مملكة سلفاتيا ١٢ والأخير

[١٢

[الحاكم الجديد لسلفاتيا]

اللهم صل وسلم على نبينا محمد 

.....

بعد ساعة تقريبًا...

وصل أعضاء المجلس إلى القصر الملكي، يتقدمهم أدريان ومعه ماكلاود وكريك، أخدوا يفتشون الغرف تلو الأخرى، دون أثر يُذكر. حتى بلغوا غرفة العرش... وهناك كانت المفاجأة.


كانت سارة على العرش، ومادلين مرمية بجانبها، جثة بلا روح.


توقف أدريان، وحدق بدهشة، ثم قال بنبرة مشوبة بالإعجاب والريبة:

 "إلياس... هل فعلتها؟ هل قتلت الملكة؟"


أجابت سارة، وعيناها مغمضتان:

 "نعم."


تدخل ماكلاود، مستنكرًا:

 "ولِمَ تغمض عينيك؟"


سارة، بهدوء غريب:

 "أسترخي... فقط."


كريك، وقد بدت عليه الصدمة:

"أدهشتنا... لم أتوقع أن تفعلها وحدك."


أدريان، وهو يقترب بخطوات واثقة:

 "إلياس، اقدر مافعلته ، لكن لا تنس مقامك. العرش ليس لك. إنه لي."


وقبل أن يقترب من العرش ، دوّى صوت غريب من الأعلى.


رفع الجميع رؤوسهم، ليشاهدوا كتلة هائلة من المياه المضغوطة، معلّقة فوقهم، تمتد حتى أطراف القاعة. ارتجفت الأجساد، وتجمّدت الأنفاس.


نهضت سارة عن العرش، فتحت عينيها، وقالت بصوت حديدي:

 "أنا الحاكم الجديد لسلفاتيا."


 ثم هوت المياه عليهم كقضاء محتوم، لترديهم موتى.


سقطت سارة على ركبتيها من شدة الإنهاك، فأسرعت إليها شقيقتها رويدة، :

 "سارة! هل أنتِ بخير؟"


سارة، بصوت واهن:

 "نعم... لكنها استنزفت كل طاقتي."


رويدة، بحماس طفولي:

 "هل يمكنني؟"


أومأت سارة، مبتسمة:

"لقد انتهينا."


تعانقتا، وضحكاتهما تملأ القاعة... لكن الفرحة لم تدم.

فسرعان ما شعرت سارة بشيء حاد يلامس ظهرها.


استدارت، لتجد جوان واقفًا خلفها، يبتسم ابتسامة خبيثة. وضعت رويدة خلفها، وحاولت إطلاق الماء من يدها، لكن جسدها خانها، وسقطت على ركبتيها.


جوان، بنبرة المنتصر:

 "يبدو أن طاقتك نفدت، أيتها الأميرة سارة."


سارة، مذهولة:

 "كيف؟ كيف؟"


جوان، وهو يقترب منها:

 "سأجيبك. كل شيء بدأ حين رأيتك تبكين على الطبيبة. في البداية ظننتك معجب بها، لكن ذلك أعادني إلى فتاة التي افتعلت المشكلة يوم التجنيد. شككت بكم، وبحثت عن أسمائكم في فهرس عائلات أصوان... وكانت مزيفة."


تابع : "ثم وصلني خبر ما جرى في سلفاتيا، وكيف نبذت الملكة الجديدة إخوتها الثلاثة. استنتجت أنهن أنتن."


سارة :

"ولِمَ لم تخبر أدريان؟"


" أدريان ؟ " همهم ثم أجاب: "تركت الأمور تأخذ مجراها. إن انتصر أدريان، فأنا لا اعلم شيئا. وإن انتصرتِ أنتِ، تقتلين أدريان فأقتلك بعدها وأحكم المملكتين."


سارة:

 "اقتلني وخذ ما تريد... لكن دع أختي وشأنها ! "


جوان، يبتسم:

 "لا أريد قتلك. أريد أمرين فقط: أن تتستري على ما حدث هنا، وأن تجعلي سلفاتيا حليفة لأصوان."


سارة، وهي مذهولة من طلبه:

"موافقة."


أعاد جوان سيفه إلى غمده، وقال:

 "الآن عليّ أن أكتب خطابًا يخبر شعب أصوان أن ملكهم مات بشجاعة"


سارة، وهي تنهض بصعوبة:

 "وبزواجك من أخته ، تصبح الملك... صدقوا حين قالوا إنك وغد خائن"


جوان، يضحك:

"تبالغين... لست سيئًا إلى تلك الدرجة."


سارة، وهي تتوقف لحظة:

 "سؤال أخير... كان بإمكانك قتلي وأخذ الحكم، لماذا لم تفعل؟"


جوان، وهو ينظر إليها بعينين صادقتين:

 "لأني أحببت إلياس... واعتبرته صديقًا، ولن يتغير ذلك حتى لو كان فتاة."


ابتسمت سارة، وبهذا... انتهت الحكاية.


                          **❤️❤️**

فضلاً صوتوا لرواية في واتباد 

تعليقات

المشاركات الشائعة