أسلوب رجال المافيا ١٥

 

[15] 
 [السيدة ربيكيا في انتظارك]

----

كانت أشعة الشمس قد بدأت تتسلّل بين فجوات الأبنية، ونسيم دافئ يمرّ عبر الزقاق.

في زاوية ضيقة خلف متجر للخردة، قرب حاوية مرتفعة مائلة، كان لوكاس مستلقيًا على الأرض، ووجهه مائل نحو الجدار، يغطيه بسترته.

أزيز عجلات حديدية على الرصيف اقترب، ثم توقف.

"هيه... هذه ليست غرفة فندق. قم من عندك."

كان الصوت لرجلٍ خمسيني، سمين بعض الشيء، ويرتدي ملابس عمّال النظافة، كان يحمل قفصًا من البلاستيك يضعه قرب الحاوية.

فتح لوكاس عينيه ببطء، ونظر إليه ممدًّا.

"انهض، دعني أفرغ الحاوية."

تابع النظر إليه دون رد، ثم اعتدل جالسًا، نفض الغبار عن سترته الباهتة، ونهض.

أعاد العامل قبعته إلى رأسه، وقال:  

"هل رأيتك من قبل...؟ وجهك يبدو مألوفًا؟"

لم يجبه لوكاس، غطّى رأسه بكم سترته وتابع طريقه مغادرًا الزقاق.

أكمل العامل عمله ثم توقف للحظات، قال وهو يرمق ظهر لوكاس المغادر:  

"هوي هوي... إنه الولد الذي ظهر في الأخبار اليوم... ابن رجل العصابات فيكتور!"

كان الطريق شبه خالٍ، والنسيم الدافئ يحرك أوراقًا متناثرة على الإسفلت. مشى لوكاس وحده، بيديه في جيبيه، رأسه منخفض، وعيناه تفكران أكثر مما تريان.

فجأة شعر بهاتفه يهتز. أخرجه وردّ على المكالمة قائلًا:  

"لم تتصل بي."

قال كلاود:  

"أين أنت؟ فيكتور يبحث عنك."

ابتسم ثم قال ساخرًا:  

"لماذا؟ هل يريد أن يكسر زجاجة نبيذ على رأسي مجددًا؟"

صمت كلاود للحظات ثم قال:  

"يبدو أنك لم ترَ الأخبار بعد."

لوكاس:  

"لا يهمني، ولا تتصل بي مجددًا، ولا تحاول أن تتعقب هاتفي، لأنني سأرميه في أول حاوية قمامة تأتي أمامي."

أغلق لوكاس الخط بعد عبارته تلك، واقترب من إحدى الحاويات، وقبل أن يرمي هاتفه، اهتز، لتصله رسالة من كلاود:

"هذا رقم فيكتور إذا وقعت في ورطة."

تأمل الرقم للحظات ثم ابتسم ساخرًا، ورمى الهاتف في الحاوية.

ثم تابع المشي على الرصيف دون وجهة، حتى مرّت إلى جانبه شاحنة صغيرة دون أن يلتفت إليها.

بعد خطوتين فقط، سمع وقع أقدام متسارعة من خلفه ، ثم شعر بيدٍ ثقيلة شدّت كتفه، وذراع أخرى أحكمت قبضتها على فمه.

خلال ثوانٍ، سُحب إلى داخل الشاحنة، قدماه ترتفعان عن الأرض، وصرير الباب الحديدي يُغلق خلفه بقسوة.

جُرَّ نحو المقعد الجانبي، وكُبّلت يداه وقدماه بحزام قماشي خشن.  

كان بينه وبين الباب رجلان، بينما من الجهة المقابلة، جلس رجل ثالث، لا يتحدث، يراقبه بابتسامة بشعة تعلو وجهه.

قال:  

"السيدة ربيكيا في انتظارك."

أدار السائق المحرك، وانطلقت الشاحنة.


                               *******

بدأت الشمس تميل نحو البحر، مبشّرةً بغروبها. تنثر على سطحه وهجًا برتقاليًا يتكسر مع حركة الأمواج.  

