كان يا مكان قلب منهار ١٤

الجزء الثاني الشمال البهي


 [الفصل الرابع عشر]





جريدة شائعة اليوم

 احذروا العروس الملعونة  

      بقلم كريستوف نايتلينجر



سمعت شائعة تقول إن "إيفانجلين فوكس"، المنقذة المحبوبة من الجنوب، ليست السيدة الشهيرة الوحيدة التي حضرت إلى فاليندا. يبدو أن "ماريسول تورمالين"، العروس الملعونة سيئة السمعة، جاءت لتفسد احتفال "الليلة التي لا تنتهي".


فرصة إيفانجلين للفوز بقلب الأمير أصبحت مهددة بعد ما حدث الليلة الماضية. ويبدو أن ماريسول تغار منها بشدة، لدرجة أنها عازمة على تدمير أي فرصة لإيفانجلين في الزواج من الأمير لتصبح ملكتنا القادمة. مصادرنا رصدت ماريسول اليوم وهي تتجول في محلات السحر الراقية، تبحث عن طريقة لتحويل إيفانجلين إلى حجر مرة أخرى.


من المؤكد أن العروس الملعونة ستحضر احتفالات الليلة. إذا رأيتها... فاحذر.


(تابع في الصفحة الثالثة)




قامت إيفانجلين بتمزيق الورقة.

لماذا قد يعطيهم أحدٌ هذا؟ لم تصدق أن هناك من كان قاسيًا بما يكفي ليدس هذه الورقة تحت الباب. وكانت حزينة لأن الأكاذيب عن ماريسول وصلت إلى هنا أيضًا.


ماريسول كانت قد خرجت بمفردها في وقت سابق من اليوم. وحتى لو دخلت محلًا للسحر كما ادعى كريستوف، فلا بد أن ذلك حدث بالصدفة؛ ربما ظنت أنه متجر لوصفات غريبة. ماريسول كانت تخاف من السحر بشدة لدرجة أنها لم تكن تجرؤ على دخول متجر الفضول في بلدها.


قالت ماريسول وهي تنهار على كرسي على شكل صدفة، وتبدأ بفك أزرار قفازها الحريري الطويل:  

"لا أستطيع الذهاب الآن."

"توقفي " 

أمسكت إيفانجلين بيد أختها غير الشقيقة قبل أن تمزق الأكمام تمامًا.  

"الجميع يعرف أن صحف الفضائح غير صادقة. أنتِ قلتِ ذلك بنفسك اليوم. الناس يقرؤونها للتسلية، لا ليعرفوا الحقيقة."


ماريسول تأوهت وقالت:  

"لكن الناس ما زالوا يصدقونها. دائمًا ما يكون هناك جزء صغير من الحقيقة يجعل الأكاذيب تبدو واقعية. إذا ذهبت الليلة كما تقول الصحيفة، سيظن الناس أن كل ما كُتب عني صحيح."


"إذن أثبتي العكس. عندما تظهرين الليلة ولا أتحول إلى حجر، سيعرف الجميع أنكِ لا تحاولين لعني."


"وماذا لو حدث شيء سيئ آخر، واتهموني به؟"


أرادت إيفانجلين أن تطمئن أختها بأن لا شيء سيئ سيحدث في احتفال "الليلة التي لا تنتهي"، لكنها لم تملك وعدًا كهذا ، سيكون هناك الليلة......


قالت بهدوء:  

"لو حدثت كارثة بالفعل، فسيكون من الأسهل اتهامك إن لم تحضري. من السهل شيطنة الظلال، لكن من يراكِ سيعرف كم أنتِ طيبة ولطيفة ومتفهمة."


ماريسول تنهدت وقالت وهي تمسح أنفها:  

"أعتقد أنكِ تثقين بي أكثر مما ينبغي. دعيني أبقى هنا. فستانك يجعلك تبدين كأميرة، وإذا أخذتني معك، سأدمر فرصك الأخيرة لتصبحي واحدة. لا أحد يريد أختًا ملعونة كزوجة مستقبلية."


"أنتِ لستِ ملعونة. وأنا لا أهتم بما سيحدث مع الأمير."  

