مملكة سلفاتيا ٢

 

الفصل [2]

(أميرات لكن منبودات)

اللهم صلي وسلم على نبينا محمد ♡

•**•


بمجرد بزوغ فجر يوم جديد ،و بينما بدأت أشعة الشمس تتراقص في الأفق ، فتحت كلا من الأميرات الثلاث أعينهن.

إيلاف : "سحقا! ، مالذي حصل؟"

رويدا : "مالذي حصل؟؟؟" ، أجبرت رويدا عقلها على أسترجاع أحداث الأمس ، ثم هتفت عندما تذكرت : "أوه، نعم! مادلين قتلت والدنا ثم قامت بخنقنا!!!"

نظرت سارة لأختها إيلاف و سئلت : "كم الوقت الآن؟"

إيلاف : "أنه طلوع الفجر ، يمكنك معرفة ذالك من لون السماء ، الأهم من ذالك أين نحن؟!!!"

وقفت سارة و أخدت تنظر إلى المكان حولها ، فرأت سورا كبيرا ممتد على مسافة عريضة. 

فقالت و الصدمة تعلوا وجهها : "يألهي! أنها الحدود ، نحن خارج المملكة!!!"

فجائتاً تحولت صدمة سارة إلى غضب عارم. ركضت نحو السور و بمجرد أن وصلت إلى البوابة أوقفها أحد الحراس قائلا : "هل لديك تصريح للدخول؟"

صرخت عليه سارة بغضب : "تصريح؟؟؟ ، هل تعرف من أكون يا هذا؟! ، أنا الأميرة سارة!!!"

الحارس : "أوه! ، الأميرة سارة إذا ، أنا آسف لكنك محظورة من دخول المملكة ، إنها أوامر الملكة مادلين"

سارة : "ملكة!!! ، هل عينوها ملكة على المملكة؟؟؟ ، هذا هراء!" ، حاولت دفع الحارس، و هي تصرخ : "دعني أدخل!!!"

صدمت عندما رأت الحارس يشير بسيفه نحوها.

الحارس : "لا أريد إيذائك ، لذا أرجوك غادري"

زاد غضب سارة أضعاف مضاعفة ، و عندما أرادت الهجوم على الحارس أوقفها كلا من إيلاف و رويدا. 

صرخت سارة بغضب : "أبتعدوا عني!!! ، كيف يتجرء على منعنا من دخول مملكتنا؟؟؟ ، إنها بلادنا!!!"

قال الحارس مبررا نفسه : "آسف ، لكن لا أستطيع أدخالكن ، لقد حكم بالأعدام على كل من يسمح لكن بالدخول إلى المملكة"

توقفت سارة عن الهيجان بمجرد سماعها لكلماته. ثم عادوا ثلاثتهن إلى المكان اللذي أستيقظوا فيه أول مرة.

قالت رويدا وهي تبكي بحرارة : "لا أصدق أنها قتلت والدنا ، و منعتنا من الدخول إلى مملكتنا!"

وضعت سارة يدها على كتف أختها الصغرة و قالت : "لا تقلقي يا أختي أعدك أننا سنستعيد العرش منها ، و سنعود إلى مملكتنا ، و نرجع أميرات كما كنا قبل ساعات ، و أقسم ، أقسم بالله أني سأنتقم لأبي من تلك الحقيرة"

إيلاف : "القول أسهل من الفعل ، كيف تخططين لفعل ذالك؟"

سارة : "سمعت أن مملكة أصوان تعد جيشا لغزو مملكتنا"

إيلاف : "نعم ذالك صحيح"

سارة : "سنتنكر و ندعي أننا مواطنون من مملكة أصوان ، ثم تنضم للجيش اللذي سيغزو مملكتنا بعد شهرين"

رويدا : "هل أنت مجنونة!!! ، سيمسكون بنا ، و يعذبوننا ثم سيسلخوننا و يشوهوننا ثم سيطعموننا للكلاب!!!!"

إيلاف : "هذا ما يفعلونه بسكان سلفاتيا العاديين ، ناهيك إذا عرفوا أننا أميرات سلفاتيا!"

سارة : "اهدوء! ، اهدوء! ، لن يعرفوننا سنتنكر"

إيلاف : "لا ، لا إن هذا خطر جدا!" 

رويدا : "و أنا أيضا لا أوافق!"

صرخت سارة قائلتا : "سحقا لكما! ، إذا ترغبان في البقاء هنا و الجلوس ففعلا ، أما أنا سأذهب الى أصوان ، و من تمتلك منكما ضميرا أو كبرياء فالتلحق بي"

بعد جدال ، أستسلمن كلا من رويدا و إيلاف للأمر الواقع ، فركبوا عربة اوصلتهم إلى قرية تقع بالقرب من مملكة أصوان ، و دفعن بحليهن أجر التوصيلة. 