على مرتفع يطل على هذا المشهد، كان منزلًا لفيكتور. منزلًا مطليًا بألوان الليل الرمادي،  مختلط بزرقة عميقة.  

كان ذلك المنزل يحمل ذكريات شهر عسله مع هيلين.

في إحدى الغرف المخملية، ذات الستائر الثقيلة ورائحة الخشب المعتّق، كانت أيلا ممدّدة على سريرٍ عريضٍ يبتلع جسدها من حجمه الكبير.  

الفراش ناعم، والوسائد تفوح منها رائحة اللافندر القديم.  

وجهها كان ساكنًا، شاحبًا. الحرارة التي نهشت جسدها دفعت به إلى غيبوبة منذ ساعات.

جلس فيكتور على حافة السرير، بيدٍ لا تزال تمسك بهاتفه.  

رنّ الهاتف فجأة.

أجاب بصوت خفيض:  

"نعم، كلاود... هل وجدته؟"

جاءه صوت كلاود من خلف هدير المحرك والضوضاء البعيدة:  

"تحدثت معه صباحًا، بدا لي بخير..."

أدار فيكتور عينيه نحو النافذة التي تطل على البحر، وقال:  

"ألم يخبرك أين هو؟"

"لا..."، أجاب كلاود بينما كان يركن سيارته أمام حاوية صدئة:  

"قال إنه سيرمي الهاتف في أول حاوية تصادفه... وها هو قد فعل.»

صمت فيكتور للحظة، ثم قال:  

"اتركه إذًا، سيتدبّر أمره بطريقته."

                         *******

مع حلول المساء، كانت السماء قد اكتست بدرجات قاتمة من الأزرق، تتخللها بقايا ضوء خافت يتسلل من خلف الغيوم، وأضواء الشوارع بدأت تومض.  

في تلك اللحظة، كان كلاود قد عاد إلى منزله... كان في غرفته يمرّ بوقت عصيب مع ربطة عنقه.

"غريس؟" نادى بصوت واضح، منتظرًا أن تظهر الخادمة، لكن لم يأتِ أي رد.  

زفر بضيق، ثم نظر إلى الباب ليرى كلارا قد جاءت بدلًا ممن ناداها.  

قالت: "غريس خرجت للتو."  

قال: "فهمت." نظر إلى قميصه ثم قال: "أيمكنك مساعدتي؟ لا أجيد استعمال يدي اليسرى."

كانت كلماته عادية، مجرد طلب عملي، لكنها شعرت بأنها متجمّدة للحظة، ثم سارعت بالاقتراب.  

مدّت يدها إلى ربطة عنقه، تحاول فكّها بحذر. أصابعها كانت خفيفة، بالكاد تلامس قماش الربطة، لكن مع كل حركة، شعرت بتوتر غير منطقي يزحف إلى صدرها.  

بعد أن انتهت من الربطة، بدأت بفكّ أزرار القميص، واحدًا تلو الآخر، كانت واعية جدًا لما تفعله، أكثر مما ينبغي.

وأخيرًا، عندما كادت تنتهي، كان القميص مفتوحًا قليلًا، كاشفًا جزءًا من جلده.  

نظرت إليه لجزء من الثانية ، وقت كافٍ لتلاحظ بعض التفاصيل.  

فجأة، وعَت لما فعلت، فأشاحت عينيها بسرعة، وأخذت تفكّ الزر الأخير بيد شبه مرتجفة، وقلبها ينبض بشكل غير مبرّر.  

شعرت بحاجة إلى مغادرة الغرفة فورًا، لكن قدميها رفضتا التحرك. وقفت مكانها للحظات.

نظر إليها كلاود للحظة، ثم ابتسم بابتسامة عفوية وقال ببساطة: "شكرًا، هذا أفضل كثيرًا."  

قالت بصوت حاولت أن تجعله ثابتًا: "على الرحب " تابعت "سأخرج الآن."  

خرجت بسرعة، دون أن تنظر خلفها، محتارةً لما ينبض قلبها هكذا.  