كانت إيفانجلين على وشك أن تقول إن فرصها مع "أبولو" أصبحت ضعيفة بعد ما نُشر عنها صباحًا، لكنها لم تصدق ذلك فعلاً. كانت تؤمن بأنها ما زالت تملك فرصة مع أبولو، أو مع نهاية سعيدة أخرى رائعة، وكانت تؤمن بنفس الشيء لماريسول أيضًا. 


كانت الشائعات والأكاذيب التي نُشرت عن ماريسول تؤلمها، لكنها فكرت أنه لو ظهرت هي وماريسول الليلة معًا، مبتسمتين وسعيدتين ودون أي أثر للخوف، فسيرى الناس الحقيقة وسيتوقفون عن تصديق تلك الأكاذيب.


قالت إيفانجلين:  

"أحد الأسباب التي جعلتني أوافق على هذه الرحلة هو أنني أردت أن آخذكِ معي. ظننت أنه لو جئتِ معي، فقد تستعيدين ثقتك بنفسك وربما تبدأين من جديد. احتفال 'الليلة التي لا تنتهي' ليس مجرد حفلة راقصة، إنه فرصة للدخول في قصة خيالية، لتغيير مسار حياتكِ، والعثور على فرص يبحث عنها البعض طوال حياتهم. هذه الليلة هي فرصة لتعيدي تعريف نفسك، لتبهري كل من يراكِ، وتثبتي لأي شخص صدّق صفحات الفضائح أنكِ لستِ غيورة لدرجة أنكِ خططتِ لسحري وتحويلي إلى حجر."


ضحكت ماريسول بخفة وهي تمسح أنفها:  

"عندما تقولينها بهذه الطريقة، أبدو قوية جدًا."


بدأت تتراجع عن قرارها. نبرة صوتها أصبحت أخف، وظهر لون وردي جميل على وجنتيها.  

"سأذهب معكِ إلى الحفلة، لكن فقط لأن فكرة أنني قد أفسد فرصكِ تبدو سخيفة، خاصة وأنتِ تبدين بهذا الجمال. أراهن أنكِ ستتلقين خمس عروض زواج قبل أن يختار الأمير شريكته الأولى للرقصة."  

ثم مدت إصبعها المغطى بالقفاز ولمست واحدة من مئات الزهور الحريرية التي تزين فستان إيفانجلين.


"أوه لا!" تمزقت زهرة بنفسجية صغيرة بين أصابع ماريسول.  

"أنا آسفة جدًا—"


قالت إيفانجلين بهدوء:  

"لا بأس، لن يلاحظها أحد."  

كان هناك الكثير من الزهور على الفستان، ومن الصعب أن يلاحظ أحد غياب زهرة واحدة. ومع ذلك، عادت عينا إيفانجلين إلى الجزء الممزق من التنورة حيث كانت الزهرة. ظهرت خمسة خيوط بنفسجية سميكة، لم يكن من المفترض أن تنقطع بسهولة.


هل يمكن أن تكون ماريسول قد مزقتها عن قصد؟


حاولت إيفانجلين أن تطرد هذه الفكرة البغيضة من رأسها فورًا. هذا الشك لم يكن منها، بل من تأثير مقال كريستوف عليها.


بدأت بعض الشكوك القديمة تعود إلى ذهن إيفانجلين، تلك التي حاولت أن تتركها خلفها في الجنوب. ماريسول لم تكن عدوتها، ولم تكن لتؤذيها عمدًا أو تتعمد إفساد فستانها.


لكن شك إيفانجلين كان مثل الملح—كمية صغيرة منه تكفي لتغيير طعم أفكارها. تذكرت كيف خيّم الحزن على وجه ماريسول بالأمس بعد أن قرأت صحيفة الفضائح التي وصفت إيفانجلين بأنها من المرشحات المفضلات. وتذكرت أيضًا أن ماريسول خرجت وحدها في وقت سابق من ذلك اليوم. كانت إيفانجلين لا تزال تريد أن تصدق أن دخول ماريسول إلى محل السحر كان بالخطأ، لكنها تساءلت: ماذا لو كانت ماريسول تشعر ببعض الغيرة؟ وماذا لو دفعتها تلك الغيرة إلى دخول المتجر رغم خوفها من السحر؟


"سيداتي، هل أنتما جاهزتان؟ حان وقت الذهاب!"  

جاء صوت فرانجيليكا المرح مع طرقتين خفيفتين على الباب.


