مدرسة الخير والشر |الفصل الرابع
[الفصل الرابع]
[الساحرات الثلاث في الغرفة 66]
----------
لم تكن صوفي تفهم لماذا احتاج الأمر إلى ستة ذئاب لمعاقبتها بدلًا من واحد، لكنها افترضت أنهم أرادوا إيصال رسالة. قيدوها على عصا، وضعوا تفاحة في فمها، وساروا بها كأنها خنزير وليمة عبر طوابق "ماليس هول" الستة.
على الجدران، وقف الطلاب الجدد يضحكون ويشيرون، لكن ضحكاتهم تحولت إلى وجوم حين أدركوا أن هذه الغريبة ذات الثوب الوردي ستكون زميلتهم في السكن.
سحبها الذئاب وهي تبكي، مرورًا بالغرف 63، 64، 65، ثم ركلوا باب الغرفة 66 وألقوا بها داخلها. انزلقت حتى اصطدم وجهها بقدم خشنة مليئة بالبثور.
قال صوت حاد: "قلت لكم إننا سنمسك بها."
وبينما كانت لا تزال مربوطة، نظرت صوفي إلى فتاة طويلة ذات شعر أسود دهني تتخلله خصلات حمراء، تضع أحمر شفاه داكن، وحلقة في أنفها، ووشم مرعب حول عنقها يصوّر شيطانًا بقرون وجمجمة حمراء. حدّقت بها الفتاة بعينين سوداوتين تلمعان.
قالت بازدراء: "حتى رائحتها مثل أولئك الطيبين."
رد صوت من الطرف الآخر للغرفة: "الجنّيات سيأخذنها قريبًا."
أدارت صوفي رأسها نحو فتاة شاحبة جدًا، بشعر أبيض وبشرة بيضاء وعيون حمراء تحت جفون ثقيلة، كانت تطعم ثلاث جرذان سوداء من قدر يغلي. قالت ببرود: "يا للخسارة. كان يمكننا أن نذبحها ونعلقها كزينة في الممر."
قالت ثالثة: "كم هذا وقح."
نظرت صوفي إلى فتاة ممتلئة ذات شعر بني وابتسامة عريضة، تجلس على السرير وتمسك بمثلجات الشوكولاتة في كل يد. قالت: "ثم إن قتل الطلاب الآخرين ممنوع حسب القوانين."
قالت الفتاة الشاحبة: "وماذا لو شوهناها قليلًا فقط؟"
ردت الممتلئة وهي تقضم مثلجتها: "أنا أراها منعشة. ليس كل شرير يجب أن يبدو مكتئبًا أو تفوح منه رائحة كريهة."
"ليست شريرة!" صاحت الفتاة الشاحبة والمغطاة بالوشوم في نفس اللحظة.
وبينما كانت صوفي تحاول فك قيودها، رفعت رأسها لتلقي أول نظرة كاملة على الغرفة. كانت تبدو وكأنها كانت يومًا ما جناحًا دافئًا وجميلًا... قبل أن يشعل أحدهم النار فيه. الجدران الطوبية احترقت حتى تحولت إلى رماد، والسقف مليء ببقع سوداء وبنية، والأرضية مغطاة بطبقة من الرماد. حتى الأثاث بدا وكأنه خرج لتوه من فرن.
لكن ما أقلق صوفي أكثر كان أمرًا آخر.
"أين المرآة؟" شهقت.
ضحكت الفتاة ذات الوشم بسخرية: "دعيني أخمن... اسمك بيلا؟ أو أرييل؟ أو أناستازيا؟"
قالت الشاحبة: "تبدو أشبه بـ 'باتركاب' أو 'شوجربلام'."
وأضافت الأخرى: "أو ربما 'كلارابيل' أو 'روز رِد' أو 'ويلاو-باي-ذا-سي'."
وقفت صوفي وسط سحابة من الرماد وقالت: "اسمي صوفي. لست شريرة، ولست 'شيئًا'، ومن الواضح أنني لا أنتمي إلى هذا المكان، لذا..."
انفجرت الفتاتان في الضحك. "صوفي!" صاحت الثانية وهي تضحك بجنون.
"أسوأ مما تخيلنا!"
قالت الشاحبة وهي تلهث من الضحك: "أي شيء اسمه صوفي لا ينتمي هنا... مكانه في قفص."
ردت صوفي بثبات، محاولة تجاهل سخريتهن: "أنا أنتمي إلى البرج الآخر، ولهذا أحتاج أن أرى مدير المدرسة."
قلدتها الشاحبة بسخرية: "أحتاج أن أرى مدير المدرسة!" ثم أضافت: "لماذا لا تقفزي من النافذة وترين إن كان سيلتقطك؟"
قالت الفتاة الممتلئة بفم مليء: "أنتم بلا ذوق." ثم عرّفت بنفسها: "أنا دوت، وهذه هي هيستر"، وأشارت إلى الفتاة ذات الوشم
"وهذه الأشعة المشرقة من الشمس"، وأشارت إلى الشاحبة، "هي أناديل." بصقت أناديل على الأرض.
