[17]
[لستُ امرأة تُهان وتَسكت يا فيكتور]
.......
وقفت الخادمة في حديقة مقابلة لمنزل فيكتور البحري، تتظاهر برشّ الزهور، بينما كانت عيناها لا تفارقان مدخل المنزل.
كان الوقت في منتصف الصباح، والهواء يتلاعب بهدوء بالزهور؛ كل شيء يوحي بالأمان... إلا نظرة الخادمة.
خرجت أيلا من المنزل بخطى هادئة، عبرت الرصيف دون أن تلاحظ الخادمة التي تراقب حركاتها، وما إن ابتعدت أيلا حتى أسرعت إلى الباب، أخرجت مفتاحاً، ودخلت بصمت كأنها تعرف كل ذرة في المكان.
دقائق مرّت وهي تتنقّل في أرجاء البيت.
صعدت السلالم حتى وصلت إلى غرفة النوم، أخرجت كيساً بلاستيكياً وبدأت تفتح الأدراج، أخذت كل شيء يبدو مهماً، لمحت هاتفاً على الطاولة ووضعته في الكيس أيضاً.
ثم... أخرجت هاتفها وبدأت تلتقط بعض الصور.
تلتقط. تحفظ. تنسخ. تلتقط مجدداً.
عندما انتهت من عملها خرجت من المنزل بهدوء وسارت حتى وصلت إلى السيارة البيضاء المركونة في جانب الطريق.
فتحت باب السيارة، وأنفاسها لاهثة ، لا من الجهد، بل من الشعور بأنها انخرطت في شيء أكبر منها.
جلست بجانب هيلين، وقالت بصوت ثابت:
"تمّت المهمة. أحضرت كل شيء."
أخذت هيلين الكيس البلاستيكي بهدوء، وقالت بابتسامة ثقة يشوبها شيء خفي:
"أحسنتِ صُنعاً، روشا."
ثم حرّكت السيارة بعيداً عن المنزل.
༺━━━━༻
في مساء نفس اليوم، حوالي الساعة الثامنة، كانت صوفيا في غرفتها ، تمسك بهاتفها باحدى يديها و عيناها لا تبرحان الشاشة التي يظهر عليها نافذة تحميل ثقيلة .
كانت الغرفة نصف مظلمة، وضوء الشاشة ينعكس على وجهها الصغير المُتجهم ، ويتصل بطرف هاتفها فلاش ميموري أسود ، بينما تمسك يده الاخرى بورقة مطوية بإحكام.
ومضت لقطة سريعة في عقلها عندما كان دانيال وإيثان يتحدثان ذلك اليوم.
همست لنفسها: "لا يمكنني أن أترك الأمر يكبر أكثر من هذا."
أغلقت عينيها، وأخذت نفسًا عميقًا، ثم أخرجت الفلاش. وأمسكت به بيد واحدة مع الورقة، ووضعتهما معًا في جيب سترتها. وقبل أن تغادر لمحت علبة علكة قديمة على طاولة.
أسرت وهي تضعها في جيبها الآخر: "العلكة تفيد في إبعاد التوتر."
سارت في الطابق العلوي في المنزل الفخم، مرتدية كنزة زرقاء ضخمة وسروالًا رياضيًا بألوان فاقعة، وشعرها غير مصفف تمامًا، لكنها تضع شريطًا ورديًا عليه ليبدو مظهرها مقبولًا.
وصلت إلى غرفة عمها أخيرًا، وعندما كادت تطرق الباب سمعت بعض الكلام الذي لم يكن عليها سماعه....
كان فيكتور قد دخل الغرفة للتو، مفاتيحه تصطكّ وهو يضعها على المنضدة. يخلع سترته، يتحرك كعادته بثقة متسلطة، لكن عينيه تصطدمان بنظرة هيلين الثابتة. تجلس في زاوية الغرفة، على كرسي بجانب طاولة صغيرة فوقها أوراق وصور وهاتف مفتوح.
قالت هيلين بهدوء غريب: "عدت باكرًا اليوم."