وبعد دقيقة، خرجن جميعًا من النزل، متجهات نحو عربة تجرها أربعة خيول سوداء، داكنة مثل الشكوك التي ما زالت تلتصق بإيفانجلين. لم تكن تريد أن تظن الأسوأ في أختها غير الشقيقة، لكن الحقيقة أن ملاحظات كريستوف عن إيفانجلين في الليلة الماضية كانت دقيقة إلى حد كبير، لذا من الممكن أن يكون ما كتبه عن ماريسول صحيحًا أيضًا.


قالت إيفانجلين وهي تتوقف قبل أن تصعد إلى العربة:  

"أنا آسفة... يبدو أنني نسيت قفازي في الغرفة. سأعود حالًا."


ركضت إيفانجلين عائدة إلى النزل وصعدت الدرج بسرعة، متناثرة بين طبقات التنورة المزينة بالزهور التي لم تكن مصممة للجري. كانت بحاجة لأن تكون سريعة، وبحاجة لأن تتأكد من أن ماريسول لن تلحق بها. وإن كانت مخطئة بشأن ماريسول—وإيفانجلين كانت شبه متأكدة أنها مخطئة—فهي لا تريد أن تراها ماريسول وهي تفتش غرفتها بحثًا عن كتب السحر. لو علمت ماريسول أن حتى إيفانجلين بدأت تصدق ما كتبه كريستوف نايتلينجر، فسيحطمها ذلك.

عندما عادت إيفانجلين إلى الجناح، مرّت بجانب طاولة غرفة الجلوس حيث كانت قد تركت قفازيها عمدًا، ثم توجهت مباشرة إلى غرفة ماريسول. كانت النار ما تزال مشتعلة في المدفأة، تنشر ضوءًا دافئًا على غرفة نوم تشبه غرفة إيفانجلين تمامًا، باستثناء رائحة الفانيليا والكريمة التي كانت تميز أختها غير الشقيقة دائمًا.


وجدت كتبًا، لكنها لم تكن تبدو سحرية. الكتب الوحيدة التي رأتها إيفانجلين كانت مجموعة من كتب الطبخ الوردية الجميلة على الطاولة الجانبية، ومنها:


- وصفات من الشمال القديم: مترجمة لأول مرة منذ خمسمئة عام  

- كيف تخبز مثل عفريت المعجنات  

- الملح الحلو: المكوّن السري لكل شيء


"إيفانجلين—"


توقف الزمن عند سماع صوت ماريسول.


استدارت إيفانجلين بسرعة لتجد أختها غير الشقيقة واقفة عند مدخل الغرفة المستدير.


بدا وكأن الجميع يتسلل إليها اليوم. لا—صححت إيفانجلين نفسها بسرعة. ماريسول لم تكن تتسلل، بل كانت إيفانجلين مشغولة جدًا بالشك فيها لدرجة أنها لم تسمع خطواتها.


"ماذا تفعلين في غرفتي؟" ظهرت تجعيدة صغيرة بين حاجبي ماريسول، وكأنها فاصلة مترددة.


"أنا آسفة—" نظرت إيفانجلين حول الغرفة بسرعة، تبحث عن شيء تقوله.  

"هل رأيتِ قفازي بالصدفة؟"


"هل تقصدين هذين؟" رفعت ماريسول زوجًا من القفازات الكريمية.  

"كانا على الطاولة في غرفة الجلوس."


"يا لي من غافلة." ضحكت إيفانجلين، لكن صوتها بدا غير مقنع، تمامًا مثل ابتسامة ماريسول السابقة.


وتحولت الفاصلة بين حاجبي ماريسول إلى شيء يشبه علامة استفهام. الآن، أصبحت هي من تشعر بالشك. لم يدم ذلك التعبير طويلًا على وجهها، لكنه كان كافيًا ليذكّر إيفانجلين بأنها تخفي أكثر من مجرد سبب دخولها هذه الغرفة. على عكس أختها غير الشقيقة، كانت إيفانجلين تحمل أسرارًا حقيقية تخشى كشفها.


ولو اكتشفت ماريسول تلك الأسرار يومًا، فستتأذى منها أكثر بكثير من أي شك عابر راود إيفانجلين، وقد تُدمّر حياة إيفانجلين بالكامل.


تعليقات

المشاركات الشائعة