قالت دوت وهي تكنس الرماد عن السرير غير المشغول: "مرحبًا بك في الغرفة 66."
تأملت صوفي الملاءات الممزقة والمليئة بالبقع الغريبة، وقالت وهي تتراجع نحو الباب: "شكرًا على الترحيب، لكن يجب أن أذهب. هل يمكن أن تدلوني على مكتب مدير المدرسة؟"
قالت دوت : "لا بد أن الأمر يربك الأمراء حين يرونك... أغلب الأشرار لا يبدون كالأميرات."
تأوهت أناديل وهيستر : "ليست شريرة!"
سألت صوفي.بإصرار: "هل يجب أن أحدد موعدًا لرؤيته؟ أم أرسل له رسالة؟"
ردت دوت وهي تخرج بيضتين من الشوكولاتة من جيبها: "يمكنك الطيران، ربما... لكن الـ 'ستيمفس' قد يأكلونك."
"ستيمفس؟" سألت صوفي.
قالت دوت وهي تمضغ: "الطيور التي أوصلتنا هنا، يا عزيزتي. يجب أن تتجاوزهم... وهم يكرهون الأشرار."
صرخت صوفي : "للمرة الأخيرة، أنا لست شريرة"
وفجأة، سُمعت أصوات رنين ناعم في الدرج... رنين سكري، رقيق، لا يمكن أن يكون إلا....
الجنّيات! كنّ قادمات لإنقاذها!
حبست صوفي صرختها. لم تجرؤ على إخبار الفتيات أن الإنقاذ بات قريبًا (فمن يدري، ربما كنّ جادات بشأن تعليقها كزينة في الممر). تراجعت نحو الباب، تستمع إلى الرنين يقترب أكثر فأكثر.
قالت هيستر وهي تعبث بالبثور في قدمها: "لا أفهم لماذا يظن الناس أن الأميرات جميلات... أنوفهن صغيرة جدًا، كأزرار صغيرة تريد فقط أن تنتزعها."
جنيات في طابقنا!
كادت صوفي تقفز من الفرح. ما إن تصل إلى قلعة الخير ، ستأخذ أطول حمام في حياتها!
قالت أناديل وهي تلوّح بفأر ميت كتحلية لجرذانها:
"وشعرهن دائمًا طويل جدًا... يجعلني أرغب في اقتلاعه كله."
لم يتبقَ سوى بضع غرف...
قالت هيستر : "وتلك الابتسامات الزائفة."
وأضافت أناديل : "وولعهن المَرَضي باللون الوردي."
الجنيات في الغرفة المجاورة!
قالت هيستر: "لا أطيق الانتظار حتى أقتل أول واحدة."
ردت أناديل : "اليوم مناسب مثل أي يوم آخر."
لكن الجنيات مررن من أمام الغرفة دون أن يتوقفن.
إنهن هنا!
امتلأت صوفي بالفرح ....مدرسة جديدة، أصدقاء جدد، حياة جديدة!
ثم... تحطم قلبها.
ماذا حدث؟ كيف لم يلاحظنها؟
اندفعت نحو الباب، تجاوزت أناديل ، فتحته بسرعة....فإذا بها ترى فراء ذئب أمامها مباشرة.
تراجعت مذعورة، وأغلقت هيستر الباب بعنف.
زمجرت هيستر: "ستتسببين في معاقبتنا جميعًا."
صرخت صوفي: "لكنهن كنّ هنا! كنّ يبحثن عني!"
قالت أناديل وهي تراقب جرذانها تلتهم الفأر: "هل أنتن متأكدات أننا لا نستطيع قتلها؟"
سألت دوت وهي تلتهم ضفدع شوكولاتة: "من أي غابة أتيتِ، يا عزيزتي؟"
ردت صوفيزبنفاد صبر: "أنا لم آتي من الغابة."
ثم نظرت من خلال ثقب الباب.
لا شك أن الذئاب أخافت الجنيات.
كان عليها العودة إلى الجسر والعثور عليهن.
لكن الآن، هناك ثلاثة ذئاب يحرسون الممر، يتناولون وجبة من اللفت المشوي في أطباق حديدية.
ذئاب تأكل اللفت؟ بالشوَك؟
لكن كان هناك شيء أغرب على الأطباق...
جنيات، يتسولن الطعام من الوحوش.
اتسعت عينا صوفي من الصدمة.
أحد الجنيات، فتى وسيم، نظر إليها.
لقد رآني!
وضعت يديها على الزجاج وهمست: "ساعدني!"
ابتسم الجني وكأنه فهم، ثم همس في أذن الذئب.
رفع الذئب نظره نحو صوفيز، ثم ركل ثقب الباب بعنف حتى تحطم.
