حرب الممالك | الفصل الثاني

 [الفصل التاني]
 [اعلان الحرب]
 ---------


خرجت كتيبة من مملكة كوسترا بقيادة شقيق الملك تنزن واخذت تتجه شمالا .

عندما عبروا مسافة نص يوم ، بدا لهم سواد عظيم امامهم ، فتوقف تنزن وتوقفت الكتيبة بعده 

اسر : " من هؤلاء ؟ "

اخذ الرجال بين صفوف الكتيبة يتكلمون قائلين :

 " انهم قطاع الطرق ! "

" اجل لقد نهبوا كثيرا من القافلات هنا ! "

" اتمزحون ؟ ، هذا العدد الهائل هم قطاع طرق ؟؟؟ "

" ياعزيزي يبدوا انك لم تسمع بمرتزقة بايرزن " 

" ماذا بايرزن ! "

" سنكون في مشكلة كبيرة ! ، علينا فعل شيء حالا ! "


اخذ الهلع والخوف يدخل بين صفوف الجنود عندما سمعوا بمرتزقة بايرون ، حتى انهم قرروا من تلقاء انفسهم وبداو بالهجوم اولا !

عندما راى تنزن انفعال جنوده قاد حصانه حتى وقف امامهم ثم قال : " ايها الحمقى ! ، هؤلا نورمانديون ! "

توقف الجيش المنفعل عندما سمع ذلك ، حينها اضاف تنزن : " مرتزقة بايرون من اعراق مختلفة ، اما هؤلاء واضح أنهم نورمانديون ! "

تنفس الجنود الصعداء وقال احدهم : " سحقا كدنا نهاجم جنود نورمان للتو "

انتظر تنزن حتى توقفت كتيبة نورمان ، حينها وقف امام قائدهم .

كان ذا شعر اسود وعينين غامقتان و كان بنية جسده تظهر مدى قوته الحربية

تعرف عليه تنزن على الفور فقال  : " الجنرال إدورد ، كيف حصل وأن كتيباتنا تقابلتا ؟ "

اجاب ادورد  : " لا ننوي شيئاً ، نحن متجهون الى الجنوب "

تنزن : " ونحن الى الشمال ، لدى تقابلنا "

لم تبدا محادثهم حتى بدا مجموعة من رجال يخرجون من وراء الاشجار ويهجمون على الطرفين .

اخذ جنود كوسترا ونورمان يقاتلون جنب الى جنب ضد  اولئك الرجال.


بينما الكل مشغول بالقتال والهجوم كان احدهم يخروج بهدوء من احدى العربات وهو يحمل سيف.

قال ليو بعد ان بلع ريقه : " هذا دوري لثبت انني رجل "

احكم ليو مسكته بسيفه ثم اخد يركض  نحو رجال نورمان صارخا : " ساريكم ايها الاعداء ! "

نظر إليه رجل نورمان بستغراب ثم ضرب بسيفه على صدر ليو ليشقه شقا كبيرا.

قال ليو وهو يمسك بصدره : " يالهي .... " ثم سقط ارضا .

قال الرجل بستهزاء : "  يالا قطاع الطرق ضعفاء "

كان تنزن قد استدار بحصانه في تلك اللحظه ، فلمح ابن اخته مرميا على الارض مع دماء تملى صدره.

صرخ قائلا : " ليو !!! "

 تقدم مسرعا وضرب عنق محارب نورمان.

صرخ رجال نورمان : " قائد كوسترا يهاجم رجالنا ! "

ومن هنا تحول الامر الى معركة بين رجال نورمان وكوسترا .

اخدوا يشقون اجساد بعضهم البعض بطريقة وحشية ، فيسقط هذا من فرسه ، وتنقطع يد الاخر ، ويطير راس الثالث.


حمل تنزن ليو ووضعه امامه في فرسه ثم اخذ ينظر الى سير المعركة .

اسر : " انهم يفوقنا في العدد "

صرخ قائلا : " كوسترا انسحبوا ! "

بادر تنزن بالانسحاب  ليتبعه ماتبقى من جنود .


                      *****


عاد تنزن بنصف الكتيبة الى مملكته ثم وضع ليو امام والدته.