رد فيكتور وهو يتابع خلع سترته:
"ألم تكن تلك رغبتكِ؟ كنتِ تبدين منزعجة البارحة من تأخري؟ ما بكِ جالسة بهذا الشكل؟"
نهضت هيلين بهدوء دون أن تحيد بنظرها عنه:
"لم أكن بحاجة لوجودك... كنت أخشى أن تكون مع شخص آخر، لكن بما أنك هنا الآن، فلنؤدِّ هذا المشهد كما ينبغي."
قال باستغراب: "ماذا تقصدين؟"
ردت وهي تشير إلى الطاولة: "تعال انظر بنفسك."
رمقها بنظرة حيرة ثم تقدم بخطوة، وأخذ يحدق في الصور والرسائل المطبوعة.
قال بصوت غليظ:
"ما هذا العبث، هيلين؟ تتجسسين عليّ؟!"
لم ترد عليه ببسمة، بل سحبت صورة وألقتها أمامه صورة لأيلا تقف أمام نافذة منزلهم البحري وفي يدها كأس زجاجي.
اتسعت عيناه قليلًا من الدهشة، قالت هيلين: "ماذا حصل يا فيكتور؟ هل أكل القط لسانك؟"
تابعت وهي تتأمل وجهه المندهش: "أخبرني الآن، هل ذهبت إلى المستودع البارحة حقًا؟ أم كنت معها هناك؟"
خرج فيكتور من دهشته، برر وهو يحاول أن يتحكم في نبرة صوته: "الأمر ليس كما تظنين، أعطيتها المنزل لأن ريبيكا أحرقت منزلها."
ردت هيلين بصوت منخفض لكن مشبع بالقوة: "لا أصدق أي كلمة تخرج من فمك."
رد بنبرة بطيئة وغليظة: "أنا لم أخنك يا هيلين. أنا رجل يحمل دمًا في عروقه، ما خنتك يومًا، وما بخستك لحظة من احترامي."
ردت بنبرة حانقة: "إذا كنت بريئًا... فدافع كما يليق برجلٍ لا يملك سوى شرفه ليريه!"
رفعت هاتفًا من على الطاولة وألقته إليه صارخة: "ماذا يعني أن تشتري لها هاتفًا؟! وتخرج بطاقة ائتمان ذهبية باسمها؟! ماذا تريد مني؟ أن أراك معها في سرير لأقتنع أنك تخونني؟!"
انفجر فيكتور بصراخ هز الأرجاء: "هذه الأشياء لا تدل على شيء، هيلين! لا وقت لدي لمسرحيات الغيرة هذه! لو شككتِ بي، فالمشكلة بكِ، ليست بي!"
"اخفض صوتك" قالت وهي تنظر إليه بطرف عين، تابعت: "إياك أن تجرؤ على رفع صوتك أمامي."
خلعت الخاتم من إصبعها ببطء، ووضعته على طاولة بين تلك الصور.
قالت كلمات سامة كالخنجر: "لست امرأة تُهان وتَسكت يا فيكتور."
تابعت بكبرياء: "سآخذ كل شيء منك ، كل عقارك، وكل فلس تملكه... وسأحرص على ألا ترى وجه ابنتك مجددًا."
ثم أدارت ظهرها وسارت نحو الباب تاركة فيكتور يستشيط من الغيظ هناك.
كانت صوفيا واقفة أمام الباب عندما سمعت وقع الخطوات. أسرت: "يا إلهي!"
نظرت يمنة ويسرة ثم تحركت سريعًا لتختبئ خلف أحد الجدران.
ولحسن حظها، عبرت هيلين من جانبها نحو السلالم دون أن تلمحها، حينها أخذت صوفيا نفسًا.
سمعت صوت هيلين من الأسفل تقول لإحدى الخادمات أن تجهز لها أغراضها وأنها يجب أن تغادر قبل حلول الصباح، كان صوتها عاليًا حتى إن كلامها يسمع بوضوح من هنا.
علقت صوفيا: "ما الذي يجري في هذا المنزل؟! لوكاس يكون ابن عمي فيكتور فجأة! والآن عمي يخون زوجته!"
تنهدت بتعب ثم همست وهي تنظر إلى جيب سترتها: "ماذا سأفعل الآن، لا يمكنني أن أخبر عمي وهو بهذه الحالة."