تراجعت صوفي مذعورة، تسمع ضحكات خفيفة ممزوجة بزمجرة الذئاب.
لم تكن الجنيات تنوي إنقاذها.
ارتجف جسد صوفي بالكامل، على وشك الانفجار بالبكاء.
ثم سمعت صوتًا يتنحنح خلفها، فاستدارت.
ثلاث فتيات يحدّقن بها بدهشة متطابقة.
قالت هيستر: "ماذا تعنين بـ 'لم آتي من الغابة'؟"
لم تكن صوفيزفي حالة تسمح لها بالإجابة على أسئلة غبية، لكنها الآن لم تجد غيرهن أملًا في الوصول إلى مدير المدرسة.
قالت وهي تحاول كتم دموعها: "أنا من غافالدون. ويبدو أنكن تعرفن الكثير عن هذا المكان، فلو تخبرنني أين...."
قاطعتها دوت.: "هل هي قريبة من جبال الهمس؟"
تأففت هيستر : "فقط نيفرز يسكنون جبال الهمس، أيتها الغبية."
قالت أناديل : "أراهن أنها من 'قوس قزح العليل'، حيث يأتي أكثر إيفرز إزعاجًا."
عبست صوفي: "آسفة، لقد تهت فعلًا... إيفرز؟ نيفرز؟"
قالت أناديل : "أنتِ من نوعية 'رابونزل' المحبوسة في برج... هذا يفسّر كل شيء."
قالت دوت لـصوفي : "الـ 'إيفرز' هم من نسميهم أصحاب الخير، يا عزيزتي. تعرفين، أولئك الذين يلاحقون نهاية سعيدة سخيفة."
قالت صوفي وهي تتذكر الأعمدة المرقّمة في غرفة الدرج: "يعني أنتم 'نيفرز'؟"
ردت هيستر بفخر: "اختصار لـ 'نيفرمور'... جنة الأشرار. سنحصل على قوة لا نهائية هناك."
قالت أناديل : "نسيطر على الزمن والمكان."
قالت هيستر : "نتحوّل إلى أشكال جديدة."
"نُفتّت أرواحنا."
"نقهر الموت."
قالت أناديل : "فقط أشر الأشرار يُسمح لهم بالدخول."
وأضافت هيستر : "وأفضل جزء؟ لا يوجد بشر آخرون. كل شرير يحصل على مملكته الخاصة."
قالت أناديل : "عزلة أبدية."
قالت هيستر : "الناس الآخرون هم مصدر البؤس."
قالت صوفي : "يبدو كأنه بؤس فعلاً."
تمتمت صوفي : "أغاتا كانت ستحب هذا المكان."
قالت دوت بخفة: "غافالدون... هل هي قرب تلال 'بيفلباف'؟"
تأففت صوفي: "يا إلهي، إنها ليست قرب أي شيء."
ثم رفعت جدولها الدراسي، حيث كُتب في الأعلى: "صوفي من الغابة البعيدة".
قالت: "غافالدون تقع خلف الغابة، محاطة بها من كل الجهات."
قالت هيستر : "الغابة البعيدة؟"
سألت دوت : "من هو ملككم؟"
قالت صوفي : "ليس لدينا ملك."
سألت أناديل : "ومن هي والدتك؟"
قالت صوفي : "متوفاة."
سألت دوت : "ووالدك؟"
ردت صوفي: "يعمل في مطحنة. وهذه الأسئلة شخصية جدًا..."
قاطعتها أناديل : "ومن أي عائلة خرافية ينحدر؟"
قالت صوفي وهي تتضايق: "والآن أنتن تطرحن أسئلة غريبة فعلًا. لا أحد ينتمي لعائلة خرافية. إنه من عائلة عادية، بأخطاء عادية. مثل آبائكن تمامًا."
قالت هيستر لـأناديل : "كنت أعلم ذلك."
قالت صوفي : "تعلمين ماذا؟"
ردت أناديل : "القراء هم الوحيدون الذين يكونون بهذا الغباء."
احمرّ وجه صوفي من الغضب:
"عذرًا، لكنني لست الغبية هنا إذا كنت الوحيدة التي تعرف القراءة. لماذا لا تنظري في المرآة؟ إذا كنتِ قادرة على العثور على واحدة أصلًا...."
قارئة ؟
لماذا لا يبدو أحد هنا مشتاقًا لوطنه؟
لماذا سبحوا نحو الذئاب في الخندق بدلًا من الهرب؟
لماذا لم يبكوا على أمهاتهم أو يحاولوا الفرار من الثعابين عند البوابة؟
لماذا يعرفون كل شيء عن هذه المدرسة؟
"من أي عائلة خرافية ينحدر؟"
نظرت صوفي إلى طاولة هيستر الجانبية.