قال متاسفا : " اسف يا إيفا ، لا ادري كيف تبعنا "

امسكت إيفا بفمها من الصدمة ثم نزلت لتحتضن جثتت ابنها .


تقدم الملك فرنكوا الى تنزن وقال بهمس : " من فعل هذا ؟ "

اجاب تنزن : " نورمان ، لكن لا اعتقد انهم تعمدوا ذلك "

نهضت ايفا قائلة : " سوى تعمدوا ام لا ، سوف يدفعون ثمن مافعلوا بابني ! "

وقفت امام اخويها وقالت : " ان لم تجعلوا نورمان تندم على قتلها ابني ، فلستم برجال ولا ملوك ! "

التزم تنزن الصمت ، بينما قال فرنكو : " لا تقلقي إيفا ، ستدفع نورمان الثمن "

قل غيطها بعد سمع كلام شقيقها الملك ، ثم عادت لتبكي على جثتت ابنها. 


وهكذا خرج الملك وتنزن من الغرفة واخذا يمشيان. 

قال تنزن : " فرنكو ، لست تفكر بقامة حرب ضد نورمان اليس كذلك ؟ ، "

قال فرنكو : "  ليس لدي خيار اخر "


                       *****


اقيمت جنازة كبيرة لليو ، حضرها جميع افراد العائلا الملكية وكذلك الجنود وبعض السكان.


في نهاية الجنازة وقف الملك فرنكو قائلا : " ليو ابن مارتن ، ابن ذلك الرجل الذي فقد حياته وهو يقاتل ببسالة من اجل مملكتنا ، توفى على ايدي رجال نورمان "

نظر الى الارض ، ووقف لحظت صمت من اجل روح ليو ، وكذلك  فعل جميع العائلة الملكية ، ومن بعدهم جميع الحاضرين .

قال الملك فرنكو بعد ان انتهت لحظت الصمت : " لتمجيد روح مارتن وكذلك ابنه ليو اعلن اننا سنشن حربا على نورمان  ! "

انصعق افراد العائلات الملكية بقول الملك ، بينما اخد الجنود والسكان بلهتاف من الحماس.

اسر تنزن وهو ينظر الى اخيه بحسره : " انت ترتكب خطاء  يا اخي ، ترتكب خطاءٍ كبير "


                         ****


وصلت الاخبار الى مسامع ارغوس  ملك  نورمان ، وهو في قصره الملكي مع ابنه ارثر وزوجته كاميلا .

قال جنرال مارتس وهو راكع على ركبته : " جلالتك ، قيل ان ملك كوسترا ينوي شن حرب علينا لينتقم لموت ابن شقيقته "

اخد الملك ارغوس الجالس على العرش الملكي قضمة من تفاحته ثم وضعها على صينية التي يحملها الخادم.

قال : " انهضوا "

حينها نهض كلا من مارتس و روجر ، وكذلك الجنرال الاعلى إدورد.

قال الملك وهو يتكئ على يده : " إدورد انت كنت تقود الكتيبة التي احتكت برجال كوسترا ، ما رايك ؟ "

تكلم إدورد   : " الامور كله كان سوء فهم ، جنودنا لم يكونوا يعرفون ان الولد هو ابن شقيقة الملك "

همهم الملك ثم وجه نظره الى مارتس وقال : " ماذا عنك مارتس ؟ ، مارايك ؟ "

قال مارتس : " جالالتك ، سنخسر كثيرا اذا دخلنا في حرب مع كوسترا "

نظر الى ابنه روجر ثم قال : " ماذا عنك ؟ "

روجر : "لو نتجنب هذه الحرب قدر المستطاع سيكون جيدا "

اغمض الملك  العجوز عينيه ثم فتحها قائلا : " اذا جميعكم تتفقون بان لا مصلحة لنا بحرب مع كوسترا "

اقترح ابنه : " ماذا اذا دفعنا دية لهم ، وفسرنا سوء الفهم "

تكلمت الملكة كاميلا : " لن يفلح ، سيقتلون رسولنا فحسب "

رفع الملك يده ليشير على جميع ليسكت ، ثم نهض بصعوبة بسبب بطنه الكبير .

