أسلوب رجال المافيا ٢٧ والاخير

 


[٢٧] :

[ وقعي العقد ثم موتي إذا اردتي]

.......

بعد اسبوعين......

كانت أيلا واقفة أمام المرآة في غرفتها، داخل منزلهم الجديد.

قالت وهي تنظر الى الهالات السوداء اسفل عينيها : " يالهي ! ، من اين ظهرت هذه ؟! ، اليوم يوم زفافي ! ،  لما يحدث هذا اليوم ؟! " 


لم تكن الهالات المشكلة الوحيدة ، فتعب كان يتمالكها ، والحرارة تأكل جسدها .


اخرجت مقياس الحرارة من فتحة ثوبها ، وانصدمت برؤية الرقم ....

قالت ، وهي تضع يداً على فم : " اذا علم فيكتور بهذا .... سيؤجل الزفاف مجدداً ! " 

وكأن أحدهم سمعها، بدأ طرق خفيف على الباب. ارتبكت أيلا ، وانفلت المقياس من يدها ، ليسقط تحت السرير.


انحنت بسرعة لتلتقطه، وتزامن ذلك مع صوت ناعم من خلف الباب:


"خالة أيلا ، أيمكنني الدخول؟"


ردّت وهي تتخبط بيدها على الأرض:

"أجل، عزيزتي صوفيا، ادخلي."


دخلت صوفيا ، لتملح ايلا  بجانب السرير .

  على رغم انها لم تستطع رؤية وجهها ، إلا ان شعرها المنسدل ، وبشرت ساقها التي تسللت من رداء النوم  ، كانتا كفيلتان بجعل صوفيا تنبهر .

اسرت : " واو "

لم يكن ذلك عن فراغ ، فايلا لم تترك مستحضرا في السوق الا وستعملته على جسدها .

اصبحت بشرتها بنعومة الزجاج ، و كبياض الثلج ، وشعرها .... حصل على بعض العناية التي جعلته ابهى ، حتى ان ايلا بدات اصغر بكثير من عمرها .

قالت ايلا : " اعطني لحظة عزيزتي ، و ساوفيك " 


دخلت صوفيا الى الغرفة اكثر ، وجالت بعينيها في الارجاء  ، كانت الغرفة مكركبة ، و فوضوية ، على رغم من الخادمات قد رتبن الغرف بالفعل...

 أسرت صوفيا : " اعترف انها اجمل ، لكن عمتي هيلين تفوقها في نظام " 

سرعان مانهضت أيلا ، وهي تضع يديها خلف ظهرها ، وترسم ابتسامة واسعة على شفتيها .


قالت بلطف : " اسفة لجعلك تنتظرين ، هل تحتاجين الى شيء ؟ " 

 

صوفيا : " ساذهب الى منزل كلاود ، قلت لو انظر اذا احتجتي لشيء قبل ان اغادر  " 

قالتها ، وهي تتذكر كيف واجهت ايلا  المشاكل  مع الخدم ، بسبب إختلاف اللسنتهم.

ايلا بامتنان : " هذا من لطفك صوفيا ، لا احتاح شيئاً ، انا بخير تماماً "

كانت ايلا تتكلم بصوت عذب ، وتبتسم بشكل مشرق ، حتى ان صوفيا لم تلحظ التعب الذي  يغلبها .

قالت صوفيا: " حسنا إذاً..... ، يمكنك الاتصال بي اذا واجهتي مشكلة  " 

أومات ايلا براسها وغادرت صوفيا.

تنفست ايلا الصعداء ، وقالت : " يالهي ، ماذا سافعل الان ! " 


------

وصلت صوفيا الى منزل شقيقها ، كانت واقفة في منتصف غرفة المعيشة ، حيث  كلاود يسترخي على الكنبة ، و يقرا صفيحة اليوم الاسبانية .

قالت دون لف او دوران : " ستاتي الى زفاف عمي أليس كذلك ؟ "

همهم كلاود وهو يقلب الصفحة التالية .

لعب بروده ذاك على اعصاب صوفيا ، فنفجرت قائلة : " اقسم أنني طقتُ ذرعاً من تلك الفتاة ! ، اولاً جعلتك تسكن بعيدا عنا ، ثم منعتك من زيارتنا ، والان اذا كنت ستتخلف عن  زفاف عمي بسببها .... اقسم أنني سانتف شعرها خصلة خصلة ! " 

رفع كلاود نظره اليها وقال: " ومن قال انها تمنعني ؟ ، انتي تهذين صوفيا " 

صرخت وهي تشير بيدها الى ناحية المطبخ : " واضح جداً ان ذلك من فعلها ! ، انها لا تحب  عائلتنا لدلك تفصلك عنا ! ، فلتحتفط بمشاعرها لنفسها ، انت فرد من ال دريتش وستبقى كذاك باءذنها او بدونه " 

كانت كلارا -التي تحمل صينية فيها كوبين من شاي الضيافة- تقف خلف الباب وتسمع كلامهما ، غُبر وجهها بشيء من الاسئ......

