حرب الممالك | الفصل السادس
[الفصل السادس]
[الحارسة الشخصية ]
-------
كانت ميا في قاعات الحفلات تعزف المعزوفة تلو الاخرى حتى انهكها التعب.
قالت : " ايمكننا التوقف هنا ، اريد زيارة صديق "
رد المنظم بصرامة : " لا ابدا ! "
اضاف موضحاً : " يجب ان يكون كل شيء جاهز قبل الحفل ، الاميرة ساندي طلبت ان نتدرب على جميع المعزوفات اليوم "
تنهدت ميا ثم تابعت العزف بوجه حزين.
بينما ميا منشغلت بالعزف كانت الاميرة ساندي جالسة بجانب هاري النائم على سرير
شدت على يده واخدت تسر : " ارجوك استيقط يا هاري ارجوك "
حينئدا بدا يفتح عينيه رويدا ، فقالت ساندي بابتهاج : " هاري ! "
جلس ببطئ ثم سأل ً : " مالذي حصل ايتها الاميرة ؟ "
اجابة باستياء : " احدهم وضع السم في شرابك "
هاري بصدمة : " ماذا ؟! ، و لما قد يحاول احدهم قتلي ؟ ! "
ساندي : " ليس انت : " اضافت بحزن : " بل انا "
اخفضت ساندي راسها ثم اخدت تدرف بعض الدموع من عينيها.
قالت : " كان يفترض ان اتسمم بذلك الشراب لكنك شربته قبلي "
امسك هاري بيدها وقال متبسما : " لا عليك ايتها الاميرة ، انا سعيد انني انقدت حياتك "
ابتسمت ساندي ثم قالت : " هاري هل يمكنني ان اطلب منك طلبا ؟ "
تابعت : " اريدك ان تكون مرافقي في حفل عيد ميلادي "
عندما رات تعابير التردد عليه اضافت : " ليس لذي حبيب ولا شقيق ، وابن عمي ليو توفى ، لا اريد ان اكون وحيدة في يوم ميلادي "
هاري : " لا عليك سرافقك الى الحفله "
******
انتشر خبر وفاة ارثر في الانحاء بسرعه هائلة ، فقد استعمل الجواسيس ، الطيور ، و الحيوانات لايصال الخبر في جميع الانحاء ، حتى انه وصل الى مسامع كوسترا قبل وصول ساشا.
وصل الخبر الى رجال بايرون المجتمعين عند حديقه القصر ، فاخدوا يتناقشون بينهم.
قال القزم ميلر وهو يغرس عود الطعام بين اسنانه : " حسنا تاكدنا من موت الامير ، لكن اين ساشا ؟ "
تابع بعد ان اخرج العود : " لما تاخرت هكذا في العوده ؟ "
لم ينهي جملته إلا وقد سمعوا صهيل حصان .
قال الجميع بدهشة : " ساشا ! "
كانت ماثيلدا اكثر من صعق.
ِاخدت ساشا تنزل من حصانها بينما اخد بايرون يقترب منها قائلا : " اخيرا وصلتي ، هيا الملك في انتظارنا "
.......
توجهت ساشا برفقه بايرون الى جناح الملكي.
قال فرنكوا : " احسنتي " اشار الى الحارس ليحضر لها مكافئتها فقترب بصينية عليها كيس مملؤ بالعملات الذهبية.
قال الملك : " هذه الف قطعة ذهبية كما وعدتك "
قالت ساشا : " ساخد نصف القيمة "
استغرب الملك من قولها ، فوضحت : " انا لم احضر رأس الامير "
ضحك الملك فرنكوا ثم قال : " اتابعك رائعون حقا يا بايرون " خاطب الحارس قائلا : " اعطها خمسمئه قطعة "
ابتسم ارغوس بثقه وقال لحارسه : " انشروا الخبر في كل مكان ، اريد ان يعلم الجميع ان كوسترا هي من اغتالت امير نورمان "
الحراس : " حاضرا "
بعد ان خرج كلا من ساشا وبايرون من جناح الملك اخد بايرون ثلاث مائه قطعة لنفسه ، واعطى ماتبقى من العملات لساشا، فهذه ضريبة ان تعمل لصالح بايرون.
قال : " احسنتي صنعا ساشا ، يمكنك الذهاب الان "
*****
في ارضي نورمان الباردة .....
كان كل من مارتس ورجر قد وصلا الى القصر للتوهم ، ولم ينزلا من حصانيهما الا وقد اسرع اليهم احد الخدم وهو يلهث.
قال : " اخيرا وصلتما ! ، الملك والبقيه مجتمعين في الجناح السابع "
تناظر الاتنان بستغراب ثم سال روجر : " لماذا ؟ ، مالذي حصل ؟ "
صعقهم بقول : " لقد تم اغتيال الامير ارثر البارحه ! "
قال مارتس : " ماذا ؟!! " بينما اسرع روجر الى الجناح.
عندما دخلا الى الغرفه كان اول ما وقعت عليه عينهما هو ارثر الموضوع دخل الثابوت.