قال بعد ان ستوى واقفا  : "  روجر ومارتس ، اذهبا الى مملكة دولفيا ومملكة شو ، اطلبا منهما التوسط بيننا وبين كوسترا ، فهما حليفتان جيدتان لها "

قال كلا من روجر ومارتس : " حاضر جلالتك "

اضاف الملك : " اما انت إدورد ، ابقى في المملكة في حال فكرة كوسترا بتهور "

قال إدورد : " حاضر جلالتك "


                        ***


كانت الاميرة ساندي مغلقتاً على نفسها الغرفة وهي تبكي بحرقة 

قالت : " يالا فمي الاحمق ! ، انا متاكدة انه ذهب الى هناك بسبب ماقلته له "

اخذت تمسح الدموع التي تنهمر وهي تقول : " بماذا كنت افكر عندما تحدث معه بتلك الطريقة !!!! "

حينها طرق احدهم باب غرفتها فجأة ، فمسحت دموعها وقالت : " تفضل "

دخل هاري الى غرفتها ، لتتغير تعابير وجهها من المستاءة الى  متفائلة .

نهضت قائلة : " لاتفف عندك ادخل "

دخل ثم قال وهو يلتفت الى الخلف : " ادخلي "

دخلت بعده ميا وهي تمشي بخطوات هادئه و رايقة. ، حينها عبست الاميرة ساندي.

قال هاري : " تعازي لكي ايتها الاميرة ، سمعت ان ابن عمك كان مقرب لك "

ميا : " تعازي لكي ايضا "

قبلت ساندي تعازيهما بنحناءة راس ثم قالت : " شكرا على اهتمامكما "

هاري : " اعلم انك لستي بمزاج للتكلم لدى سنغادر فورا "

استدار كلا من هاري وميا ليغادرا لكن ساندي امسكت بيد ميا قائله : " ايمكنك البقاء قليلا ، اريد الحديث معك "

نظر ميا وهاري الى بعضهما ثم قالت ميا : " اسبقني يا هاري ساتي بعدك "

وهكدا خرج هاري من الغرفة وبقت ساندي وحيدة مع ميا.

سالت ساندي  : " هل انتي وهاري احباء ؟ "

ميا : " لا يا سمو الاميرة ، اننا نعمل معا  لكي نكسب المال فحسب "

انبعث شيء من تفائل في قلب ساندي فقالت : " حسنا يمكنك الذهاب "

انحنت ميا لها ثم خرجت من غرفتها.

قالت ساندي بحزن : " لو كان ليو هنا ، كنت ساغيضه بهذا "


                   ****


ارسلت نورمان جنراليها لطلب التوسط ، بينما اخدت كوسترا تتجهز بطريقتها الخاصة.

كان الوقت في منتصف اليوم وشمس حارة للغاية في اراضي كوسترا.

قال الحارس : " سحقا ما هذه الحرارة ، اتمنى لو كنت اعيش في نورمان ، فالجو بارد عندهم "

نظر الحارس الى الافق ليرى سواد عظيما يتحرك نحوهم ، حينها نهض ودخل الى بوابة المملكة صارخا : " نورمان قادمون !!!!!!! "

الحرس الاخرون : " ماذا ! "

خرج جميع الحراس ثم قال احدهم : " لننتظر حتى يقتربوا "

الاخر : " اتطلب منا ان ننتظر حتى نموت ، اقول لك نورمان ايها الابله ! "

اخد الحراس في شجار فيما بينهم حتى اقترب ذلك السواد وبانت لهم رايتهم السوداء.

قال الحارس : " هؤلاء ليسوا نورمان ، انهم....."

صرخوا فزعين : " مرتزقة بايرون !!!!!!!!!!! "

دخل الحراس الى البوابه واغلقوها بحكام ثم اخدوا يتتجولون في الارجاء بهلع 

جاء احد الحراس الكبار وقال : " مابكم ؟!!!!! "

قالوا : " مرتزقة بايرون قادمون الى ارضينا ! "

صرخ : " ايها الحمقى ! " ثم تابع بهدوء : " لقد طلبهم الملك فرنكو "

وقف بايرون الذي تغطي خودة حريبة نصف وجهه وتنسدل من فكه لحية سودا امام تلك البوابة الكبيرة وذلك السور العظيم 

قال : " يالا الجبناء ، احطو حددوهم مملكتهم  باسوار "

فتحت البوابة الكبيرة لهم لتتسع لذلك الجيش المؤهول.