صمتت للحظات ثم خطر شيء على بالها.
قالت: "لوكاس! يمكنه مساعدتي!"
༺━━━━༻
أصبحت الساعة التاسعة والنصف بالفعل.
في صالة منزل كلاود، كانت الإضاءة خافتة، رائحة النبيذ تملأ المكان، وكأسان نص ممتلئين على الطاولة أمام كلاود ودانيال. كلاود يجلس كما اعتاد، يده تمسك الكأس دون أن ترفعها كثيرًا، والجبيرة قد نزعت من يده.
أما دانيال، فكان يبدو أكثر ارتخاءً... لكنه ينظر بين الحين والآخر نحو النافذة.
باغته كلاود: "أتنتظر أحدهم؟"
دانيال متفاجئ: "عفوا؟"
كلاود: "تنظر كثيرًا إلى النافذة، أتنتظر قدوم أحدهم؟"
رد دانيال بهدوء وهو يأخذ الكأس من الطاولة: "أعجبني المنظر فحسب."
عمّ الهدوء مجددًا، فقط الكؤوس تتحرك وصوت شربهما.
وفجأة بدأت تُسمع صوت خطوات خفيفة من العلية.
كانت كلارا بدأت تنزل السلم ببطء، ترتدي ثوبًا بسيطًا، وشعرها البني منسدل بعفوية. بدت وكأنها لا تدري بوجود أحد، بقيت لا ترى ولا يسمع سوى خطواتها حتى وصلت إلى الدرجة الثالثة.
هناك توقفت فجأة، عيناها التقت بعيني دانيال.
تجمدت كلارا في مكانها، وبيننا دانيال رفع نظره متفاجئًا للحظة، ثم خفضه بسرعة. لم يقل شيئًا، لكن النظرة حفرت.
أخذت كلارا تعود للخلف دون أن تنبس بحرف… عادت إدراجها بهدوء حتى طورت عن الأنظار وبدا صوت خطواتها المتسارعة يختفي.
بقي كلاود ينظر إلى السلم، لكنه لم يتحرك. شفتاه لم تهمسا بشيء... لكن عينيه كانتا قد رصدتا كل شيء.
قال وهو ينهض: "ابقَ عندك، سأعود فورًا"، واتجه إلى السلم.
تأكد دانيال من اختفاء أثر كلاود، حينها أخرج هاتفه الذي كان يرن منذ دقائق.
صرخ إيثان: "إنني أتصل بك منذ فترة، أيها الأصم!" وأضاف بهدوء: "كيف الأمور عندك في الداخل؟"
دانيال: "كنت محقًا، الفتاة موجودة في العلية."
قال إيثان: "تابع البقاء هناك، سأأتي قريبًا."
كان يتكلم إيثان وهو واقف على إحدى الأرصفة الفارغة وبيده سلاح ذو صوت مكتوم.
نظر إلى الأرض ليرى ما صنعه بيده، كانت غريس مرمية على الأرض، وجهها ملتصق بالرصيف، وجسدها ينزف بشدة.
قال بابتسامة: "سيحين دورك قريبًا يا كلاود."
༺━━━━༻
كانت كلارا في غرفتها، تتنفس ببطء، وتجلس على حافة السرير، تضع يدها على صدرها وتلهت بخفة من خطواتها المتسارعة.
عندما هدأت أخيرًا، طُرق الباب فجأة.
انتفضت قليلًا، ووقفت بسرعة، أخذت تسدل خصلات شعرها وترتّب أطراف ثوبها.
أخذت نظرة سريعة في المرآة، ثم تتنفس بعمق.
قالت: "تفضل..."
انفتح الباب ليظهر كلاود، يقف هناك دون تكلف، شعره مبعثر قليلًا، ورائحة خفيفة من الشراب ترافق حضوره. كان يبدو مرتاحًا، بالأحرى مرتاحًا أكثر مما ينبغي.
نظر إلى أرجاء الغرفة بعينين ناعستين، لكنه لم يجرؤ على دخولها، بل بقي واقفًا عند الباب، واكتفى بالاتكاء بركن الحائط.