بجانب مزهرية زهور ميتة، شمعة على شكل مخلب، وكومة كتب بعنوان:
"التغلب على الأيتام"، "لماذا يفشل الأشرار"، "أخطاء الساحرات الشائعة"
كان هناك إطار خشبي ملتوي بداخله لوحة طفولية مشوشة لساحرة بشعة أمام منزل.
منزل مصنوع من خبز الزنجبيل والحلوى.
قالت هيستر وهي ترفع الإطار الخشبي:
"أمي كانت ساذجة." بدا وجهها مشوشًا بالذكريات.
"فرن؟ حقًا؟ الأفضل أن نضعهم على الشواية... أقل تعقيدًا."
تصلّب فكها : "سأكون أفضل منها."
تحولت عينا صوفي نحو أناديل ، وشعرت بمعدتها تهوي.
قصتها المفضلة كانت تنتهي بساحرة تُدحرج داخل برميل مليء بالمسامير، ولم يتبقَ منها سوى سوار مصنوع من عظام الأولاد الصغار.
والآن، ذلك السوار يلتف حول معصم زميلتها في الغرفة.
قالت أناديل وهي تبتسم بخبث:
"تعرفين ساحراتها جيدًا، أليس كذلك؟ جدتي كانت ستفتخر بها."
استدارت صوفي نحو ملصق فوق سرير دوت.
رجل وسيم يرتدي الأخضر يصرخ، بينما فأس الجلاد يشق رأسه.
مطلوب:
روبن هود
حيًا أو ميتًا (ويُفضّل ميتًا)
بأمر من شريف نوتنغهام
قالت دوت : "بابا وعدني أن أكون أول من يضربه."
نظرت صوفي إلى زميلاتها الثلاث في الرعب.
لم يكن عليهن قراءة القصص الخرافية...
هنّ خرجن منها.
وُلدن للقتل.
قالت هيستر : "أميرة وقارئة... أسوأ ما يمكن أن يكونه الإنسان."
قالت أناديل : "حتى الطيبون لا يريدونها. وإلا لكانت الجنيات قد وصلن بالفعل."
صرخت صوفي : "لكنهن يجب أن يأتين! أنا طيبة!"
قالت هيستر وهي تركل وسادتها:
"حسنًا، أنتِ عالقة هنا، يا عزيزتي. وإن أردتِ البقاء حيّة، فالأفضل أن تحاولي الاندماج."
الاندماج مع ساحرات؟ مع آكلات لحوم البشر؟
"لا! اسمعوني!" توسلت صوفي "أنا طيبة!"
قالت هيستر وهي تمسك عنقها فجأة وتدفعها نحو النافذة المفتوحة:
"تكررين ذلك كثيرًا... لكن لا يوجد دليل."
صرخت صوفي فوق الهاوية:
"أتبرع بالكورسيهات للعجائز المشردات! أذهب للكنيسة كل أحد!"
قالت هيستر : "لا أثر للعرّبة السحرية... جرّبي مرة أخرى."
قالت صوفي وهي تختنق:
"أبتسم للأطفال! أغني للطيور! لا أستطيع التنفس!"
قالت أناديل وهي تمسك بساقيها:
"ولا أثر للأمير الساحر أيضًا... آخر فرصة."
صرخت صوفي :
"صادقت ساحرة! هذا يدل على كم أنا طيبة!"
قالت أناديل وهي ترفعها مع هيستر :
"ومع ذلك... لا جنيات."
صرخت صوفي:
"هي تنتمي لهذا المكان، أنا لا!"
زمجرت هيستر :
"لا أحد يعرف لماذا يجلب مدير المدرسة هذه المسوخ عديمة القيمة إلى عالمنا...
لكن لا بد أن هناك سببًا واحدًا فقط: إنه أحمق."
صرخت صوفي :
"اسألوا أغاثا! هي الشريرة!"
قالت هيستر :
"تعلمين يا أناديل، لم يخبرنا أحد بالقوانين بعد."
ابتسمت أناديل :
"يعني لا يمكنهم معاقبتنا على كسرها."
رفعن صوفي فوق الحافة.
قالت هيستر : "واحد..."
"لااا!" صرخت صوفي.
"اثنان..."
"تريدون دليلًا؟ سأعطيكم دليلًا!" صرخت وهي ترتجف.
"ثلاثة."
"انظروا إليّ... ثم انظروا إلى أنفسكم!"
توقفت هيستر وأناديل فجأة وأسقطتاها. حدّقتا ببعضهما، ثم بصوفي المنكمشة على السرير، تلهث بين دموعها.
قالت دوت وهي تقضم قطعة فدج: "قلت لكنّ إنها شريرة."
ثم دوّى صخب خارج الغرفة، فاستدارت رؤوس الفتيات نحو الباب. انفتح الباب بعنف، واقتحمته ثلاثة ذئاب، أمسكوا بهن من ياقة ملابسهن، ورموا بهن وسط حشد من الطلاب يرتدون أردية سوداء. الطلاب تدافعوا وارتطموا ببعضهم، وسقط بعضهم تحت الأقدام ولم يتمكنوا من النهوض. تمسكت صوفي بالجدار محاولة النجاة.
