حرب الممالك | الفصل الخامس
[الفصل الخامس]
[حب من نظرة الاولى ]
---------
بقى حراس نورمان يبحثون لساعات طويلة عن ساشا ، حتى تاخر الليل واصبح الظلام حالك.
قال احد الحراس وهو ينزع السهم من جيفة الحصان الميت : " لقد خدعتنا "
نظر زميله الى ناحية الاخرى ليرى عاصفة قوية قادمة.
قال حينها : " اتركها , فحتى لو نجت منا لن تنجو من العاصفة الثلجية "
كان ذلك الاتجاه هو الذي سلكته ساشا ، فقد كانت تمشي بصعوبة داخل تلك.الريح الثلجية القوية ، ناهيك انها لا ترتدي سوى ملابس القتال التي لا تدفئ ولا تقي من برد.
كانت تتحمل البرد القارس وتجبر نفسها على المسير ، حتى شعرت بالم فضيع في رجلها المكسورة جعلها تسقط الى الارض .
حاولت النهوض لكنها سقطت مجددا و انحشرت بين اكوام الثلج اكثر .
عندما رات انها لا تستطيع الحراك ، اخرجت الشراب من بين ثيابها وشربته كله جرعة واحدة ، ثم بدات باغلاق عينيها تدريجاً .
*****
كانت الاميرة ساندي تقف الى جانب الطبيب الذي يعالج هاري وهي تقول : " مالذي اصابه ايها الطبيب ؟ "
الطبيب : " هذه اعراض سم "
ساندي بستغراب : " سم ؟؟؟ "
الطبيبب : " اجل سمو الاميرة ، الشاب اجترع سما بكمية كبيرة "
فكرت ساندي مليا ، فهاري وقع ارض بعد ان شرب اكسير الحب خاصتها.
اسرت بغيط : " تلك الساحرة ! "
******
بعيد عن كل هذه الاحداث ......
كان روجر ومارتس قريبان من الوصل الى القصر ، عندما صادفا العاصفة الثلجية.
قال رجورج : " يبدوا ان العاصفة وصلت اسرع مما ظننا "
مارتس : " هناك كوخ قريب ، لنبث فيه الليلة ، وغدا سنكمل الطريق "
وبينما هما متجان الى الكوخ اذا بهما يلمحان شخص مدفوناً بين الاكوام الثلجية .
ترجل روجر من حصانه واخد يفض الثلج لتبدوا له امرأة ذات شعر احمر.
قال : " انها امرأة يا مارتس ! "
مارتس : " امرأة ! ، هل هي حية ؟ "
اخرجها روجر وتفحص جسدها ثم قال : " جسمها بارد جدا "
مارتس : " لناخدها معنا الى الكوخ "
******
اما في قصر نورمان .....
كان كلا من الملكة كاميلا والملك ارغوس في غرفة ابنهما الميت.
قال إدورد : " لم اجرأ على تحريكه "
كان ارثر ميتا على فراش وشعره الطويل مثناثرت في الارجاء وكذلك دماء رقبته.
نظرت كاميلا الى عينيه المفتوحتان بدهشة وكانه راى شبحاً قبل موته.
قالت الملكة بصدمة : " ارثر "
ثم اغمي عليها فامسك بها إدورد قبل ان تقع ارضاً.
اما الملك ارغوس فاخد ينظر طويلا الى ابنه بحسرة ثم اغلق عينيه.
فتحها و قد تغيرت تعابير وجهه من الأساء الى الجدية وقال : " من فعل هذا ؟ "
اجاب إدورد وهو يضع الملكة على سرير : " امرأة ذات شعر احمر ، لا اعتقد انها من مملكتنا "
ارغوس : " انني اتهم احدهم ، واعتقد انه سيعلن عن فعلته قريباً "
******
انتهت تلك الليلة القاسية والباردة بصعوبة ، وحل الصباح اخيرا .
في ذلك الوقت كان مارتس جالسا بجانب ساشا التي لم تفتح عينيها بعد .
نظر الى نار القريبة منها ثم تحسس يدها.
اسر : " جسدها دافئ الان ، لما لا تستيقظ ؟؟؟ "
لم.يسر بتلك الكلمات إلا وبدات ساشا بالاستفاق وبدا جسمها بتحرك.