 حاولت كلارا ان ترسم ابتسامة ، ثم دخلت عليهم لتضيفهم ، وعندما لمحتها صوفيا قلبت عنيها لتانية ، لكنها اخدت كوب الضيافة بهدوء .

اخدت رشفتين ثم قالت : " شكرا ، كنت مغادرة غلى اي حال " 

و ضعت الكوبة بقوة على الطاولة ، لتجعل كلارا تنتفض. 

ارتسمت على وجه صوفيا ابتسامة عابثة ، لكن سرعان ماختفت عندما لمحت نظرة كلاود الحادة إليها ...كانت تقول " سالقنك درسا لاحقا " 

وبعد ان غادرت صوفيا ، بعد دقائق تقريباً ، بقت كلارا واقفت تحمل الصينية الفارغة.

قال كلاود بعد ان لاحظ طول وقوفها : " مالذي يشغل بالك كلارا ؟ " 

 جلست الى جانب كلاود على الأريكة ، ثنت ساقها اليسرى ،  وقالت بعد ان اصدرت تنهيدة : " هل تشعر أنني ابعدك عن عائلتك ؟ " 

توقف كلاود عن تقليب الصفيحة ،  ونظر إليها بدهشة. 

قال : " هل سمعتي حديثنا ؟ " 

اجابت دوم ان تنظر إليه : " هذا ليس مُهماً......، هل تشعر بذلك حقاً يا كلاود ؟ " 

رد عليها : " لا ابداً ، صوفيا تبالغ في ردة فعلها " ثم عاد في تحديق الل صفيحته.

نظرت كلارا الى قماش الكنبة لبرهة ، فهي تعلم جيداً ان كلاود لن يخبرها ما إذا كان حقا تشعره بذلك ام لا ...

قالت بعد وقت من التحديق في لا مكان : " اذهب الى زفاف عمك " 

نظر إليها كلاود بدهشة: " الم تكوني تعترضين على ذلك البارحة ؟ " 

كلارا : " حسنا ، فكرت انه عمك في نهاية  ، لا اريد ان اشعرك بانك مُنفصلٌ عن عائلتك  " 

كلاود : " لكن كلارا انا لا اشعر......"

قاطعته مع ابتسامة دافئة في وجهها : " ساجهز لك البدلة السوداء ستبدوا انيقاً بها  "


------

حل الليل سريعا وانسكب ظلامه على الارجاء.....

كانت خطة ايلا الليلة واضحة  "ابقي متامسكة حتى بنتهي الزفاف ، لا يجب ان يعرف احد بمرضك" ، لكن القول اسهل من الفعل .

كانت ايلا ترتدي ثوب الزفاف الابيض ، الذي يظهر كتفيها ، وشيئاً يسيرٍ من صدرها . 

وعلى رغم من كمية التكيف في المكان إلا انها كانت تتصبٌبُ عرقاً.

اقترب منها لوكاس- الجالس على الكرسي الجانبي - ومد لها باقة من الورد الابيض قائلا : " ألهذا قتلتي زوجة ابي ؟ " 

انتزعت الباقة منه ،  وقالت بإنزعاج : " توقف عن العبث ، اخبرتك انه كان حادثاً " 

تابعت بعتاب : " وماهذا الذي ترتديه ؟ ، لما لم تاخد لباساً رسميا ؟ "  

رد مع ابتسامة : " لا تعجبني البدلات ، لا اشعر بنفسي فيها " 


مد لوكاس ذراعه لها قائلا : " زفاف في سطح فلة بخمسة نجوم ، اعتقد انك لم تحلمي بذلك حتى " ابتسمت ايلا من فرط السعادة ، و لفت يدها حول ذراعه ، وسرعان ما شعر لوكاس بحرارتها. 

قال : " امي ، جسدك  ..... " 

" اش... " قاطعته وهي تشير بإصبعها  الى فمها .

تابعت : " انا بخير ،  إنها الاعراض الجانبية لمستحضرات العناية " 

استغرب لوكاس من ذلك السبب، لكن لا شأن له بأمور النساء ، لذى قادها نحو المصعد .


كان المصعد اسوء مكان على الإطلاق ، اخد العرق يهطل من مسامها ،  حتى خافت على خافي العيوب من الذوبان ، فتنفضح هالاتها السوداء.

تساءلت ايلا ، اذا ماكانت الحمة تتعمد ان تسرق افضل لحظاتها ، او تعاقبها ....


حين وصلا إلى السطح، توقف المصعد بصوت خفيف، ثم انفتح الباب ببطء. 

اندفع الهواء الليلي نحوها ليخفف من حرها ، محملاً بروائح مختلطة.  

