حرب الممالك | الفصل الثالث


[الفصل الثالث]
 [ مرتزقة بايرون]
 *******

مرت بضعت ايام ، حتى تعود قصر كوسترا على تواجد رجال بايرون بينهم.

كانت خادمتان من القصر تتمشيان في الحديقة عندما لمحت احداهن ساشا وماثيلدا .

قالت بشمئزاز : " انظري إليهن "

كانتا تمشيان نحو بقية المرتزقة ، ليستوقهما شاب ويركع على رجله ويقدم الزهور الى ماثيلدا.

اخدت ماثيلدا الزهور منه ، وسحقتها ، ثم رمتها على الارض ، وتابعت طريقها ، وكذلك تابعت ساشا من خلفها.

قالت الخادمة بغيط : " بسبب تلك الاثنتان اصبح رجال مملكتنا مجرد حمقى "

تابعت الخادمات طريقهن وكذلك فعلت كلا من ماثيلدا وساشا حتى وصلتا الى زملائهم المرتزقة.

قال احد المرتزقة ساخرا : " هاي ! ، توقفن عن اغواء الحراس المساكين ، فهما لايعلمان حقيقتكما "

اخد بقية رجال يتضاحكون ساخرين من حال حراس كوسترا. 

تقدمت ماثيلدا وركلت السيف الذي كان يلمعه إريك ثم قالت : " نازلني "

قال رجل العملاق : " هذه ضربية ان تكون الاقوى ، الجميع يستمر بطلب النزال معك "

نهض إريك ليقف امام ماثيلدا ثم قال : " لن افعل "

اخذت ماثيلدا بقميصه وشدته قائله : " الامر ليس بمزاجك ، القنون يقول انك مادمت تحمل لقب الاقوى فستهزم كل من يطلب النزال "

ابعد إريك يدها ثم قال : " سافعل " نظر الى ساشا ثم تابع : " لكن اولا عليك هزيمتها "

نظرت ماثيلدا الى الخلف ثم قالت بزدراء : " ساشا ؟؟؟؟ "

تابعت : " لقد هزمتها مئات المرات "

إريك : " اذا اوصليها الى الالف ، في كل مرة تريدين منازلتي يجب ان تنزلي ساشا اولا "

قال احد المرتزقة الى ساشا : " اليس لديكي كرامه ؟ ، تهانين بطريقة بشعة يا ساشا "

ثم اخد الرجال يضحكون بهسترية.

اخد إريك سيفه من اللارض ثم قال : " اشعري بشعور ان تنازلي شخص اضعف منك دوما "

اعطته ماثيلدا نظرة حانقة لكنه ابتسم لها ثم غادر .

وهكذا تجمع رجال حول ساشا وماثيلدا ثم قالوا : " هيا هيا ! "

صرخ احدهم : " لنجعل الامر مسليا اكثر ، الخاسرة ستواعد واحد من حراس الكسترا الحمقى ! "

صرخ احد الحراس من بعيد : " من تنادي بالحمقى ياهذا ؟!!! "

قالت ماثيلدا بكبرياء : " يبدوا انه ليس هناك خيار اخر "

اخدت وضعيت القتالية ثم قالت : " هيا ساشا ، حاولي الا تسقطي سريعا "

في هذه الاثناء كان الملك فرنكو يمشي جنب الى جنب مع بايرون ليناقش معه تفاصيل الحرب ، حتى وقعت عينه على تنزن الذي يتبول في احدى زويا القصر.

اسر فرنكو : " اللعنة عليك يا تنزن "

عندما لاحظ تنزن ان شقيقه ينظر إليه رفع سراويله سريعا ثم قال وهو يحك مؤخرة راسه : " اه اخي انت هنا "

نظر إليه فرنكو بحتقار ثم ابعد نظره عنه.

خاطب بايرون : " اعتقد اننا نقشنا التفاصيل "

لكن سرعان ما شدهم صوت هتافات يصدر من الناحية ، ليروا مجموعة من رجال بايرون وكذلك حرس كوسترا مجتمعين على شكل دائرة.

سأل فرنكو : " ماذا يفعلون ؟ "

تقدموا الثلاثه الى ناحية الهتافات واخدوا يشاهدون من مسافة.

كانت الشابتان قد توقفتا عن القتال لتلتقط كلا واحدة انفسها ، مع حفظهما على الوضعية القتالية.

صرخ احد رجال ملمحاً الى ساشا : " احسنتي يا صاحبة الراس الاحمر ! '

قالت ماثيلدا وهي تلهث : " اعترف انكي ناضلتي "

شدت على سيفها ثم قالت : " لكن هذه ستكون النهاية. "

اخدت ماثيلدا تلوح بسيفها بهمجية على ساشا بينما اخدت ساشا تتفادها بصعوبة بالغة.

سأل تنزن : " لما لا تستعمل صاحبة الشعر الاحمر سيفها ؟ "

اجابه بايرون : " لانها ليست سيافه ، تخصصها هو الرماية لذى استعماله سيجعلها تخسر امام ماثيلدا التي تتمرس استعمال السيف "

تنزن : " فهمت "

كانت ساشا تتفادى تلويحات ماثيلدا بصعوبة لكن ما زاد الطين بلا هو انها تعثرت بحجر لتفقد توزانها.

حينها ابتسمت ماثيلدا واخذت فرصتها لتطعن بسيفها عنق ساشا ، لكن بطريقة مفاجاءة امسكت ساشا بيد ماثيلدا ثم انتزعت السيف منها واشارت به الى رقبتها.