قال: "غريس خرجت لبعض الحاجيات… أكنتِ بحاجة لشيء قبل قليل؟"
نظرت كلارا إليه للحظة ثم خفضت نظرها قائلة: "أوه... لا، لا شيء، شعرت بالملل فحسب وفكرت بالنزل، شكرًا لك."
حصل صمت صغير بعد تلك الكلمات، صمتٌ ثقيل بالنسبة لها، عادي بالنسبة له.
وقعت عينه ناحية النافذة ليلمح سيارة سوداء في طرف الشارع.
دخل كلاود إلى الغرفة، اتسعت عينا كلارا، بدت تسمع نبضات قلبها، كانت كل خطوة منه تجعل دقات قلبها تعلو، وعندما أصبح قريبًا منها، أمالت جسدها إلى الخلف قليلًا فذلك القرب كان كثيرًا عليها.
أسرت: "لما....."
أبعد كلاود الستار خلفها ليرى السيارة بشكل أوضح، شعر بأنها مألوفة له.
أسَر: "أين رأيتها يا ترى؟"
كان جدًّا قريبًا منها، كان يحدق في نافذة خلفها دون أن يعي بها، لكن كلارا كانت واعية به بشدة، كانت تتأمل رقبته البيضاء وعينها تتحركان شيئًا فشيئًا حتى وصلت إلى زر قميصه العلوي، كان مفتوحًا وترى شيء يسيرًا من صدره، أبعدت عينيها سريعًا، لم تعلم إلى أين تنظر، كل ما يهم الآن هو ألا تنظر إليه.
أبعد كلاود نظره عن النافذة وانتبه إلى كلارا أسفلها. لم تكن تبدو بخير أبدًا، كانت أنفاسها مضطربة وبشرتها باهتة.
ابتعد عنها قائلاً: "هل أنت بخير؟ وجهك يبدو شاحبًا؟"
أجبرت نفسها على الرد بصوت منخفض: "أوه... لا، لا شيء. أنا بخير تمامًا."
قال: "إذا سأعود إلى الأسفل..."
أومأت كلارا برأسها، ثم خرج كلاود وأغلق الباب خلفه.
كانت كلارا تنظر إلى الأرض وهي تسمع صوت خطواته تبتعد، لم تجرؤ على رفع عينيها، إنها تعرف تمامًا ما خطبها، إنها تحب أن تنظر إلى وجهه، إلى جسده وتشعر بشعور غريب عندما يكون قربها. كلارا أقرت الليلة أنها واقعت في حب كلاود وبشدة.......
༺━━━━༻
أخذت صوفيا تمشي على أطراف أصابعها، وكأنها في مهمة سرّية.
في يدها الورقة مطوية، وفي الأخرى فلاش ميموري صغير، وبين شفتيها حبة علكة تتحرك بنشاط.
همست لنفسها: "خطوة واحدة للداخل… أرمي الرسالة… وأهرب كأن شيئًا لم يكن. تمامًا مثل عميل مزدوج، لكن أجمل."
أدخلت نصف جسدها إلى غرفة لوكاس المفتوحة لتتأكد من غيابه، كان الظلام حالكًا لكن لم ترَ أحدًا، دخلت بهدوء نسبي… اقتربت من الدرج… ووضعت الورقة بخفة بجوار الفلاش… ثم استدارت، وعندما خطت أول خطوة خارج الباب سمعت صوتًا من الجهة المقابلة :
"هل تتدربين على السرقة؟ أم هذه محاولة لزرع كاميرات تجسس في غرفتي؟"
تتجمد صوفيا للحظة… لم تستدر حتى، بل حاولت الهرب ، لكن لوكاس أمسكها من ياقة سترتها.
قالت متذمرة وهي تحاول الإفلات:
"ألا تعرف أن مداهمة الناس في غفلتهم جريمة ؟"
لوكاس وهو يرفع إحدى حاجبيه:
"باي طريقة يجعلك هذا بريئة؟"
أخذ يجرها نحو غرفته وهو يقول: "أي مصيبة وضعتِ يا ترى؟"
صرخت: "افلتني!"
لمح الورقة والفلاش على الدرج فقال: "ما هذا؟"
قالت: "افلتني وسأخبرك بكل شيء."
