حرب الممالك | الفصل الاول

   [الفصل الاول]   
[ البداية ]
------------


في مملكة نورمان التي هي اقوى مملكة في هذا العصر القديم....

كان الامير ارثر يتمشى في انحاء قصره ، ومن خلفه رجلان يرتديان زي جنرلات

اخد يخطف زهور من تلك الشجيرات وهو يبدوا عليه الملل الشديد

سأل الجنرال مارتس : " لمن الزهور يا ارثر ؟ "

ارثر : " ليس لاحد معين ، ساعطيها لاول شخص يخرج من القصر "

في تلك اللحظة لمح احدى الخادمات تخرج من القصر ، فارتسم على وجهه ابتسامة مضيئة ، ثم تقدم ليمد لها الزهور

اندهشت الخادمة ثم قالت : " ايها الامير ! "

ارثر : " خديها " اضاف وهو يضع واحدة في شعرها : " اعتبريها مكأفأة على عملك المجهد "

ابتسمت الخادمة ثم اخدت الزوهر وغادرت

اصدر  الجنرال روجر تنهيدة ثم قال : " ارثر ، الناس ستطن انك تتقرب من الخادمات "

ارثر : " ليطنو مايريدون ، كل ما اريده هو نشر الابتهاج بين الجميع "

اخدت الخادمة تمشي وهي تشم تلك الزهور العطرة ، حتى اوقفتها احدى زميلتها قائلتا : " هل الامير ارثر من اعطاكي الزهور ؟!! "

هزت الخادمة براسها فقالت الاخرى : " هل هو معجب ؟ "

: " لا ، ليس كذلك "

اشارت  إليه ثم تابعت : " انه يوزع الزهور على جميع "

نظرت الخادمه  إليه لتره  يوزع الزهور على الخادمات الاخريات

قالت : " ها ، ارى ذلك "

: " انه لطيف ويحب الترويح عن الناس "

: " من الذان من خلفه ؟ "

: " هذا الجنرال مارتس ، صديق مقرب الى الامير  " تابعت وهي تنظر الى الاخر : " والتاني هو الجنرال روجر ، اخ الامير ارثر "

قالت بدهشة : " اخ !!! " تابعت : " صحيح انني جديدة هنا لكن لم يسبق لي ان سمعت عن امير اخر للملكتنا"

اجابت : " انه ليس اميرا ، انه اخ ارثر الغير شقيق ،  فالملكة كاميليا لم تنجبه "

فصلت القصه بقول : "كانت الملكة كاميليا والملك ارغوس متزوجان لفترة طويلة ولم يستطيعا الانجاب ، فارادت العائلة الملكية الاطمئنان من ان المشكله ليست من الملك ، لدى استعملوا جارية من اجل هذا الموضوع "

قالت مندهشة : " اتقصدين  ان الجنرال روجر هو ابن الملك ارغوس من جارية ؟!!!!"

هزت الاخرى براسها ثم قالت  : " اجل ،  توفت تلك الجارية بعد شهور من انجابها لروجر ، ثم فاجأت الملكة كاميليا الجميع بانها حبلى ! "

نظرت الخادمة الجديدة اليهما لترى ارثر وروجر يتبادلان اطراف الحديث بوديه

قالت : " يبدوان متناغمين بنسبة لاخوة غير اشقاء  "

ابتسمت الاخرى  ثم قالت : " هذا لان الملك لم يسمح بتفريق بينهما ، فروجر كبر في القصر وعاش على نفس مستوى ارثر ، لكن للاسف ...... "

صمت للحظات ثم تابعت : " ابناء الجاريات لا يحق لهم وراثت العرش ، لدى حرم روجر  من لقب الامير "

اضافت ببتهاج بعد ان رات شابه تخرج من القصر : " لكن الملك عينه جنرالاً رفيع المستوى وحجز له زوجة كذلك "

تقدمت الشابة إليهم الثلاثة فكان ارثر اول المرحبين

قال : " صباح الخير يا زوجة اخي ! "

مد إليها بعض الزهور ثم اضاف : " هذه لك "