قالت وهي تشدّ عليه: "ما الذي يجري لقلبي يا ترى؟ لماذا أستطيع سماع دقاته؟"

  *******

دوى صوت المفاتيح وهي تدور في القفل مجددًا. فُتح الباب بحذر، ودخلت ربيكيا تتقدّمها نظرة حذرة، وخلفها رجلاها المرافقان.  

نظرت إلى المكان الذي كان فيه لوكاس مقيّدًا، ولم تجد أثرًا.  

شتمت بهمس، ثم التفتت إلى أحد رجليها:  

"ابحثوا عنه. لا يمكن أن يكون بعيدًا. فتّشوا الممرات والمخازن الخلفية."

اندفع الرجال خارجًا، أصواتهم تتناسل في الممرات، بينما بقيت وحدها عند الباب.  

دخلت ربيكيا الغرفة بخطى حذرة، وجالت بنظرها في الغرفة الفارغة، جدرانها الرمادية تشهد على هروب لم تفهمه بعد.  

استدارت... ثم أدركت. من خلف الباب، خرج لوكاس وهو يحمل القطعة الحديدية.

أنفاسها تسارعت، لكنها لم تُظهر خوفًا.  

همس:  

"خطوة واحدة خاطئة، وتنتهي حياتك."

اقترب منها بهدوء، عرقه يلمع تحت ضوء المصباح الضعيف، وصوت الحديد المتوهج يهمس بحرارته.  

اضاف: "لدى لا تخطئي."  

رفع القطعة قليلًا، ما يكفي لتشعر بوهجها يلسع وجهها دون ملامسة.  

"أهي حارّة للغاية؟ هكذا شعرت أنا... عندما وضعتها على فخذي."

همست، ببرودها المعتاد وقد بدأ يتكسر:  

"لن تهرب بهذه الطريقة... سيجدونك."  

ابتسم ابتسامة شاحبة، وقال:  

"ربما... لكني لن أكون مقيّدًا حينها."

ظهر ظل خافت في الممر البعيد، صوت أحد الرجال:  

"سيدة ربيكيا؟ من معك هناك؟"

أمسكها من ذراعها وأدار جسدها لتكون بينه وبين الباب.  

صرخت بصوت مختنق، عيناها على القطعة الحديدية قرب رقبتها:  

"لا تقتربوا! إنه خلفي... مع قطعة مشتعلة!"

ساد صمت قصير، ثم بدأ الرجال بالتراجع ببطء.  

همس لوكاس:  

"جميلة طريقتك في إعطاء الأوامر... حتى حين تكونين رهينة."

دفع الباب بكتفه، وأخرجها من الغرفة، ممسكًا بربيكيا أمامه، والقطعة الحديدية تكاد تلامس عنقها.  

خرج إلى الرواق الرئيسي. رجالها كانوا هناك، تفاجؤوا عند رؤيته، لكنهم لم يتحركوا.  

أشار أحدهم بارتباك إلى سلاحه، لكن ربيكيا صاحت بصوت ثابت رغم الحدة في عينيها:  

"لا تطلقوا النار!"

نظر لوكاس إليهم دون أن يبطئ خطواته.  

قال بهدوء، كأنّه يقرأ أفكارهم:  

"ليقترب أحدكم… وستحترق أولًا."

صمت ثقيل خيّم على اللحظة. أعين الرجال كانت معلّقة بالقطعة الحديدية المتوهجة، ورائحة الجلد المحترق لا تزال حاضرة في ذاكرتهم.  

مرّ بينهم واحدًا تلو الآخر، يجرّها كرهينة ودرع. لم ينطق أحد منهم بكلمة.  

وحين تجاوز آخرهم، فتح الباب الخلفي في آخر الرواق، رمقهم بنظرة خافتة وقال:  

"لا يجرؤ أحدكم أن يتبعني."

ثم عبر الباب وأغلقه بإحكام.  