أفلَت لوكاس ياقة سترتها، وضعت يديها على خصرها، محاولة أن تحتفظ بما تبقى من كرامتها.
صوفيا: "كنت ستعرف على أي حال من الأدلة، لكن بما أنك أمسكتني متلبسة اجلس، واصغِ إلي جيدًا."
على رغم من فارق الطول بينهم، كانت صوفيا متناسية أنه يكبرها ببضع سنوات لتتكلم معه بهذا الأسلوب.
رد لوكاس بجدية: "تحدثي بينما أنا لطيف معك."
تقشعر جسدها قليلًا لكنها ابتسمت وكأن تهديده لم يعني شيئًا لها، أشارت إلى الفلاش، وقالت بأسلوب صاخب:
"هذا يحتوي على تسجيل لما رأيته. دانيال صديق أخي المقرب… التقى بالخال إيثان البارحة."
لوكاس: "ومن يكون دانيال هذا؟"
أخذت مستاءة من عدم فهمه: "سحقًا، كيف لا تعرفه! إنه من أحرق مستودع عمي وألقى اللوم عليك!"
ارتفع حاجب لوكاس باهتمام، فتابعت صوفيا بحدية تتسلل إلى نبرتها:
"هو ليس مجرد صديق لكلاود يا لوكاس.
تقرب من أخي كجزء من مهمة، إنه عميل مزدوج للشرطة الخاصة."
صمت لوكاس… وبدا وجهه يتغيّر شيئًا فشيئًا.
قال: "منذ متى وأنتِ تعلمين بهذا؟"
أجابت وهي تحك رأسها مع ابتسامة لتخفي غضبها: "ليس بعيدًا." نظرت في عيني لوكاس حتى اختفت الابتسامة من وجهها.
اعترفت: "حسنًا، أعترف، ربما شهر أو أطول."
༺━━━━༻
نزل كلاود من الطابق العلوي. أخذ يمشي نحو دانيال قائلاً: "هل ستبقى أكثر؟ سأحضر المزيد من الشراب."
أومأ له دانيال بهدوء، وقبل أن يتوجه كلاود نحو المطبخ، قطعه رنين الهاتف.
مد كلاود يده ببطء، أمسك الهاتف، رمق الشاشة بعينٍ مشوبة بالحيرة، ثم ردّ دون أن ينطق.
قال لوكاس من الطرف الآخر:
"كلاود... دانيال عميل مزدوج، يعمل مع الشرطة، هو من أحرق المستودع وألقى اللوم علي..."
صمت كلاود، ومال بنظره نحو دانيال الجالس على الأريكة. كانت ملامحه هادئة لكنها لم تخفِ الصدمة.
تابع لوكاس: "إنه يخطط لشيء مع دانيال، لا أدري ما هو لكن ربما تكون مستهدفًا."
تابع كلاود الاستماع؛ كان يحاول أن لا يفعل، لكن عيناه انزلقت نحو الدرج الخشبي حيث يوجد سلاح صغير مخبأ في الزاوية.
رأى دانيال تلك النظرة، وفهم كل شيء.
ركض كلاود نحو الدرج بينما انقض عليه دانيال.
سقط الهاتف من يد كلاود، كانت المكالمة لا تزال تجري. صراخ مكتوم، ارتطام جسد، وصوت ضربات وخطوات.
أغلق لوكاس المكالمة وأخذ سترته على عجلة.
سألت صوفيا: "ما الذي حصل؟ إلى أين ستذهب؟"
رد وهو يخرج من الغرفة: "إلى كلاود، يبدو أن دانيال عنده."
تبعته قائلة: "انتظرني، سأتي معك..."
༺━━━━༻
كان كلاود على الأرض ودانيال فوقه يخنقه بكلتا يديه.
قال كلاود بصوت مختنق: "كنتَ مثل أخٍ لي..."
رد: "أنت مجرم وليس لي علاقة بك."
لم تكن سوى ثوانٍ حتى دخل إيثان من الباب وهو يلهث.. لم يتوانَ للحظة بل انضم إلى دانيال دون كلمة، وأخذ يوجه ركلة تلو الأخرى لكلاود.