اخدتها الانسة ناثليا وهي تبتسم ثم قالت : " صباح الخير ايها الامير "

التفتت الى مارتس وقالت : " صباح الخير يا اخي "

ثم التفتت الى خطيبها اخيرا ، وقالت بكل رسمية : " صباح الخير روجر "

هز روجر براسه لها ثم قالت : " كنت ساقضي معكم وقتا اطول لكن لذي بعض الاشغال "

روجر : " لا عليك "

عندما ذهبت الانسة ناثليا تكلم ارثر قائلا : " يالهي ماهذا الجمود ! "

اضاف وهو يخاطب روجر : " هل تتكلمان هكذا دئما ؟ ام هذا بسبب ان شقيقها هنا ؟ "

روجر : " نحن نتكلم هكذا في العادة "

تفاعل ارثر قائلا : " اللعنة على الزواج المدبر !  "

مارتس : "  لا تبالغ ، سيتعرفان على بعضهما اكثر في فترة خطوبتهما "

قالت احدى الخادمتان وهي تنظر إليهم يدخلون الى القصر : "  هكذا تسير الامور في عائلات الملكيه ، لا احد يتزوج عن حب "

                   *****


اما في مملكة كوسترا التي تحتل الصدراة والمكانة بعد نرومان .

كانت الاميرة ساندي ذات العشرون سنه تخرج من قصرها محاولتا الهرب من خادمتها

صرخت الخادمة : " تمهلي ايتها الاميرة ، لايمكنك الخروج من القصر دون حرس ! "

ساندي : " سحقا لك اتركيني وشئني ، تريدين قتلي من الملل في داخل "

التفتت الى الامام وهي تظهر تعابير الغضب ، لتقع عينيها على شاب ينزل من عربته.

كان يافعا جدا  و راقيا ويحمل كمان في يده

اسرت : " فارس احلامي ! "

مشت من جانبه واخدت تتظاهر بثعثر ، ليمسك بها الشاب بلطف

قال : " انتبهي يا انسة "

كانت تحدق في عينيه وهي تشعر بيديه تمسكان بها

قالت : " اه اسفه ، كل هذا بسبب خادمتي الغبيه "

تركها بعد ان راى انها بخير ، حينها اخدت الاميره تفتح حديثا معه بقول : " هل انت من مملكتنا ؟ "

اجاب : " لا ، لقد جئت من مملكة الدوفيا ، انها بعيدة جدا لو كنتي  تعرفينها "

قالت : " اعرفها اعرفها ، مالذي جعلك تشرفنا ؟ "

نظر الى كمانه وقال : " لقد طلبتني العائلة الملكية لكي اعزف في حفل ابنتهم الصغرى "

قالت : " هذه تكون انا ! "

اضافت بعد ان رات تعابير الاستغراب في وجهه : " انا الاميرة ساندي "

انصعق الشاب عندما سمع ذلك ، فنحنى لها قائلا : " اعذريني ايتها الاميره "

ساندي : " على ماذا تعتذر ؟ ، لقد انقدتني من السقوط "

قالت : " ما اسمك ؟ "

اجاب : " هاري "

قالت : " هاري ، انا متشوقة لسماع عزفك في حفلتي يوم ميلادي. "

اعطته ابتسامة ثم استدارت عائدتاً الى القصر

صعدت السلالم.وهي فرحة جدا ثم دخلت الى غرفتها لتطلق العنان لنفسها قائلتاً : " يألهي انه فارس احلامي !!! "

سمعت صوت قبيح يقول : " من يكون ذلك ؟ "

فتحت عينيها لترى ابن عمتها ليو ، الذي يبلغ السادسة عشر يعبث في ملابسها

تحولت تعابيرها اللطيفة الى تعابير وحشية وقالت : " ماذا تفعل في غرفتي ايها الارعن الصغير ؟! "

اخد احد فساتينها ثم اشار لها به وقال : " سحقا ماهذا ؟ ، انتي في العشرون من عمرك ولكنك تمتلكين جسد طفلة في العاشرة "

انتزعت فستنها منه ثم شدته من قميصه قائله : " ماشائنك بجسدي ايها التافه ؟!! "