صرخت لـدوت : "إلى أين نحن ذاهبون؟"
قالت دوت : "إلى مدرسة الخير! لحفل الترحيب!"
ثم دفعها فتى ضخم يشبه الغول إلى الأمام.
مدرسة الخير!
امتلأت صوفي بالأمل، وتبعت الحشد القبيح نزولًا عبر الدرج، تعدّل فستانها الوردي استعدادًا للقاء زملائها الحقيقيين. لكن أحدهم أمسك بذراعها ورماها نحو الدرابزين.
نظرت مذهولة إلى ذئب أبيض شرس، يحمل زيًا أسود تفوح منه رائحة الموت. كشف عن أسنانه في ابتسامة لامعة.
قالت صوفي وهي تلهث: "لا..."
لكن الذئب تولّى الأمر بنفسه.
---
رغم أن الأميرات في برج "النقاء" كنّ يتشاركن الغرف ثلاثًا ثلاثًا، إلا أن أغاثا حصلت على غرفة خاصة بها.
سلم زجاجي وردي يربط طوابق البرج الخمسة، ملتفًا كنسخة منحوتة من شعر "رابونزل" اللامتناهي.
باب غرفة أغاثا في الطابق الخامس يحمل لافتة براقة مغطاة بالقلوب:
"مرحبًا رينا، ميليسينت، أغاثا!"
لكن رينا وميليسينت لم تبقيا طويلًا.
رينا، ذات البشرة العربية الساحرة والعيون الرمادية اللامعة، حاولت جرّ حقيبتها الضخمة إلى الغرفة، لكنها ما إن رأت أغاثا حتى غادرت فورًا.
سمعت أغاثا بكاءها: "شكلها شرير جدًا... لا أريد أن أموت!"
("انتقلي للعيش معي"، سمعت "بياتريكس" تقول. "الجنيات سيتفهمن.")
وبالفعل، الجنيات تفهّمن.
وتفهّمن أيضًا حين ادّعت ميليسينت ذات الشعر الأحمر والأنف المرفوع أنها تخاف من المرتفعات، وطلبت غرفة في طابق أدنى.
وهكذا، بقيت أغاثا وحدها... وهذا جعلها تشعر وكأنها في بيتها.
لكن الغرفة نفسها جعلتها تشعر بالقلق.
مرايا ضخمة مرصعة بالجواهر تحدّق بها من جدران وردية.
جداريات فخمة تُظهر أميرات جميلات يقبّلن أمراء وسيمين.
فوق كل سرير مظلة حريرية بيضاء على شكل عربة ملكية، وسقف الغرفة مغطى بلوحة غيوم رائعة، حيث يجلس كيوبيد يبتسم ويطلق سهام الحب من بين الغيوم.
ابتعدت أغاثا قدر ما استطاعت، وجلست منكمشة في زاوية النافذة، فستانها الأسود متكومًا على الجدار الوردي.
من خلال النافذة، رأت البحيرة المتلألئة حول أبراج الخير تتحوّل إلى خندق موحل في منتصف الطريق، لحماية أبراج الشر.
"خليج المنتصف" كما تسميه الفتيات.
في عمق الضباب، يمتد جسر حجري رفيع عبر المياه ليربط المدرستين.
لكن هذا كله أمام القلعتين...
ماذا يوجد خلفهما؟
بدافع الفضول، تسلّقت أغاثا حافة النافذة، متشبثة بعارضة زجاجية.
نظرت إلى برج "الخير" أسفلها، يمتد نحوها بقمة وردية مدببة كأنها رمح موجه للسماء.....خطوة واحدة خاطئة، وستُشوى كما يُشوى لحم الضأن.
تقدّمت بحذر نحو طرف الحافة، ومدّت رأسها لتتطلّع إلى نحو الزاوية، وكادت تسقط من المفاجأة.
خلف مدرسة الخير والشر، امتدّت غابة زرقاء ضخمة.
أشجار، شجيرات، وزهور تتفتح بكل درجات الأزرق، من لون الجليد حتى النيلي.
امتدت هذه الغابة الغنية لمسافة طويلة، تربط ساحات المدرستين، قبل أن تُحاط بسياج ذهبي شاهق.
وخلف البوابات، عادت الغابة إلى لونها الأخضر، ثم امتدت في ظلام لا نهاية له.
بينما كانت أغاثا تتراجع، رأت شيئًا أمام المدرسة، يرتفع من خليج المنتصف.
كان تمامًا في نقطة التوازن، حيث تلتقي المياه المتلألئة بالوحل.
لم تستطع رؤيته بوضوح بسبب الضباب، لكنه كان برجًا نحيفًا وطويلًا، مبنيًا من طوب فضي يلمع.