ابتعدا عنه عندما فقد وعيه وهما يلهثان.
قال إيثان: "لماذا لم ترسل إشارة؟ لمَ بدأت المهمة من دُونِي؟"
دانيال: "هذه ليست مشكلتنا الآن، سأجهز السيارة وأنت احضر الفتاة."
༺━━━━༻
كانت كلارا في الأعلى، مستلقية على سريريها بهدوء محاولة النوم.
بدأت رائحة عرقٍ تتسلل من أسفل الباب، وصوت خطوات تقترب. ثم فُتح الباب فجأة.
رفعت رأسها لترى إيثان يقف هناك، يلهث.
أخذ يقترب منها قائلاً: "ها أنتي ذا..."
فزعت كلارا وأخذت تسحب نفسها إلى طرف السرير.
مدّ يده وأمسك معصمها قال بصوت خفيض لكنه مشبع بالوعيد :
"انتهى وقت الاختباء ."
سحبها بعنف وهي تصرخ ، فايثان لا يحترم النساء ابدا . نزل من السلم بسرعة متهورة وهو يطرها بعنف ، حتى لمحت كلاود مرميًا على الأرض، حاولت أن تتجه إليه لكن إيثان سحبها إلى الخارج.
خرج بها إلى سيارة سوداء مغلقة، رماها الى المقعد الخلفي واغلق عليها الباب بيننا ركب هو في المقعد الامامي .
نظر دانيال الجالس على مقعد القيادة الى كلارا من المرآة ثم حرك السيارة .
بعد بضعة مترات استرخى ايثان ، فتح زجاج النافدة واتكى عليها .
اخد نفسا عميقا ثم قال مستشعرا لذة النصر : " اريد ان ارى تعابير وجه كلاود عندما يستيقط "
لم يدم فرحه طويلا ، فقد خرج دانبال بسيارة عن طريق فجاءة .
قال ايثان : " ما لذي تفعله هذا ليس طريقنا ؟ "
كانت هناك مجموعة من سيارة الشرطة في طريق الجديد ، كانو مرتصين وكانهم ينتظرون مهمة ما .
قال ايثان : " هل جننت ؟ ، عد الى ال طريق السابق ، الشرطة ستمسك بنا .... ..... "
نظر دانيال اليه بابتسامة خفيفة ، وفهم إيثان كل شيء .
قال : " انت شرطي اليس كذلك ؟ "
༺━━━━༻
بعد وقت قصير... في شارع قريب من منزل كلاود، ترجل لوكاس من سيارة والده، وأخذ يركض نحو منزل كلاود، كذلك فعلت صوفيا من بعده.
بينما تحاول أن تتبعه إذا بعينها تقع على شيء مروع على قارعة الطريق.
تجمدت صوفيا للحظة وسارت نحو المنظر ببطء وهي تتمنى أن لا يكون حقيقيًا، ولكن عندما اقتربت بما فيه الكفاية تأكدت أنها جثة غريس مرمية على الأرض.
كان وجهها قد اختلط بالدم، شعرها مبعثر ، وجسدها لا يتحرك.
أمسكت صوفيا بفمها وصرخت بأعلى صوتها من هول المنظر.
استدار لوكاس قائلاً: "ما خطبك؟!!!!! لماذا تصرخين؟!!!!"
عندما رأها جامدة هناك تنهد وعاد إليها، لينصدم هو الآخر برؤية جثة غريس.
قال: "يا إلهي...."
صرخت صوفيا: "من فعل هذا؟!"
لوكاس: "لا أعلم، ما أعرفه أن علينا أن نخرج كلاود وكلار..."
قطعت صوت صفارات كلامه، كانت سيارة الشرطة تأتي من جهة المقابلة نحوهم.
اتسعت عينا لوكاس وتراجع خطوة للخلف قائلاً: "لنعد إلى السيارة....."
صاحت صوفيا: "ماذا عن كلاود؟"
توجه نحو السيارة قائلاً: "لا أدري." تابع وهو يفتح الباب: "إذا بقينا هنا سيمسكون بنا أيضًا!"
༺━━━━༻
تعليقات
إرسال تعليق