رمته على سرير ثم اخدت تضربه بالوسادة حتى كادت تخنقه

قال : " سحقا لك ! ، ساخبر امي انك تحاولين قتلي ! "

فر بعجوبة الى خارج الغرفة حينها قالت ساندي : " اذهب وابكي الى امك ايها المدلل اللعين ! "

حاولت ان تهدئ وتستعيد مزاجها بقول : " انسي امر ذلك الارعن وركزي على هاري "

                      ***


كانت الاميرة تنتظر عيد ميلادها بفارغ الصبر لتسمع عزف هاري ، لكن لحسن حظها ،فقد جائها خبر ان والدتها الملكة تريد ان تتاكد من جودة العازفين قبل البداء

اسرعت ساندي الى غرفة العزف فراها ليو وتبعها الى هناك

قالت بعد ان دخلت : " اين هاري ؟ "

قال منظم الحفلات الملكية : " ان كنتي تقصدين العازف  فهو لم ياتي بعد "

تنهدت ثم وقعت عينها على ليو الذي يدخل من خلفها

قالت بغضب : " ماذا تفعل هنا ايها الارعن ؟!! "

" ماهذه الالفاط ؟ "

قالتها الملكة هلدا وهي تدخل الى الغرفة بوقار

ساندي : " اسفه امي ، لقد استفزني ليو "

لم تضف هلدا صاحبة التعابير المتعالية و المتكبرة اي كلام ، بل تقدمت لتخاطب منظم الحفلات

قالت : " اين هو العازف ؟ ، كيف يجرء على جعلنا ننتظر ؟ "

انعقد لسان المنظم لكن سرعان ما ارتاح باله بعد رؤيته لهاري يدخل الى غرفة

قال : " ها هو ! "

التفتت ساندي الى الخلف ، لتنصعق من رؤية شابة تمسك بيد هاري وتمشي الى جانبه 

قالت هيلدا : " ايها الشاب ، هل تطنا من طبقات العاديه لتجعلنا ننتظر ؟ "

اراد هاري الكلام لكن الشابة سبقته بقول : " اسفه ايتها الملكة ، لقد تاخر بسببي ، فقد كان يساعدني على مشي بسبب اصابتي "

قالت هيلدا بكبرياء : " ومن تكونين ؟ "

اجابت : " ميا " تابعت بلباقه : انا وهاري ثنائي عزف "

اسرت ساندي : " ثنائي ماذا ؟!!!!!! "

هيلدا : " حسنا اسرعا واسمعنا  عزفكما "

اخد هاري يصعد السلالم الى خشبة المسرح وهو يساعد ميا على صعود خطوة بخطوة ، حتى استويا الاثنان على خشبة بجانب بعضهما

اخدا يعزفان الحان هادئة وجميلة ، اعجبت مسامع الحاضرين كثيرا

قال المنظم بعد انتهائهما : " عزف جميل ، اليس كذلك ايتها الملكة ؟ "

كانت هيلدا تريد ان توافقه الراي ، لكن ساندي تدخلت قائلة : " لا ! ، لم يعجبني ! "

اضافت : " اريد عزفا صاخب وقوي ، لا اريد موسيقى تجعلني انام "

هيلدا بستغراب : " صاخب ؟ قوي ؟ "

ساندي : " اجل ، انه عيد ميلادي واريد ان اسمع الموسيقى التي اريد "

اظهر المنظم ابتسامة مصطنعه ثم التفت الى هاري وميا قائلا : " يمكنكما عزف شيء مثل ذلك صحيح ؟ "

نظر هاري وميا الى بعضهما للحظات ، ثم قالت ميا : " هناك واحدة "

همست في اذن هاري ثم استعد كلهما للعزف .