تحوم حوله الجنيات بأعداد كبيرة، بينما يقف الذئاب حاملين الأقواس على ألواح خشبية تمتد من قاعدة البرج إلى الماء.
ما الذي يحمونه؟
حدّقت أغاثا في قمة البرج الشاهق، لكنها لم ترَ سوى نافذة واحدة، محاطة بالغيوم.
ثم انعكس الضوء على النافذة، فرأته...
الظل المعوج الذي اختطفهم.
انزلقت قدمها، واندفع جسدها نحو الأسفل فوق برج الخير القاتل.
تخبطت بذعر، وأمسكت بعارضة النافذة في اللحظة الأخيرة، ثم ارتطمت عائدة إلى الغرفة.
أمسكت أغاثا بظهرها المتألم، واستدارت بسرعة لكن الظل اختفى.
خفق قلبها بقوة.
من أحضرهم إلى هنا يسكن في ذلك البرج.
ومن يسكن ذلك البرج قد يكون قادرًا على تصحيح الخطأ وإعادتهم إلى ديارهم.
لكن أولًا، عليها إنقاذ صديقتها المقرّبة.
بعد دقائق، وقفت أغاثا أمام المرآة، مترددة.
الزي الوردي بلا أكمام كشف أجزاء من جسدها النحيل والشاحب لم ترَ النور من قبل.
الياقة الدانتيل أظهرت الطفح الجلدي الذي ينتشر على رقبتها حين تشعر بالقلق،
وزهور القرنفل على الأكمام جعلتها تعطس،
أما الكعب الوردي العالي فكان يهتز تحتها كأنها تمشي على عصي طويلة.
لكن هذا الزي البغيض كان فرصتها الوحيدة للهروب.
غرفتها تقع في الجهة المقابلة من السلم.
ولكي تصل إلى الجسر، عليها أن تتسلل عبر الممر دون أن يلاحظها أحد، وتنزل الدرج بهدوء.
شدّت فكها.
عليكِ أن تندمجي.
أخذت نفسًا عميقًا، وفتحت الباب قليلًا.
خمسون فتاة جميلة يرتدين مآزر وردية ملأن الممر، يضحكن، يثرثرن، يتبادلن الفساتين، الأحذية، الحقائب، الأساور، الكريمات، وكل ما جلبنه في حقائبهن الضخمة،
بينما كانت الجنيات تحوم بينهن، تحاول عبثًا جمعهن لحفل الترحيب.
من بين هذا الضجيج، لمحت أغاثا السلالم في الطرف الآخر.
خطوة واثقة، وستختفي قبل أن يلاحظها أحد.
لكنها لم تستطع التحرك.
لقد استغرقت حياتها كلها لتكوّن صديقة واحدة.
وهنا، هؤلاء الفتيات أصبحن صديقات في دقائق، وكأن تكوين الصداقات هو أسهل شيء في العالم.
شعرت أغاثا بوخز من الخجل.
في مدرسة الخير، حيث يُفترض أن يكون الجميع طيبين ومحبين،
انتهى بها الأمر وحيدة ومكروهة.
هي شريرة، مهما كان المكان.
أغلقت الباب بعنف، مزّقت الزهور من كمها، نزعت الكعب الوردي ورمته من النافذة.
انهارت بجانب الجدار وأغمضت عينيها.
أخرجوني من هنا.
فتحت عينيها، فرأت وجهها القبيح في المرآة المرصعة بالجواهر.
وقبل أن تدير وجهها، لفت نظرها شيء آخر في انعكاسها...
لوح سقف عليه صورة ملاك صغير مبتسم، يبدو أنه غير مثبت جيدًا.
أعادت أغاثا قدميها إلى حذائها الأسود الصلب، ثم تسلقت مظلة السرير وسحبت إحدى بلاطات السقف، فكشفت فتحة مظلمة تؤدي إلى مجرى تهوية فوق الغرفة. أمسكت بحواف الفتحة، ورفعت ساقًا ثم الأخرى، حتى وجدت نفسها جالسة على منصة ضيقة داخل المجرى.
زحفت في الظلام، تتحسس طريقها على ركبتيها ويديها فوق معدن بارد... حتى تحوّل المعدن فجأة إلى فراغ.
وهذه المرة، لم تستطع إنقاذ نفسها.
سقطت بسرعة جعلتها عاجزة عن الصراخ، تتقافز بين الأنابيب، وتنزلق عبر المجاري الهوائية، حتى تدحرجت عبر شبكة معدنية وهبطت فوق ساق فاصوليا ضخمة.
عانقت الجذع الأخضر السميك، ممتنة لأنها ما زالت قطعة واحدة.
لكن حين نظرت حولها، أدركت أنها ليست في حديقة أو غابة أو أي مكان يُفترض أن تنمو فيه ساق فاصوليا.
