حرب الممالك | الفصل الثامن
[الفصل الثامن]
[ عيد ميلاد الاميرة ]
-------------
عاد جيش نورمان خائبا الى ارضه و اجتمع الملك بجنرلاته ،كانت ناثليا ايضا حاضره و كذلك الملكة كاميليا .
كان الجو مشحونًا بتوتر ، الكلمات تتطاير مثل الشرر بين الحاضرين.
همهم الملك السمين بعد سماعه للخبر : "اذا كوسترا لم ترسل جيشها إلى أرض الهدنة، بل أرسلت مرتزقة بايرون."
قالت الملكة : "انهم يدركون أنهم ليسوا ندًا لنا… لدى يلجأون لهذه الالعيب ."
إدورد : " وهناك شيء اخر جلالتك ، المرأة التي قتلت آرثر من اولئك المرتزقة "
رفع روجر رأسه ببطء، نظر إلى الأرض، ثم قال بصوت يختنق بين كلمات متقطعة: "كانت أمامي..."
ربت مارتس على كتفه وقال: "لا عليك ، لم تكن تعرف "
سكت الجميع، بينما بقيت نظرة روجر معلقة في الفضاء، بين الذنب… والحنق.
****
اما في مملكة كوسترا .....فقد كان القصر الملكي يتلألأ بالألوان ....
زُينت القاعة الكبرى بأقمشة فاخرة وشموع تتراقص على حواف الثريات، والفرقة تستعد لعزف ألحان عيد ميلاد الأميرة ساندي.
كانت ساندي في غرفتها الملكية ترتدي فستانًا فخمًا يبرق كالثلج تحت وهج الأنوار .
طرق الباب برفق ، و استعجلت الاميرة بفتحه لترى العازف هاري ....
انحنى قائلا : " سمو الاميرة "
ساندي : " اوه يا هاري ، لا داعي لهذا ، انت مرافقي اليوم "
خرجت معه من غرفتها بخطوات بهيجة ، ثم توقفت للحظات عند الممر
سألت احدى الخادمة : "أين ساشا؟."
اجابت الخادمة : "مرتزقة بايرون ما زالوا في طريق العودة ، يتوقع وصولهم هذه الليلة يا سمو الأميرة."
لوّحت ساندي بيدها ثم قالت: "عندما تصل، أخبريها أن تأتي فورًا إلى قاعة الحفل."
******
وصلت الأميرة اخيرا إلى الحفل تتقدمها ابتسامتها وثقتها، و تمسك بذراع هاري برشاقة، والعازف الشاب يرافقها كظل نبيل.
كانت ميا على خشبة المسرح تعزف بعض الالحان بين الفرقة ، و عندما رأت ساندي وهاري يدخلان معًا... شعرت بأن شيئًا انكسر داخلها، وفقد لحنها إيقاعه.
حاولت أن تكمل العزف، لكن نظراتها كانت تعثّر أناملها.
قالت ساندي : " اتجيد الرقص يا هاري ؟ ، ايمكننا ان نرقص سويا ؟ "
اؤما قائلا : " بطبع يا اميرة "
اخد بيدها ووضع الاخرى خلف ظهرها وبدا يرقص في قلب الحفل.
كانت عين ميا عليهم ... وعينها كانت دامعة.
وعندما لم تستطع التحمل، نصلت عن المنصة و غادرت القاعة بهدوء.
كان هاري قد لاحظ ذلك. استأذن من الأميرة قائلاً: "اعطيني لحظة، سأعود."
***
في الحديقة، كانت ميا تجلس أمام النافورة، تحدق في الماء الجامد، ودموعها تنهمر .
فجاءة سمعت صوت من خلفها يقول : " ميا ، انت هنا ؟ "
اخدت تمسح دموعها لكن هاري كان قد لمحها ، جلس بجانبها، ثم قال بصوت ناعم: "لمَ تبكين يا ميا؟"
نظرت إليه، ثم همست: "أنا ... أنا فقط... أغبط الأميرة. لم اعلم ان بينكما شيء ."
قال هاري وهو يمسك بيدها: "ميا، ليس بيني وبين ساندي شيء... أنا رافقتها فقط لاخفف عن وحدتها ، انا لا احبها . في الحقيقة أنني... أحبك أنت."
شهقت ميا، وعينيها تلتمعان بالدموع والذهول. أكمل بابتسامة لطيفة: "هل تعودين معي؟ أريد أن نعزف معًا، مجددًا."
هزت رأسها موافقة، ثم نهضت معه.
***
عادت ميا وهاري إلى الحفا، معا يمسكان بيدهما وسط نظرات متفاجئة من الحاضرين.
اسرت ساندي : " مالذي ..... "
صعدا المسرح و أمسك هاري بالكمان، وأشار لها لتبدأ.
عزفهما كان ساحرًا. نغماتهم تمتزج بين ألحانهما وكأنها تُكمل بعضها، لا تتنافرا، بل تندمجان كقطرتي ماء.
وعندما انتهى العزف... فجأة، ركع هاري على ركبته أمام الجميع.
أمسك يد ميا وقال: "هل تقبلين أن تكوني شريكتي، على المسرح... وفي الحياة يا ميا ؟"
صفّق الجمهور تصفيقًا مدويًا، وانهالت التهاني، بينما كانت ميا تغطي فمها بيدها من الذهول.
شعرت ساندي بقشعريرة في كامل جسدها ...
اسرت : " لا يمكن .... ، في عيد ميلادي.... حبي..... ، اخسر حبي في عيد ميلادي !!!!!!! "
في تلك اللحظة، دخلت ساشا بهدوء من باب القاعة، وهي لزلت ترتدي زي المعركة ، فالخادمة اخبرتها ان تستعجل الى الحفل حتى قبل ان تنزل من حصانها .
وقع الأميرة ساندي عليها فورًا، وركضت إليها بانفعال.
قالت : انظري ساشا لقد فقدت هاري ! ، فقدت حب حياتي! إنه يحب ميا، وليس أنا!"
نظرت ساشا إلى المسرح، حيث لا يزال هاري راكعًا وميا مذهولة أمامه.
رأت تعابير وجهه، نظرة عينيه، ارتعاشة يده وهو ينتظر جوابها...
حينها فقط... تذكرت روجر و شعرت بشيء في داخلها.
دغدغة في بطنها...
—
تعليقات
إرسال تعليق