بمجرد دخولهم إلى القرية أخد سكان القرية يحذقون بهن بأستغراب.

رويدا متسائلته : "لما يحدق الجميع بنا؟"

إيلاف: "بالطبع بسبب ملابسنا ، فالناس لا ترى مثل هذه الملابس الفخمة دوما"

سارة: "حسنا ، ابقيا هنا و أنا سأذهب لشراء بعض الملابس"

ذهبت سارة لشراء بعض الثياب ، و بعد غياب دام نصف ساعة عادت مع بعض الأكياس.

رويدا : "أين الملابس؟"

سارة : "لاتقلقي أنها في داخل الأكياس ، و كذالك عثرت على مكان مهجور يمكن لنا المكوث فيه ، أتبعاني!"

أخدتهما سارة إلى مكان متهرهر مصنوع من الخشب يملئه أشباك العنكبوت و الفئران.

رويدا : "يع! ، ما هذا المكان؟"

إيلاف : "أعتقد أنه حظيرة قديمة"

بعثرت سارة محتويات الأكياس قائلتا : "ألقوا نظرة على الملابس ، ستجعلنا نبدوا عاديين كغيرنا من الناس"

أخدت كل من رويدا و إيلاف تتفحصان الملابس...

رويدا : "مهلا لحظة! ، لماذا توجد ملابس أولاد؟؟؟"

سارة : "أممم ، لاتهتمي لها ، أنظري للملابس الأنثوية ، يمكنك أخد ما يعجبك منها"

إيلاف: "سارة لماذا توجد ملابس أولاد هنا؟ ، أجيبي!"

صاحت سارة قائله : "لأننا نحتاج إلى ولد بيننا! ، فأصوان لاتسمح للنساء بالمشاركة في الحروب ، على واحدة منا أن تتنكر على هيئة فتى ، ولا أريد ذالك لكما"

جلست سارة على الأرض وفتحت شعرها الطويل اللذي تدلى إلى الأرض.

سارة : "قصي شعري ، أجعليه يبدو كشعر الأولاد"

إيلاف: "هل أنت مجنونة!!! ، أنا لن أفعل ذالك!"

صرخت سارة قائلتا: "لا بأس إذا ، رويدا قصيه أنتي!"

رويدا : "ح..ح..حاضر!"

أخدت رويدا السكين و قصت شعر أختها حتى أوصلته لأذنيها ، ثم غيرن الثلاثة ملابسهن.

بمجرد أن لمحت رويدا أختها سارة تخرج بملابس الصبية ركضت نحوها و أمسكت بيدها و هي تقول : "لقد أصبح لدينا شقيق!"

إيلاف : "صحيح أنك كنتي مسطحة طبيعيا لكن هذا مبالغ فيه!"

سارة : "أخرسا و أخبراني هل أبدو كصبي؟"

رويدا : "صدقيني لو لم أكن أعرفك لما صدقت أنك فتاة!"

و في اليوم التالي أختبئت الشقيقات الثلاث في عربة للحمولات التجارية ، و بذالك تجاوزوا حدود مملكة أصوان...

سارة : "الأن نحن في أصوان ، و كما أتفقنا سنذهب لخدمة الملك" ، نظرة لأختها الكبرى إيلاف و قالت : "إيلاف أنت ستنضمين للطاقم الطبي ، عليك إجتياز أمتحان الطب"

إيلاف : "لا تقلقي سيكون هذا سهلا علي"

نظرة سارة لأختها الصغرى رويدا ، و قالت : "و أنت ستكونين ضمن الجيش النسائي ، عليك أجتياز أمتحان القبول أيضا ، لاتقلقي رويدا لقد كنتي تتدربين معي و أبي طوال السنين التي مضت ، تستطيعين فعلها"

رويدا : "حسنا ، سأفعل مابوسعي"

سارة : "إذا بدأ من الغد نحن لانعرف بعضنا ، لكي لا يشك بنا أحد ، مهما يحدث إياكم أن تظهروا أ

ن هناك علاقة بيننا ، مفهوم؟"

إيلاف ، و رويدا : "حسنا"

توجه الأخوات الثلاثة نحو معسكر جيش مملكة أصوان اللذي 

يبعد بضع كيلومترات عن القصر الملكي.


•**•


يا ترى ماللذي ينتظر الأميرات الثلاثة في المعسكر؟ ، و هل سيفتضح أمرهن؟....تابع القصة لتعرف😊


تعليقات

المشاركات الشائعة