ادار مارتس براسه عندما لم.يتحمل المنظر بينما همهم روجر : " ارثر ..... "
كسر إدورد الصمت الطويل بقول : " كوسترا اعنلت انها الفاعله "
اضاف : " قالت انها انتقمت لابن شقيقه الملك "
تنهد مارتس ثم قال : " كيف يقارنونه بوريثنا الوحيد "
وقع ذلك على ناتليا بشده فقالت : " ماذا تقصد بالوربث الوحيد ؟ ، روجر ابن الملك ايضا ويحق له ان يرث الحكم "
ابتسمت كامليا بسخريه ثم قالت بحتقار : " وكانني ساسمح لابن جاريه ان يكون الملك "
نبرت صوتها تلك استفزت ناثليا للغايه حتى التفتت الى ملك قائله : " انه ابنك اليس كذلك ؟!!! ، الا تعتقد انه يحق له ..... "
امسك روجر بيد ناثليا قائلا : " ناثليا يكفي ! "
قال : " لا اريد ان اخد حكم احد ولا اريد ان اكون ملك ، كل مايهم الان هو ان يدفع قاتل ارثر الثمن "
قال الملك : " ستدفع ، ستدفع كوسترا باكملها الثمن "
****
بينما البعض حزين لفقده عزيزا كان البعض الاخر يتبادلون النزلات ترفيها عن انفسهم.
فقد كان مرتزقة بايرون ينازلون بعضهم البعض بينما ماثيلدا تقف و تشاهدهم وهي تتكئ على جذع شجره .
حتى جاءت اليها ساشا ووقفت الى جانبها لتستائنس بها .
ناظرتها ماثيلدا بنظرات حاده ثم سالت : " هل شربت الشراب ؟ "
ساشا : " اجل ، لكنه كان عديم النفع ، كدت اتجمد من البرد هناك "
ردت ببرد اعصاب : "فهمت " بينما اخدت تحترق غلا من الداخل .
عكر صفوهما صوت جهور ينادي : " ماثيلدا ! "
كان بايرون قادم نحوهما ، وقف امامها وتابع : " اميرة نورمان كادت تتعرض للاغتيال والملكه تريد حارس شخصيا لها "
اجابت ماثيلدا : " لن افعل ذلك "
قال بايرون بحنق : " هذا ليس طلبا يا ماثيلدا "
تدخلت ساشا قائله : " انا سافعل ذلك " اكدت بعد ان التفت اليها بايرون : " ساكون حارستها الشخصيه "
قال بايرون : " حسنا "
اضاف وهو يناظر ماثيلدا ; " لقد انتقدتها هذه المره "
*****
كانت الاميرة ساندي تسرح شعرها امام مراتها الملكيه عندما سمعت صوت طرق الباب .
قالت وهي تتطاير من الفرح : " ادخل "
دخلت الملكة ومعها ساشا من خلفها ، عندما راتها ساندي انبهرت بها .
قالت الملكة : " هذه احدى اتباع بايرون ، ستكون حارستك الشخصية منذ اليوم "
هزت ساندي براسها: " بطبع ، لا امانع ذلك "
خرجت الملكة بوقارها من الغرفة لتبقى ساندي وحيدة مع ساشا .
اقتربت منها وقالت بحماس : " أنتِ... محاربة؟ لا أصدق! كنت أظن أن مرتزقة بايرون كلهم رجالٌ ضخام، لا امرأة بهذه الرشاقة والجمال..."
وضعت يديها على فمها برقة الاميرات وتابعت : " وملابسك رائعة ، و لون شعرك جميل ، وكذلك جسدك.... "
عادت الى اسلوبها الحماسي وقالت : " ما اسمك ؟ "
اجابتها : " ساشا "
قالت : " ساشا ؟ ، اسمك مميز ايضا ! ، اخيرا حصلت على شخص اشاركه فرحتي .... "
اضافت وهي تشبك يديها : " ساحضر حفلة ميلادي برفقة حب حياتي ، هاري....." تابعت بعد ان ارسلت يديها : " صحيح انه لم يعترف لي بعد لكن متاكدة انه سيفعل سيكون لي يوما "
لمحت علامات الحيرة في وجه ساشا ، فقالت بعد ان ابتسمت ساخره : " بطبع ، من اين ستعرف محاربة مثلك عن هذه الامور ! "
تابعت : " الحب هو اجمل شعور في العالم يا ساشا ، تشعرين بشيء مميز عندما يكون ذلك الشخص موجودا ، تريدين رؤيته اكثر ، لايمكنك ابعاد عينيك عنه ، شعور مثل ....مثل... "
تذكرت ساشا شعورها ذلك اليوم فاكملت لها بابتسامة خفيفة : " مثل الدغدة في البطن "
ساندي : " اجل بضبط ! ، مهلا..... "
اخدت بيديها وقالت : " لقد وقعت بالحب من قبل اليس كذلك ؟ ، اخبريني من يكون ؟ ، اخبريني عن حبيبك ! "
ملىء وجه ساشا المزيد من الحيرة ، هل كان ماشعرت به حباً ؟
قالت وهي تتذكر وجهه : " انه من مكان بعيد "
ساندي : " رائع احب ذلك النوع من الرومنسية ، اخبريني هل يحبك هو ايضا ؟ "
ساشا : " لا اعلم ، لا اعتقد... "
ساندي : " لايهم ، يمكنك جعله يقع بحبك "
قالت بتلميح : " لديك شيء من الجمال ، كل ماعليك هو ان تحسني استعماله "
لوحت الاميرة بشعرها الى الخلف ثم حركته يمنة ويسارا باغراء ، ثم قالت : " كل ماعليك فعله هو ان تلوحي بشعرك امامه هكذا وسيقع في حبك سريعا "
ساشا : " ولما لاتفعلين ذلك مع هاري ؟ "
قالت ساندي بترفع : " عفوا ! " اضافت وهي تضع يدها على صدرها وترفع ذقنها بكبرياء : " انا اميرة "
اقتربت من ساشا ، واخدت ترتب لها اطراف شعرها وتسدلها على كتفيها.
قالت " لكن انتي لست كذلك ، اسمعي مني يا ساشا وسيكون حبيبيك ملكك "
تعليقات
إرسال تعليق