لم يستطع رؤية شيء في البداية، لكن بعد برهة لمحها في الزاوية.  

كانت ايلا ممدّدة، ملابسها مبلّلة بالكامل، جلدها محمّر، وأنفاسها شبه معدومة.  

تقدّم فورًا إليها، وأخذ يرفعها من تلك المياه الساخنة، حملها وهو يشعر بحرارة جسدها، ثم خرج بها من الغرفة وسط سحابة ثقيلة من الرطوبة والاختناق.  

عندما أخرجها فيكتور من المنزل، وضعها على الأرض لتلتقط بعض الهواء.

قال لها: "ايلا ، هل أنتِ واعية؟ أتستطيعين التنفس؟"  

همست بتعب: "احترقتُ... لكن لم أُمت."  

استبشر بسماع صوتها، قال: "ايلا ، تعرفين أين هو لوكاس؟ إذا فعلت بك ريبيكيا هذا، ستفعل به الأسوأ!"  

لكن ايلا لم تملك الطاقة للكلام ولا الإجابة، كانت قد بدأت تفقد وعيها مجددًا.  

ناداها: "ايلا ، ايلا!"  

وعندما رأى أنها فقدت وعيها تمامًا، أخرج هاتفه واتصل بكلاود.  

قال: "كلاود، جد لي لوكاس حالًا!"


تعليقات

المشاركات الشائعة