اخذ الامر وقت من الجميع ليستوعبوا ، لكن سرعان ماتعالت الهتافات لفوز !

كان الرجال يهتفون لكن بايرون و تنزن وفرنكو كانوا مذهولين.

قال تنزن لشقيقه : " هل لحظت ذلك ؟ "

قال فرنكو : " اجل ، سرعتها وسلاسة حركتها جعلتها تتغلب على الاخرى على رغم من فرق القوة بينهما "

نظر الى بايرون وقال : " تمتلك اتابعاً موهوبين يا بايرون "

لم يبتسم بايرون من اطراء الملك ، فهو كان مندهشا بحق من فوز ساشا ، فامثيلدا هي افضل مقاتل في المرتزقة بعد إريك !

تنزن : " لكن بنية جسدها لن تفيد في الحروب ، الرجال سيسحقونها "

بايرون : " لا استخدمها في الحروب ، ارسلوها للاغتيالات "

تنزن وفرنكو بدهشة : " اغتيالات ! "

قال فرنكو بعد تفكير عميق : " في الواقع هناك شخص ننوي اغتياله "

ابتسم وقال لبايرون : " احضر تابعتك وتعال الى غرفة الملكية "


*****

اما بنسبة للاميرة ساندي فقد كانت في غرفتها تفكر بعمق.

قالت : " يجب ان اجعله يقع في حبي قبل ان يحصل شيء بينه وبين ميا "

اطالت ساندي التفكير حتى خرجت بحل عجيب.

قالت وهي تنهض : " وجدتها ! "

فتحت خزانتها واخرجت ملابس الخادمات من احد الزايا المخفية قائلتاً : " عرفت انني ساحتاج إليها يوما ما "

ارتدت ساندي ثوب الخادمات ثم غضت نفسها برداء غامق ، وهكذا استطاعت الخروج من القصر ومن حديقته ايضا.

كانت طرقات خارج القصر مألوفة نوعا ما ، فهي فعلت هذه الحركة عدت مرات ، فستقلت عربة الى مكانها المنشود.

نزلت في المكان المطلوب ثم اخذت تمشي في عمق نحو الغابة حتى وجدت منزلا خشبيا صغيرا .

دخلت إليه ، لتجد عجوز ببملابس بالية تخلط بعض الاشياء.

قالت ساندي : " ايتها الساحره ، اريد تعويذة تجعل الشخص يقع في الحب "

فكرت الساحرة السمينة للحظات ثم قالت : " ليست هناك تعويذة "

تابعت وهي تخرج زجاجة من احد الادراج : " لكن هذا اكسير يجعل الشخص يقع في الحب من نظرة الاولى "

انتزعته ساندي قائلتا : " يكفي بالغرض "

ثم وضعت بعض العملات الذهبية امامها وغادرت.


******

اما عن اللقاء الذي طلبه الملك فرنكو ....فقد جاء بايرون برفقة ساشا الى جناح الملك. 

قال فرنكو : " ايتها الشابة ، اريد ان تقتلي امير مملكة نورمان ، لكي يدوقوا مرراة التي دقناها "

تابع : " هل تستطعين فعل ذلك ؟ "

عندما لم تجبه سأل : " بايرون هل هي خرساء ؟ "

بايرون : " لا جلالتك " نظر الى ساشا وقال : " تكلمي يا ساشا "

نطقت ساشا اخيرا فقالت : "استطيع ، لكني اريد الف قطعة ذهبية "

قال فرنكو : " ماهذا الجشع "

سالت ساشا بستغراب : " لماذا ؟ " تابعت : " كنت ستحشوها في بطونك على اية حال ما ضرر اذا اعطيتيها لي ؟ "

قالت هيلدا بغضب : " انتبهي لكلامك ايتها الشابة فانتي تخاطبين الملك ! "

تدخل بايرون : " انها لا تجيد اسلوب الكلام ، لدى تسكت في العاده "

قال فرنكو : " ساعطيك ماتريدين لكن احضري لي راس ارثر "

وهكذا انتهي الاجتماع واخدت ساشا تغادر برفقة بايرون.

قالت هيلدا وهي تنظر اليها بغضب : " انها جريئة لتتحدث كما تريد ثم تدعي البرائه "

***

كانت ماثيلدا تتمشى في انحاء الحديقة عندما لمحت ساشا منتطية فرسها ويخاطبها بايرون.

انتابها الفضول وسرعان مانادها بايرون بعد ان لمحها.

قال :هل زال هناك بعض من الشراب الذي نهبناه من البارحة ؟ "

ماثيلدا : " اعتقد ذلك "

التفت الى ساشا وقال : " انه شراب يحافظ على حرارة الجسم ، ستحتاجينه في اراضي نورمان الباردة "

خاطب ماثيلدا : " استعجلي في احضاره "

حاولت ماثيلدا الا تظهر ذلك في وجهها ، لكن فكرة ان بايرون يطلب منها لمَ اشياء ساشا كانت تغيطها حقا.

قالت : " حاضر "

ثم توجهت الى استراحتهم واخذت تفتش عن الشراب حتى وجدته.

كانت تتنفس بانفاس متسارعة من شدت الغيط ، حتى وقعت عينها على أطنان من السم في براميل كبيرة.

ارتسمت على وجهه ماثيلدا ابتسامة ثم اخدت بعض السم وخلطته بشراب.

قالت : " اسف ساشا ، ماكان عليكي ان تهزمني "

تعليقات

المشاركات الشائعة