بدات ميا بالحان قوية وسريعة ، حتى انها لم تتوقف ولو لبرهة عن تحريك عصاها على الكمان  .
عزفت لفترة من الوقت ، ثم توقفت ليبدا هاري  بعدها ويعزف نفس الالحان لكن بارتفاعات مختلفة

عندما انتيهيا نظرا الى الحضور

قالت ميا : " كيف هذا ؟ "

لا احد استطاع النطق بكلمة من روعة ماسمعت اذانهم

كانت الدهشة مسيطرة على جميع حتى افاقهم صوت تصفيق

التفتت ساندي الى المصفق لترى انه ليو

قال : " رائع ،حقا رائع ، عزفكما جميل جدا ! "

قابلت عينيه عينا ساندي ، ليراها تشع احمرار خطيرا يكاد يقتله ، حينها انزل يديه واخرس فمه

قالت المنطم : " هل اعجبك العزف ايتها الاميره ؟ "

ساندي بغضب : " لا ! "

ثم خرجت من الغرفة وهي مغتاطة بشده

                    ****


ذهبت الاميرة الى غرفتها وجلست على سريرها الكبير

قالت وهي تضربه : " من اين جاءت تلك ؟! ، لما تسرق فارس احلامي !!!! "

سمعت صوت من خلفها يقول : " هااا ، اذا ذاك هاري "

تابع بعد ان التفتت إليه : " يالك من مسكينة ياساندي ، لقد وقعتي  في حب شاب قابلتيه مرة واحدة ثم اتضح ان لديه حبيبة "

اضاف ساخرا : " انتي حقاً بلهاء "

استشطت ساندي من الغضب ثم نهضت وقالت بلكنة وحشية : " من تكون لتكلمني هكذا ايها الارعن " اضافت وهي تشده من قميصه : " اتعتقد انك ذكي ومسلي ؟؟؟ ، انت فقط مدلل والدتك ، وسينتهي بك الحال مثل العم تنزن !!!! "

رمته صارخة : " لن تنفع لحكم ولا قيادة ، لانك مجرد مدلل يهتم بامور الفتيات !!!!! "

كان صراخها عالي جدا وكلامها قاس عليه ، نهض ليو عن الارض ثم غادر وهو غاضب

اخد يمشي في اروقة القصر وهو يقول : " تلك البلهاء ، انها لا تعلم ما تقول "

حينها وقع عينه على تنزن النائم فوق  احد الجدران مثل المشردين .

تنزن ذا قامه متوسطه ، يمتلك شعر يميل الئ الاشقر ولحية خفيفه وكذلك تتخلل بعض التجاعيد  وجهه ، فهو في نهاية الاربعينات من عمره ، على رغم من ذلك لازال يتحلى ببنية قتاليه و لا يتخلى عن سيفه الحربي الذي يكمن في غمده .

قال ليو بعد ان لمح والدته  تتجه الى تنزن : " من نادر ان تتكلم امي مع الخال تنزن "

تقدم إليهما واختبئ خلف احد الجدران ليسمع كلامهما

قالت ايفا وهي تعقد ذراعيها  : " متى ستخرج من هذه الحالة ياتنزن ؟ "

تنهد تنزن بطريقة غير لائقة ثم قال : " ماذا هناك يا اختي ، مالذي جعلك تنزلين من مرتبتك وتتكلمين معي "

قالت : " انا احاول مساعدتك ايها الاحمق ! "

تابعت : " فرنكو يفكر في طردك من القصر و عزلك عن المملكة ، لدى عليك ان تثبت نفسك لكي لا يفعل ذلك "

تنزن بلا مبالاة : " وماذا علي ان افعل ؟؟ "

ايفا : " هناك كتيبة ارسلناها الى ضواحي الشمالية ، تفضل وكن قائدهم وانجز المهمة بجدارة "

نهض تنزن قائلا : " ايفا انا ...."

ايفا : " احذرك ياتنزن ، ان فرنكو وزوجته لايطيقانك اساسا ، اذا لم تنجز هذه المهمة سوف تتعرض لنفي "

قالت ايفا كلماتها ثم غادرت .

حك تنزن مؤخرة راسه ثم قال : " الا يرون انني لم اعد شابا كما كنت ، لما يوكلون لي هذه المهام الشاقه "

كان ليو يسترق السمع وهو يسر : "  ساري تلك البلهاء انني رجل حقيقي "

تعليقات

المشاركات الشائعة