قال الحارس : " ادخلوا "

اخذوا يدخلون دفعة تلو الاخرى ، وحراس كوسترا  يحدقون بهم .

كان في صفوفهم من يمتلك البنية القوية ومن يمتلك البنية الضعيفة ، و من هو ابيض ومن هو اسود ، فهذا الجيش يضم اناس من جميع ممالك العالم ، لا يربطهم شبه سوء تلك التعابير الوحشية الخالية من الانسانية على وجههم.

بلع احد الحراس ريقه وقال : " مخيف ! "

ثم لمح شيئا غريبا في ذلك الجيش.

قال : " مهلا لحظه " تابع بعد ان حدق بتمعن : " هناك نساء في صفوفهم ! "

نظر الى تلك المرأتان اللتان تقودان حصانهما بين كومه الرجال 

قال : " في الواقع انهما اثنتان فحسب "


                     *****


لم ياخد الامر منهم وقتا طويلا حتى تغلغلوا في المملكة ،  فاستقر جيشهم في مكان قريب ، بينما تحرك بايرون مع حوالي عشر من رجاله الى القصر الملكي .

قال احد حرس القصر بعد رؤيت هم يدخلون  : " من هؤلاء ؟ ، اشكالهم غريبة "

اجابه زميله : " رجال بايرون ، انهم من اجناس مختلفة "

قال الاول : " ارى ذلك "

وقعت عينيه على شابتين تمتطيان حصانهما ،  فقال : " هاي ! انظر هناك "

اضاف بعد ان التفت رفيقه  : " السنا مثيرات ؟ "

نظر الحارس الاخر بتمعن ليلاحظ ان ملابس القتالية كانت تبرز مفاتنهن .

قال : " هذا بسبب الملابس "

قال الاخر بعبث : " اذا كنت سارى هذه المناظر فلا اريد ان ترتدي نساء مملكتنا الفستاين ابدا "

ترجل بايرون من حصانه  ووقف امام جنرالات الملك. 

قال الجنرال : " يسمح لك بمرافقان فقط "

اسر بايرون بشماته : " جبناء "

ثم صرخ بصوت جهوري دون ان يلتفتت : " إريك و ماثيلدا تعاليا هنا ! "

ترجل شاب شاحب البشرة  فاتح الشعر والعينين من حصانه ، ثم تقدم الى جانب بايرون .

وكذلك ترجلت احدى الشابتين   من حصان ذا لون اسود مثل لون شعرها المربوط الى الاعلى ، 

قالت لزميلتها : " ساشا اعتني بحصاني "

كانت صوتها ونبرتها توحيان بانها منزوعة الرقة والانوثة .

تحركت حتى وقفت الى جانب بايرون و إيريك ثم تقدم الثلاث الى قصر


                     ****


كان الملك فرنكو جالس على عرشه الملكي الى جانب زوجته هيلدا ، بينما كان كلا من ايفا و تنزن واقفين.  

تنزن بنزعاج : " ما شاني انا ؟ منذ متى وانا اتدخل في شؤون المملكة "

سحب تنزن كلامه وغير تعبير وجهه الكسولة عندما لمح ماثيلدا تدخل مع بايرون و إريك.

اصدر تصفيرة ثم همس : " ما هذا ؟! "

لم يسمع تصفيره سوى اخته إيفا ، فعطته نظرة احتقار وقالت : " لا امل منك "

قال متبسما : " امزح فحسب "

تابع وهو ينظر إلى ماثيلدا : " لا نرى نساء يرتدين غير الفساتين والاثواب في العاده  "

قال الملك فرنكو : " بايرون ، يسعدني انك لبيت طلبي "

بايرون : " لا تستعجل ايها الملك ، فانا لم اوفق على طلبك بعد " 

اضاف : " اريد عروضاً يجعلني اضحي برجالي لجعلك تكسب الحرب ضد نورمان "

ابتسم الملك فرنكو ثم قال : " اكتب كل ماتريد ثم ارسلها لي "

ختم بقول : " لا يهم كم ادفع ، المهم هو ان ادمر نورمان "

تعليقات

المشاركات الشائعة