أخذ نظرة في الأرجاء ليرى نفسه في مزرعة أو حظيرة. كان الظلام دامسًا، فقط ضوء القمر والنجوم يضيء المكان.  

أخذ يسحب خطواته في الحقول الواسعة، الأرض موحلة تحت قدميه، والهواء محمّلٌ برائحة القمح الناضج.  

ربيكيا أمامه، لا تجرؤ على المقاومة، والقطعة الحديدية المتوهجة لا تزال تقارب جانب عنقها، كأنها تذكّرها بمن صار يتحكم باللحظة.

عندما ابتعدا بما يكفي عن المبنى الذي كان فيه رجالها، سألها دون أن ينظر إليها:  

"ما هذا الطريق؟"

قالت ببرود متماسك:  

"طريق المزارع الشرقية... لا يؤدي إلى المدينة."

قال بخفة:  

"لا أريد المدينة، أريد مكانًا لا يجدك فيه أحد."

تابعا طريقهما، وعيناه تقيسان المسافة بينه وبين خط الأشجار، أملًا أن تكون نهاية هذه الحقول الواسعة.  

عندما تجاوز تلك الأشجار، وجد نهرًا ضيقًا يفصله عن المزيد من الأراضي الفارغة.  

تنهد بتعب، بينما قالت ربيكيا بشماتة:  

"أخبرتك، أنت على طريق الخطأ."


                             *******

  

تحت ظلال الشجيرات، على حافة النهر الضيق، جلس لوكاس منهكًا، والدم ينزف من فخذه.  

كان صامتًا، يراقب الماء المتدفق أمامه وهو يحكّ القطعة الحديدية بحجرة.  

أما ربيكيا، فمقيّدة إلى جانب جذع شجرة، نظرتها متجهة إليه، لا ازدراء فيها هذه المرة… بل تساؤل.  

لم يكن رجالُها بعيدين، فقد سمعت قبل قليل نباح كلابهم يقترب، وأصوات مركبات تخترق مسارات المزرعة.

قالت دون أن ترفع صوتها:  

"سيصل رجالي قريبًا، وستكون في عداد الأموات حينها."

لم يجبها، بل رفع القطعة الحديدية ليتأمل طرفها الذي أصبح حادًا مثل الرمح.  

قال: "أعلم أنهم سيأتون، أحتاج إلى شيء يلهيهم عني."

بقي صامتًا للحظة . ثم... نهض، ومشى نحوها وطرف القطعة يلمع من حدّتها.  

استقامت جلستها رغم قيودها ، ثم ظهرت ابتسامة هزيلة على فمها:  

"لن تجرؤ."

قربها من رقبتها وقال ببطء:  

"لماذا؟ هل أبدو لك كجبان، أم كشخص رحيم؟"

غرزها برفق على طرف رقبتها، لتغلق عينيها منتظرة الموت، لكن سرعان ما أخرجها لوكاس ورماها على الأرض الموحلة.

دنا إليها وقال بصوت منخفض، أقرب إلى نفسه من أي أحد:  

"أنا لا أنسى المعروف أبدًا، حتى من شخص مثلك، لذا سأتركك حيّة أطول وقت ممكن."

أمسك بربيكيا من ذراعها، نظرت إليه تلك النظرة الجامدة ، لكن فيها شيء خافت لم يكن موجودًا من قبل... بعض التوقّع والخوف.  

ثم، دون غضب… دفعها.  

ارتطمت بالماء بجسد ثقيل، وصراخ مكبوت، ودوامة قصيرة من تموّجات انغلقت فوقها، ثم ظهرت من جديد وهي تتخبط باحثة عن الهواء.

صرخت:  

"هل هذا قتلك الرحيم؟!"

ردّ بخفة:  

"يمكنك النجاة، فقط حاولي."

صرخة قصيرة... ثم اختفت تحت الماء، بينما انعكاس القمر يتكسر على سطح النهر.

لم يكن لديه الوقت للراحة، فالأصوات كانت تقترب.  

قفز هو أيضًا، غاص في النهر، وعبره وسط تيارات ضحلة تقاومه... لكنها لا تمنعه.  