قال مارتس ببهجة : " انها تستفيق ! "
في تلك اللحظة دخل روجر الى الكوخ ومعطفه مغطى بطنان من الثلج.
قال مارتس : " تعال اجلس قرب النار ستشعر بدفئ "
جلس روجر مكان مارتس ليشعر بدفئ النار ثم اخد ينزع معطفه المبلل.
نظر الى ساشا وقال : " انها تستفيق ! "
قال مارتس وهو ياخد المعطف منه : " اجل "
اخذ روجر يترقب استيقاطها بينما اخذ مارتس المعطف ليعلقه بعيدا ، فستفاقت ساشا على وجه روجر.
قال : " كيف تشعرين ؟ "
بلعت ساشا ريقها ثم اخدت تنهض وهي تحدق في عيني روجر.
قال بستغراب : " مابك ؟ "
كان قلب ساشا ينبض بسرعة و تشعر بوخز في معدتها ، وعينيها لا تستطيعان الابتعاد عن روجر.
استغرب روجر من تحديقها حتى ناده مارتس قائلا : " روجر ساعدني عل اشعال الحطب فنار بدات تنخفض "
التفت إليه قائلا : " حسنا "
ثم قال لها : " ابقي عندك ساعود إليكي قريبا "
على رغم من روجر قد نهض بالفعل وذهب الى مارتس ، لكن ساشا لم تبعد عينيها عنه قط.
قالت وهي تمسك بقلبها : " ماهذا الشعور ؟! "
*****
في نفس الوقت من صباح لكن في مملكة كوسترا ، كانت العجوز الساحرة غارقتاً في نوم في كوخها الصغير عندما سمعت طرقا عنيفا على باب.
نهضت وفتحته لتندهش من رؤيه الاميرة ساندي وبرفقتها حارسين.
اقتحمت الاميرة الكوخ وهي تدفع الساحرة الى الخلف ثم خاطبت الحراس قائله : " امسكوها "
امسك احد الحارسين بها وجعلها تركع امام الاميرة ، ثم مد سيفه الى ظرف رقبتها.
صرخت الساحرة : " ماذا تريدين مني ؟؟!!! "
ساندي بوحشية : " ايتها الشمطاء ، كيف تجرئين على خداعي واعطائي سما بدل الاكسير "
الساحرة : " اقسم لك انني اعطيتك اكسير حب ! ، انه يجعل الشخص يقع في الحب من نظرة الاولى !!!!! "
ابتسمت ساندي بشماته ثم قالت ببرودة : " اقطع راسها "
نفد الحارس كلام الاميرة وقطع رقبة الساحرة .
*****
كان روجر ومارتس قد جهزا حصانا لساشا وكذلك اعارها معطفا يحميها من البرد.
قال روجر : " العاصفة انتهت لكن البرد قارس ، لدى حاول التوقف في الاستراحات "
كانت ساشا لا تفهم شيء ممايقوله فهي لا تشعر باي شيء سوء قلبها الذي ينبض بشدة.
روجر : " هل تفهمينيي يا انسة ؟ "
مارتس : " ربما لا تفهم لغتنا "
روجر : " لنجرب لغات مختلفة ، خاطبها بسكندلافيه "
مارتس : " لا اعتقد انها اسكندلافيه "
فجأة شعر روجر بشيء يمسك ذراعها فنظر إلى ساشا وراها تشد بيدها على معطفه.
قال بستغراب : " ماذا هناك ؟ "
ارادت ساشا الكلام لكن سرعان ماشعرت بكل شيء يزول عنها ، وكأن قلبها لم ينبض من قبل ، و روجر لم يعد يلهمها .
اسرت بقلق : " ماذا حدث ؟ "
إن التعويذات والخلطات التي تعدها الساحرات تنتهي بنهاية حياتهن ، لدى فأن موت تلك الساحرة على يد ساندي ابطل مفعول الاكسير.
استرجعت ساشا يدها ، حينها قال روجر : " لا تخافي لا يوجد قطاع طرق لقد عبرنا الطريق للتو "
ركبت ساشا الحصان وغادرت نحو مملكة كوسترا .
قالت بملاح تملئها الحيرة : " ما كان ذلك الشعور ؟؟؟ "
تعليقات
إرسال تعليق