كانت في غرفة مظلمة ذات سقف عالٍ، مليئة باللوحات والمنحوتات والصناديق الزجاجية.
رأت بابًا زجاجيًا متجمدًا في الزاوية، منقوشًا عليه بحروف ذهبية:
معرض الخير
تسللت أغاثا نزولًا من ساق الفاصوليا حتى لامست الأرضية الرخامية بحذائها.
غطّت جدارية ضخمة الجدار الطويل، تُظهر مشهدًا بانوراميًا لقلعة ذهبية شاهقة، وأمير وسيم يتزوج أميرة جميلة تحت قوسها المتلألئ، بينما آلاف الحضور يقرعون الأجراس ويرقصون احتفالًا.
تحت شمس مشرقة، قبّل الزوجان الفاضلان بعضهما، فيما كانت ملائكة صغيرة تحلق فوقهما، تمطرهما بورود حمراء وبيضاء.
وعلى ارتفاع، ظهرت حروف ذهبية ضخمة تلمع خلف الغيوم، تمتد من طرف الجدارية إلى الطرف الآخر:
النهاية السعيدة
قطّبت أغاثا جبينها.
لطالما سخرت من "صوفي" لإيمانها بالنهايات السعيدة.
("من يريد أن يكون سعيدًا طوال الوقت؟")
لكن وهي تنظر إلى الجدارية، اضطرت للاعتراف أن هذه المدرسة تعرف جيدًا كيف تبيع الحلم... بشكل مخيف.
نظرت داخل صندوق زجاجي، يحتوي على كتيّب صغير بخط مزخرف، وبجانبه لوحة تعريفية:
على الجدران، شاهدت رسومات أخرى للنهايات السعيدة من طلاب سابقين، معرضًا لتاريخ المدرسة، لافتات تحتفي بانتصارات رمزية، وجدارًا بعنوان "قائد الصف"، مليئًا بصور طلاب من كل دفعة.
كلما تقدّمت في المعرض، أصبح أكثر ظلمة، فأشعلت أغاثا إحدى أعواد الثقاب لتضيء مصباحًا.
وهنا رأت الحيوانات الميتة.
عشرات الكائنات المحنطة تحدّق بها من جدران وردية، محشوة ومثبتة على الحائط.
أزالت الغبار عن لوحاتها، فوجدت:
القط المعلم المنتعل، فأر سندريلا المفضل، بقرة جاك المباعة
وكلها تحمل أسماء أطفال لم يكونوا جيدين بما يكفي ليصبحوا أبطالًا أو مساعدين أو حتى خدمًا.
لا نهاية سعيدة لهؤلاء... فقط خطّافات في متحف.
شعرت أغاثا بنظراتهم الزجاجية المخيفة، فابتعدت.
عندها فقط رأت اللوحة اللامعة على ساق الفاصوليا:
هولدن من قوس قزح العليل
ذلك النبات البائس... كان يومًا ما صبيًا.
تجمّد دم أغاثا.
كل تلك القصص التي لم تصدّقها من قبل...
كانت حقيقية بشكل مؤلم.
الآن أصبحت الأمور حقيقية.
لم يسبق لأي طفل مخطوف خلال مئتي عام أن عاد إلى "غافالدون".
فما الذي جعل أغاثا تظن أن هي وصوفي ستكونان أول من يعود؟
وما الذي جعلها تظن أنهما لن تتحولا إلى غراب أو شجيرة ورد؟
ثم تذكرت ما يجعلهما مختلفتين عن كل من سبق.
لدينا بعضنا البعض.
عليهما أن تتعاونا لكسر هذه اللعنة.
وإلا سينتهيان كحفريات من قصة خرافية منسية.
جذب انتباه أغاثا ركن صغير فيه صف من اللوحات، كلها من نفس الفنان، تصور نفس المشهد:
أطفال يقرؤون كتب القصص، بألوان ضبابية وانطباعية.
كلما اقتربت من اللوحات، اتسعت عيناها...
لأنها تعرف المكان الذي فيه هؤلاء الأطفال.
إنه غافالدون.
تنقلت من أول لوحة إلى آخرها، وكلها تُظهر أطفالًا يقرؤون وسط التلال والبحيرة المألوفة، برج الساعة المائل، الكنيسة الخشبية المهترئة، وحتى ظل منزل على تل "غريفز".
شعرت أغاثا بوخز من الحنين.
كانت تسخر من أولئك الأطفال وتصفهم بالهوس والخيال.
لكن في النهاية، كانوا يعرفون ما لم تعرفه هي:
الخط الفاصل بين القصص والحياة الحقيقية... رقيق جدًا.
ثم وصلت إلى اللوحة الأخيرة، وكانت مختلفة تمامًا.
فيها، أطفال غاضبون يرمون كتب القصص في نار مشتعلة وسط الساحة، يراقبونها وهي تحترق.