عند الضفة الأخرى، جلس للحظة يتنفس، ثم رفع رأسه ليرى المزيد من الحقول الفارغة، مع أرضية طينية هذه المرة.  

قال بتعب:  

"يا إلهي..." ثم ارتمى جالسًا بين ذلك الوحل.


 *******


سار لوكاس طيلة الليل في تلك الحقول الطينية، حتى وصل إلى نهايتها مع بداية الفجر.  

كان هناك مبنًى صغير من طابقين، بجانبه طريق طويل ومحطة وقود قديمة، بدا المبنى كنُزُلٍ للمارة.  

دخل، مبللًا، ومغطى بالوحل، وبنطاله عليه آثار دماء من إصابته.  

تقدّم نحو الشباك، حيث جلست امرأة أربعينية تتصفح هاتفًا بثقل ملل الريف.  

رفعت نظرها إليه، وارتبكت لوهلة.

قال بهمس:  

"أحتاج غرفة... ليس لدي مال، لكن عندي هذا."  

وضع على الطاولة ساعة قديمة من معدن داكن، محفورٌ عليها حرف V.  

نظرت إلى الساعة، ثم إليه، ثم هزّت رأسها ببطء.  

قالت وهي تمدّ له المفاتيح:  

"الطابق الثاني، آخر غرفة يسار."

دخل غرفته وسقط على السرير. نام نوم المتعب، لا العاجز.


 *******


استيقظ في الصباح، خرج من غرفته ونزل على الدرج الخشبي، لكنه توقف عندما سمع صوت صاحبة النُزُل:  

"أجل، دخل قبل الفجر، مجروح ومغطى دم... لا، لم يُظهر بطاقة، فقط ساعة غريبة..."

تجمّدت أنفاسه. نزل ببطء، وأخذ نظرة من عتبة الباب، كانت تقف أمام رجلين يرتديان زي الشرطة.  

تراجع سريعًا إلى الجدار، نظر في الأرجاء بقلق، ليلمح ممرًا خلفيًا، اتجه إليه وخرج من الباب الخلفي.  

أخذ يمشي وعيناه تراقبان سيارة الشرطة، حتى لمح سيارة أخرى ترتكن بجانب الطريق، لينزل منها رجال ببذلات سوداء، رجال ربيكيا المخلصين.

تقطّعت أنفاسه، الشرطة خلفه، ورجال ربيكيا أمامه.  

جال بعينيه في الأرجاء، ثم توجه إلى كبينة قديمة بجانب النُزُل.  

دخل إليها وأقفل على نفسه الباب، وقف أمام الهاتف، جسده يرتجف، يداه تترددان.

كانت الكبينة زجاجية، كان يستطيع رؤية رجال الشرطة يخرجون من النُزُل أمامه، ويسمع رجال ربيكيا خلفه.  

مدّ أصابعه... وضغط الرقم الذي حفظه دون أن يعترف لنفسه أنه ما زال يتذكره.  

رنّ الهاتف مرة… مرتين… ثم أُجيبت المكالمة.

صوت آلي يقول:  

"رقم الطوارئ الخاص. عرّف بنفسك."

همس بكتم:  

"اللعنة على نظامك الآلي..." ثم انفجر:  

"أنا ابنه! حوّلي المكالمة إليه، وأخبريه أنني أحتاج إلى المساعدة!"

صوت الرد الآلي عاد، وكأن شيئًا لم يحدث:  

"تم التعرف على المصدر. جارٍ تحويل الاتصال."

تراجع لوكاس خطوة، واتكأ مصدرًا تنهيدة تبدي مدى انكساره، بينما السماعة لا تزال في أذنه…  

ثم جاء الصوت... صوت آخر، ثقيل، هادئ بطريقة لا تشبه إلا رجلًا واحدًا:  

"لو قلت لي إن هذا يومك الأخير، لكنت صدّقت نبرة صوتك يا لوكاس."  

تابع:  

"أين أنت؟"

تعليقات

المشاركات الشائعة