، كان السطح مفروش بسجاد شرقي، تتناثر على أطرافها فوانيس زجاجية تضيء الوجوه وتضفي شيئا من العتمة على الجوانب .


لكنها استطاعت ان ترأه واقفاً هناك.  

كان كلاً من كلاود وصوفيا يقفان بجانبه ، وقد بالغا بتانق .....

قادها لوكاس الى والده ثم ارسلها لتقترب منه ،

قالت : " كيف ابدوا ؟ " وهي تخاف ان التعب افسد طلتها ...

قال : " تبدين رائعة " عبث بالشاش الشفاف الذي ينسدل مع شعرها وتابع : " بل بغاية الجمال" 


اخدت نظرتين الى الارجاء ، لتلمح بعضاً من الاشخاص في الاطراف ، بدا وكانهم رجاله ، فقد كانوا مسلحين،  و  أعينهم  مشغولة بالمراقبة ، ولا احد منهم تجرؤ على مقاطعة اللحظة.


امسكت بذراعه بتوتر ، وهي تأمل الا يشعر بسخونة جسدها ، وهذا ما حصل بالفعل  ، فبدلته   من القماش ثقيل ، ولم يشعر فيكتور بشيء .

سارا معاً نحو طاولة انيقة وبجانبها كرسيان ، جلس كلا منهما في مكانه ، واسرع  احد الرجال بوضع العقد بينهما ، بينما وقف الثلاث الشهود خلف العروسان .

كان كلا من صوفيا و كلاود يقفان خلف فيكتور  من جانبيه ، بينما لوكاس الوحيد الواقف بجانب والدته ...


وقع فيكتور العقد بخفة ، ثم مد لها الكتاب،  وما أن أمسكت أيلا بالقلم حتى شعرت بدوار .....

اسرت : " ليس الان "

وكأن احدهم يعترض على هذا الزفاف بشدة ، بدات رؤيتها تتشوش والاصوات من حولها تخفت ، كان فيكتور يقول لها شيئا ، لكنها لم تستطع سماع كلمة.

كل ماكانت تركزه فيه : " تماسكي أيلا ، وقعي العقد ثم موتي إذا اردتي " 

بيدٍ مرتجفة وبعقل شبه واعي ، وقعت ايلا ، مجرد شخابيط قبيحة لكنها قانونية .


رات الكتاب يُسحب منها ، وسمعت تصفيقاً دون ان تعلم مصدره.

سمعت صوتاً مشوشاً يقول : " هيا ايلا انهضي" 

وعندما حاولت الوقوف ..... هوت الى الارض مغشياً عليها ......


******* 

" احضر لها شيئا تشربه " 

" باي عقل تفكرين ؟ ،  لقد فقدت الوعي ، كيف سنحضر لها شيئا تشربه ؟  " 

" تكلم باحترام مع الفتاة " 

" هل هذه مشكلتنا الان ؟! " 

" ساتصل بطبيب " 

" حرارتها مرتفعة للغاية  " 

" لاحظت  ذلك ، اخبرتني أنها من اعراض مستحضرات العناية " 

" وصدقت ذلك ايها الأبله ؟ ! "

" اخرسوا ! "


فتحت أيلا عينيها  ببطىء ، لتجد نفسها في غرفة نومها ، كانت الانوار مطفئة ، و عليها رداء النوم.... 


قالت : " هذا نفس الرداء الذي كنت ارتديه هذا الصباح ؟ " ، اضافت بألم : " ايعني ان كل هذا كان حلماً ؟ "


شعرت بألم شديد في انحاء جسدها ، نظرت الى يدها اليسرى لترى عليها لصقة بيضاء  ، تتوسطها ابرةٌ صفراء ، و تتصل بانبوب يقودها الى كيس مملوءٌ بالدواء ، معلقٍ على حاملٍ رفيع .

صحيح ان أيلا لا تجيد الاسبانية ، لكنها لمحت جملة "for fever" الإنجليزية على طرف الكيس.....

ثم أخدت نظرة الى يمنها ، ولم تصدق ما راته ......  كان فيكتور نائم بجانبها ! ، نائماً على بطنه داخل سبات عميق ،  ولايزال يرتدي شيئا من بدلة اليوم .

قالت : " مهلا ، إذا كان فيكتور في غرفتي ، ولايزال يرتدي بدلته ،  هذا يعني.... " 


أن ذلك لم يكن حلماً ، وانه بالفعل تزوجت أيلا من فيكتور !

 اجل يا سادة ،لقد اصبحت أيلا زوجة زعيم العصابات فيكتور  ،  وتحمل رسمياً كنية ال دريتش ....


النهاية 

فضلاً صوتوا للرواية في واتباد إذا اعجبتكم 😊💕

تعليقات

المشاركات الشائعة