من حولهم، الغابة المظلمة تشتعل، والدخان الأحمر والأسود يملأ السماء بعنف.
حدّقت أغاثا في اللوحة، وشعرت بقشعريرة تسري في جسدها.
أصوات!
اختبأت خلف عربة يقطين ضخمة، وارتطم رأسها بلوحة تعريفية:
هاينريش من نِذروود.
شعرت بالغثيان.
دخلت المعرض معلمتان:
الأولى امرأة مسنّة ترتدي فستانًا أخضر ليموني برقبة عالية، مرصّعًا بأجنحة خنافس خضراء لامعة.
والثانية شابة ترتدي ثوبًا بنفسجيًا بأكتاف مدببة، ينساب خلفها.
الأولى لها شعر أبيض مصفف كخلية نحل، وبشرة مضيئة وعينان بنيتان هادئتان.
أما الثانية، فشعرها الأسود مشدود في ضفيرة طويلة، وعيناها بنفسجيتان، وبشرتها شاحبة مشدودة على عظامها كأنها طبلة.
قالت المرأة ذات الثوب البنفسجي:
"إنه يعبث بالقصص، يا كلاريسا."
ردت كلاريسا:
"مدير المدرسة لا يستطيع التحكم في الـ 'ستورين'، يا ليدي ليسو."
زمجرت ليسو :
"إنه في صفك، وأنتِ تعرفين ذلك."
قالت كلاريسا بحزم:
"إنه ليس في صف أحد."
ثم توقفت فجأة، وكذلك ليسو.
رأت أغاثا ما كانتا تنظران إليه...
اللوحة الأخيرة.
قالت ليسو:
"أرى أنكِ استقبلتِ واحدة أخرى من أوهام البروفيسور سايدر."
تنهدت كلاريسا:
"إنه معرضه."
لمعت عينا ليسو، وفجأة، انتزعت اللوحة من الجدار بطريقة سحرية، وهبطت خلف زجاج، على بعد سنتيمترات من رأس أغاثا.
قالت كلاريسا:
"لهذا السبب لا توجد هذه اللوحات في معرض مدرستك."
زمجرت ليسو :
"أي شخص يؤمن بنبوءة القارئ هو أحمق... بما في ذلك مدير المدرسة."
ردت كلاريسا بلطف:
"مدير المدرسة يجب أن يحمي التوازن.
وهو يرى أن القرّاء جزء من هذا التوازن، حتى لو لم نستطع نحن فهم ذلك."
سخرت ليسو.:
"توازن؟ إذًا لماذا لم ينتصر الشر في أي قصة منذ أن تولّى منصبه؟
لماذا لم يهزم الشر الخير منذ مئتي عام؟"
قالت كلاريسا :
"ربما طلابي أكثر تعليمًا."
تجهّمت ليسو وغادرت.
وبحركة من إصبعها، أعادت كلاريسا اللوحة إلى مكانها، ثم أسرعت للحاق بها.
قالت كلاريسا:
"ربما تُثبت قارئتك الجديدة أنك مخطئة."
قهقهت ليدي ليسو :
"سمعت أنها ترتدي الوردي."
استمعت أغاثا إلى خطواتهما وهي تبتعد وتخفت.
رفعت نظرها نحو اللوحة المنبعجة ، الأطفال، النار، "غافالدون" وهي تحترق بالكامل.
ما معنى كل هذا؟
رنّت رفرفات خفيفة في الهواء.
وقبل أن تتحرك، اندفعت الجنيات المتوهجة إلى الداخل، يبحثن في كل زاوية وكأنهن مصابيح كاشفة.
في الطرف الآخر من المتحف، رأت أغاثا الأبواب التي خرجت منها المعلمتان.
وبمجرد أن اقتربت الجنيات من عربة اليقطين، اندفعت أغاثا نحوها.
صرخت الجنيات من المفاجأة بينما انزلقت أغاثا بين ثلاثة دببة محنطة، فتحت الأبواب....
وكانت زميلاتها في الصف، يرتدين الوردي، يتدفّقن عبر البهو في صفّين مثاليين.
يمسكن بأيدي بعضهن ويضحكن، كأفضل الصديقات.
شعرت أغاثا بالخجل المألوف يتصاعد داخلها.
كل شيء في جسدها أخبرها أن تغلق الباب وتختبئ من جديد.
لكن هذه المرة، بدلًا من التفكير في كل الأصدقاء الذين لم تملكهم، فكّرت في الصديقة الوحيدة التي تملكها.
اندفعت الجنيات بعد لحظة، لكن كل ما وجدن كان أميرات في طريقهن إلى حفل الترحيب.
حلّقن فوقهن بغضب، يبحثن عن أي علامة على الذنب، بينما انزلقت أغاثا وسط الموكب الوردي، رسمت ابتسامة على وجهها...
وحاولت أن تندمج.
تعليقات
إرسال تعليق