حرب الممالك | الفصل السابع
[الفصل السابع]
{ كمين الوادي }
---------
كان الوقت متاخرا من الصباح ، عندما خرج كلا من وزير دولفيا و شو ، من قصر مملكة كوسترا.
قال وزير شو : "وافقة كوسترا على الهدنة لكن هل تعتقد ان نورمان لزلت تريد ذلك ؟ "
رد وزير دولفيا : " بعد اغتيال اميرهم ، لم يعد هناك مجال للهدنة ، سيكون الامر مجرد استعراض عضلات ."
تابع وهو يتأمل الاشجار المنتشرة حولهم : " نورمان لن تترك هذه الفرصة لتُظهر جبروتها العسكري، فجيشها هو الأقوى بين كل الممالك."
في تلك اللحظة، لمح الوزير مجموعة من مرتزقة بايرون تمر في الحديقة...
وقعت عينه على إريك الذي كان يسير معهم ، يحمل سيفًا يتدلى بجانب خاصرته، يسير بخطوات واثقة.
حدّق الوزير فيه للحظات، ثم سأل : "من هؤلاء ؟"
رد وزير شو وهو يلاحظ شرود صاحبه: "سمعت ان كوسترا استاجرت مرتزقة بايرون ليشاركو في القتال معهم ضد نورمان "
تمتم الوزير ، وهو يراقب انسجام حركة قدمي إريك مع صوت اصطكاك سيفه: " هل يمكن....... "
-------------
حل الليل سريعا ، وبدا الظلام يزحف على ارض الهدنة...
ظهر جيش نورمان يزحف بهيبة في الظلام، تتقدمه رايات بنسر ذهبي، وتتصاعد أنفاس الجنود كالبخار .
رغم كل هذه الهيبة ، إلا أن هذا لا يُعد سوى جزء من قوة نورمان—كأنها لم تفتح كامل قبضة يدها بعد.
كان روجر يتقدم وسط صفوف الجيش، وعلى جانبيه إدورد ومارتس.
قال إدورد وهو ينظر إلى الأرض الصامتة أمامهم: "لا أثر لجيش كوسترا بعد ...."
رد روجر : "يبدوا اننا استعجلنا "
اخد نظرة الى الوادي البعيد ثم قال : " ما رأيكم أن ألف من الجهة المقابلة؟ نفاجئهم من جهتين."
همهم إدورد بتأمل ثم قال: "فكرة جيدة، لكن مارتس سيرافقك."
تابع : " مهما قالت الملكة كاميليا ،لا نريد نخسر وريثًا آخر "
وافق روجر بكتمان، وهكذا تحرك الاثنان مع جزء من الجيش نحو الوادي، بينما بقي إدورد لمراقبة الوضع .
----------------------
كان الوادي ضيقًا بين جبلين شاهقين، صخورٌ تملأ الأرض، والهواء يبدو وكأنه يحتبس أنفاسه.
قال مارتس وهو يلمح نحو السواد الذي يلوح في الأفق: "هل تراها؟"
نظر روجر بتأمل ثم قال: "اجل ، يبدوا ان كوسترا اختارت ان تبغتنا من الوادي."
مارتس : " يجب ان نعود قبل ..... "
وقبل أن يُكمل جملته، انقض رجال من بين الصخور. فاندلع القتال.
صوت السيوف والصراخ خرق صمت الليل، وساحة تحولت إلى جحيم فوضوي.
وسط ذلك الجنون ، وقف روجر يصرخ بكل ما أوتي من صوت: " نورمان اثبتو !"
لكن أمام عينيه، رى رجاله يركضون بلا نظام، يرمون أسلحتهم، يفرّون من الميدان كأنهم لم يتلقوا تدريبًا قط. البعض يتعثر، البعض يصرخ، والكل يهرب.
همس روجر بصوت منخفض، مذهول:
"مستحيل "
سانده مارتس قائلا : " لن ينفع يا روجر ، لننسحب "
-----------
في الجهة الأخرى من ، كان إدورد يُحدق بقلق نحو الوادي البعيد .
همهم لنفسه: "كان من المفترض أن يلفّوا الوادي منذ زمن... ما الذي حدث؟"
نادى أحد الرجال: "ابق هنا. ساعود قريبا."
وانطلق بحصانه نحو الوادي .
------
تفكت الكتيبة التي قادها روجر ولم يبقى معه سوى مارتس ، بقية الرجال اما فروا هاربين او ردوا مقتولين .
كانا قد لجاء الى خلف هضبة قريبة من الوادي .
مارتس : "سحقا ، ما كان ذلك "
روجر : " لا ادري ، ما اعرفه انهم لم يكونوا كوسترا بتأكيد "
فجاءة سمعت صوت من فوق التل ، استلا سيفهما لكن سرعان ما تراخيا عندما ظهرت ساشا .
كانت قد اختبئت فوق الصخور لترشق رجال نورمان الهاربين.
نزلت بخفة من التلة عندما رات روجر ، و ما لبثت أن اقتربا منها الاتنان .
قال روجر وهو يعيد سيفه الى غمده : "ماذا تفعلين هنا؟ المكان خطر ."
لم ترد ساشا، بل ألقت القوس أرضًا. واخدت تتذكر كلمات ساندي .
بدأت تلوح بشعرها يمنة ويسرى بتلك الطريقة الاغرائية التي طلبت منها روز فعلها .
اكتفى مارتس بنظرة استغراب بينما سألها روجر وهو يضيق عينيه: "ما الذي تفعلينه؟"
وفجأة، دوى صوت قوي من بعيد: "روجررررر !!!"
كان إدورد يركض نحوهم بكامل سرعته وكانه يسابق الزمن .
ما إن وقعت عيني ساشا عليه، حتى اتسعت حدقتاها.
ركضت الى الخلف وهي تصفر لحصانها ، قفزت فوقه ، و لاذت بالفرار
وصل إدورد لاهثًا وقال وهو ينظر في اتجاه ساشا العاربة : "لما تركتمها تذهب ! "
تابعت : " صاحبة الشعر الاحمر ، كانت تلك هي قاتلة الأمير."
صدمة كبيرة هزت الرجلان، وسقطت الكلمات مثل ثقل الجبال.
قال روجر بعد لحظات من الصدمة : "ماذا؟..."
تعليقات
إرسال تعليق